الجمعة، 15 أغسطس 2025

02:14 ص

الثورة المصرفية، كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة المال في العالم؟

الخميس، 14 أغسطس 2025 10:00 م

الثورة المصرفية

الثورة المصرفية

في قلب العاصفة التكنولوجية التي تجتاح العالم، يقف القطاع المالي أمام لحظة مفصلية في تاريخه، لحظة يكتب سطورها الذكاء الاصطناعي، ليس كأداة مساعدة فحسب، بل كمهندس جديد لقواعد اللعبة. 

العولمة المالية

إذا كان القرن العشرين هو عصر العولمة المالية، فإن القرن الحادي والعشرين حتى الآن، يعلن أنه عصر الرقمنة الذكية للمال.

 

من المعاملات الورقية إلى الخوارزميات التنبؤية

قبل عقدين فقط، كانت المعاملات البنكية تعتمد على الأوراق، والطوابع، وموظفي الشباك، واليوم، أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي هي من تقرر، في جزء من الثانية، ما إذا كان طلب قرضك سيقبل، أو أن عملية الدفع التي أجريتها في بلد آخر آمنة أم مشبوهة.

هذا التحول ليس مجرد تحديث تقني، بل ثورة في فلسفة إدارة المال، تقود العملات المصرفية نحو مستقبل مبهر، أكثر أمانًا، ودقة.

اقرأ أيضًا:

"التكنولوجيا المالية في مصر"، استثمارات متزايدة ونقلة نوعية في الابتكار الرقمي

منصات أذكى.. عملاء أكثر ولاء

البنوك الكبرى لم تعد تتنافس على أسعار الفائدة فقط، بل على جودة التجربة الرقمية، "إيريكا"، المساعد الذكي لبنك أوف أمريكا، لم يعد مجرد روبوت محادثة، بل أصبح أقرب إلى مدير مالي شخصي يتابع نفقاتك، يحذرك من زيادة إنفاقك، بل ويقترح خططًا للادخار.

وفي المقابل، شركات مثل Capital One تستفيد من تحليل مليارات نقاط البيانات لتوقع سلوك العملاء، مما يحول البنك من مؤسسة انتظار الطلبات، إلى كيان استباقي يعرف ما يحتاجه العميل قبل أن يطلبه.

الأمان المالي

الأمان المالي في زمن الاختراقات

الذكاء الاصطناعي لم يغير طريقة التعامل مع العملاء فحسب، بل أصبح خط الدفاع الأول ضد الاحتيال، فأنظمة Mastercard تستطيع، في أجزاء من الثانية، تحليل آلاف المعاملات واكتشاف النمط الغريب الذي قد يشير إلى عملية احتيال، مما يوفر مليارات الدولارات سنويًا ويحافظ على ثقة العملاء.

بينما في وول ستريت، لم تعد المنافسة بين المتداولين في صالات البورصة، بل بين خوارزميات عالية التردد تتداول في أجزاء من الملي ثانية. 

شركات مثل Renaissance Technologies تحصد أرباحًا من فروقات سعرية ضئيلة لا يستطيع البشر استغلالها، لتفتح عصرًا جديدًا من الاستثمار الآلي الذي يثير إعجابًا بقدر ما يثير قلقًا.

اقرأ أيضًا:

5 شركات تخصيم وتمويل تخطط لاستخدام التكنولوجيا المالية في تعاملاتها

ديمقراطية القروض.. حين يصبح الرفض أقل شيوعًا

ألغى الذكاء الاصطناعي الكثير من الحواجز التقليدية أمام التمويل، منصات مثل ZestAI تستخدم بيانات غير تقليدية مثل سجل التصفح أو أنماط التفاعل الرقمي لتقييم الملاءة المالية.

وذلك يمنح فرصة التمويل لمن لم يكونوا مؤهلين سابقًا، خاصة في الأسواق الناشئة حيث يندر التاريخ الائتماني.

 

الوجه المظلم للثورة

لكن هذه الثورة ليست بلا مخاطر، فالاعتماد المفرط على الخوارزميات قد يدخل تحيزات غير مقصودة تؤثر على العدالة في منح القروض أو تقييم المخاطر، كما أن حماية البيانات الحساسة أصبحت تحديًا وجوديًا، إذ إن أي اختراق قد يكون كارثيًا على ثقة الجمهور.

إلى جانب ذلك، يواجه القطاع ضغطًا متزايدًا من الهيئات التنظيمية لفرض ضوابط على استخدام الذكاء الاصطناعي، حتى لا تتحول حرية الابتكار إلى فوضى مالية.

التكنولوجيا المالية

الاستثمار أو التراجع.. لا منطقة رمادية

القطاع المالي يقف اليوم أمام خيارين، إما الاستثمار بجرأة في الذكاء الاصطناعي لتأمين مكان في الصف الأول من المستقبل، أو الاكتفاء بالمشاهدة من مقاعد الخلف، والمخاطرة بخسارة العملاء والأسواق، فالذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية تكنولوجية، بل شرط بقاء في سوق عالمي يتغير أسرع من أي وقت مضى.

كما غيرت الكهرباء شكل المدن في القرن الماضي، يغير الذكاء الاصطناعي اليوم شكل المال نفسه، البنوك والمؤسسات المالية التي تدرك ذلك وتتحرك الآن، لن تحافظ فقط على وجودها، بل قد تتحول إلى قوى مهيمنة في الاقتصاد الجديد، أما أولئك الذين يتأخرون، فسوف يجدون أنفسهم خارج اللعبة في زمن لا ينتظر المترددين.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search