السوق الأمريكي لتكرير النفط يدخل مرحلة حاسمة، فرص ربحية وتحديات جيوسياسية

السبت، 09 أغسطس 2025 11:13 ص

السوق الأمريكي لتكرير النفط

ميرنا البكري

تستعد شركات تكرير النفط في الولايات المتحدة الأمريكية لمرحلة قد تكون من أكثر الفترات ربحية في السنوات الأخيرة، وهذا بسبب عاملين أساسيين، توقع زيادة المعروض من النفط الخام الثقيل منخفض السعر من كندا والشرق الأوسط، وانتعاش الطلب على الوقود والمنتجات البترولية.

لا تربح المصافي فقط من بيع البنزين والديزل، لكن أيضًا من قدرتها على شراء الخام بأسعار أقل من السوق، خاصةً النفط الثقيل الذي تُعد تكلفته أقل من الخام الخفيف، ومع استعداد شركات مثل ماراثون بتروليوم وفاليرو إنرجي وPBF Energy لاستقبال كميات أكبر من هذا النوع، يدخل السوق على تغييرات قد ترفع هوامش الأرباح بشكل واضح في النصف الثاني من العام.

اكبر 10 حقول نفط في العالم - Tops Arabia — **النفط الثقيل**

لعبة الفروقات السعرية، مفتاح الربحية

السر في المكاسب هنا هو الفارق السعري بين النفط الخفيف والثقيل. كلما يزداد هذا الفارق، تربح المصافي أكثر، لأنهم يشترون بسعر رخيص ويبيعون بسعر مرتفع بعد المعالجة.

يعتقد ريك هيسلينج، المدير التنفيذي التجاري في ماراثون بتروليوم، أن هذه الفروقات ستتسع أكثر في النصف الثاني من العام، خاصةً بعد زيادات الإنتاج التي تقوم بها "أوبك" والمتوقع أنها تصل للأسواق بحلول سبتمبر.

كما أن عودة الإنتاج الكندي بعد الصيانة، وتوقفات موسمية لبعض المصافي على ساحل خليج المكسيك، ستزود المعروض من النفط الثقيل وبالتالي تحسن الفارق السعري لصالح شركات التكرير.

التحديات التي أثارت الكثير من القلق

وضح جاري سيمونز من فاليرو إنرجي، أن هناك عوامل قللت المعروض في الفترة الماضية مثل، العقوبات على فنزويلا، وحرائق الغابات في كندا، وخروج مصفاة "ليونديل بازيل" في هيوستن من الخدمة.

لكنه يعكس تقائله بشأن الأوضاع في الفترة المقبلة، وهذا قد يتضح في الربع الأخير من العام، حينما تزداد الإمدادات، وتعود السوق لطبيعتها.

التحدي الأكبر، نقص الإمدادات في 2022-2023

أضاف ماثيو لوسي من PBF Energy، أن الفارق السعري الضيق كان مأساة للمصافي، تحديدًا بعد خروج حوالي 4 مليون برميل من الخام المتوسط والثقيل من السوق في العاميين الماضيين، لكن الشركة تتوقع عودة من 2 لـ 2.5 مليون برميل يومياً بحلول الخريف، وهذا يعني أن الهوامش ستتحسن بشكل ملموس مع بداية الشتاء.

مفاجأة من كاليفورنيا

قد تعود كاليفورنيا على الخريطة كمصدر للنفط الثقيل، بعد قرارات تنظيمية جديدة من الحاكم جافين نيوسوم قد تفتح الباب للحفر مرة اخرى.

سيوفر إغلاق مصفاتي "فيليبس 66" و"فاليرو" في 2024 و2026، فرصة أكبر لبقية المصافي في الساحل الغربي للوصول لنفط كاليفورنيا الذي يتمتع بميزة تنافسية.

العقوبات على روسيا، المجهول الذي قد يقلب الطاولة

رغم التفاؤل، هناك سحابة تغيم على المشهد، فالعقوبات التي ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على النفط الروسي، إذا تم تنفيذها بفاعلية، قد تقلل المعروض من النفط الثقيل وترفع سعره، مما يضغط على أرباح المصافي.

التوقعات النهائية

المدى القريب (النصف الثاني من 2025): من الممكن أن تسجل هوامش أرباح شركات التكرير تحسن ملحوظ، بسبب زيادة المعروض من النفط الثقيل.

المدى المتوسط (2026): قد يواجه العالم ضغوط من إغلاقات المصافي والعقوبات الجيوسياسية، لكن هناك فرص بديلة مثل إنتاج كاليفورنيا.

3 ملايين برميل، انخفاض مفاجئ بمخزونات النفط الأمريكية

رغم تراجع الاستيراد، 93 مليون برميل من النفط العربي تدخل السوق الأمريكي في 6 شهور

مصافي التكرير الأميركية تُعيد مليارات الدولارات إلى المساهمين — **مصافي تكرير النفط**

كما أن أي اضطرابات في الإمدادات (حرائق، عقوبات، كوارث طبيعية) قد تقلب موازين السوق بشكل مفاجىء

ختامًا، يقترب السوق الأمريكي لتكرير النفط من مرحلة حساسة، بها فرص كبيرة ومخاطر ليست قليلة، فزيادة إنتاج "أوبك" وكندا، بجانب التحولات في سوق كاليفورنيا، قد تخلق بيئة ربحية ممتازة، لكن أي توتر جيوسياسي أو عقوبات فعالة على روسيا، قد يرفع الأسعار ويضغط على هوامش الربح.

بالمختصر، يُعتبر النصف الثاني من 2025 لعبة توازن بين تدفق الإمدادات وضغط السياسة، ومن ينجح في قراءة المشهد، سيكون هو الرابح الأكبر.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.