كيف تحوّل سيارتك للعمل بالغاز الطبيعي؟ (فيديو)

تُعد تكنولوجيا غاز السيارات المضغوط من أبرز الحلول الصديقة للبيئة التي ظهرت في قطاع النقل خلال السنوات الأخيرة، إذ برزت كخيار مثالي لمستقبل النقل بفضل أربعة أسباب رئيسية، تجمع بين الكفاءة الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

ويأتي هذا التوجه في ظل تزايد الاهتمام العالمي بتقليل الانبعاثات الكربونية والاعتماد على مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، ويسلط موقع "إيجي إن" الضوء على هذه التكنولوجيا، آلية عملها، وأهميتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ما هو غاز السيارات المضغوط؟

غاز السيارات المضغوط هو الغاز الطبيعي المضغوط، ويُستخدم كوقود بديل للبنزين أو السولار في تشغيل المركبات، ويُضغط الغاز الطبيعي إلى أقل من 1% من حجمه الأصلي عند الضغط الجوي، ويتم تخزينه داخل أسطوانات خاصة تُثبت في المركبة.

كيف تعمل تكنولوجيا غاز السيارات المضغوط؟

وتعتمد هذه التكنولوجيا على تعديل نظام تشغيل السيارة ليصبح قادرًا على استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من الوقود التقليدي، أو من خلال الاعتماد على نظام تشغيل مزدوج (غاز + بنزين)، وتتكون المنظومة من عدة أجزاء رئيسية:

• خزان الغاز المضغوط: يُصنع من مواد عالية المقاومة، ويُخزن فيه الغاز تحت ضغط عالي (عادة بين 200 و250 بار).
• منظم الضغط: يُخفض ضغط الغاز قبل دخوله إلى المحرك.
• الحقن أو الكربراتير المعدل: يُستخدم لإدخال الغاز إلى غرف الاحتراق داخل المحرك.
• وحدة التحكم الإلكترونية (ECU): تضبط نسب الوقود والهواء لضمان تشغيل المحرك بكفاءة.

وتشكل هذه الأجزاء منظومة متكاملة تضمن تشغيل السيارة بالغاز بأمان وكفاءة دون التأثير السلبي على أداء المحرك أو عمره التشغيل،. ومن خلال هذا التعديل الدقيق، يستطيع السائق الاستفادة من مزايا الغاز الطبيعي المضغوط من حيث التوفير وتقليل الانبعاثات، مع الحفاظ على مرونة التبديل بين النظامين في السيارات المزدوجة.

مميزات تكنولوجيا غاز السيارات المضغوط

وتُعتبر تكنولوجيا الغاز الطبيعي المضغوط من أبرز الحلول التي تحقق توازنًا بين الجدوى الاقتصادية والحفاظ على البيئة، وهو ما جعلها تلقى اهتمامًا متزايدًا من الأفراد والحكومات على حد سواء. ومن أبرز المميزات:

• تقليل الانبعاثات الضارة: يُعد الغاز الطبيعي أنظف من البنزين أو السولار، إذ ينتج عنه انبعاثات كربونية أقل بنسبة تتراوح بين 20% و30%، كما يكاد يخلو من مركبات الكبريت والجسيمات الدقيقة.
• توفير اقتصادي ملموس: تكاليف تشغيل المركبة باستخدام الغاز أقل بكثير من الوقود التقليدي، ويمكن لصاحب السيارة أن يوفر ما بين 40% إلى 60% من نفقات الوقود الشهرية.
• أداء جيد للمركبات: بفضل التطورات في أنظمة الحقن والتحكم، أصبح أداء السيارات التي تعمل بالغاز مقاربًا جدًا لأداء نظيراتها العاملة بالبنزين، خاصة عند السرعات المنخفضة والمتوسطة.
• عمر أطول للمحرك: احتراق الغاز أنظف، مما يقلل من تراكم الكربون داخل المحرك ويُسهم في إطالة عمر المكونات الميكانيكية وتقليل عدد مرات الصيانة.

وبالتالي، فإن الاعتماد على الغاز الطبيعي لا يقتصر على كونه خيارًا بيئيًا فحسب، بل هو كذلك خيار اقتصادي ذكي يُحسن من أداء السيارة ويُطيل من عمرها التشغيلي، مما يجعله ركيزة واعدة لنقل أكثر كفاءة واستدامة.

تحديات تكنولوجيا غاز السيارات المضغوط

وعلى الرغم من المزايا المتعددة لهذه التكنولوجيا، إلا أن هناك عددًا من التحديات التي تعيق انتشارها على نطاق واسع:

• قلة محطات التموين بالغاز في بعض المناطق.
• ارتفاع تكلفة التحويل الأولية.
• انخفاض سعة الشنطة الخلفية للسيارات بسبب خزان الغاز.
• أداء أقل نسبيًا في السرعات العالية لبعض الطرازات.

ورغم هذه التحديات، فإن التغلب عليها ضروري لتوسيع استخدام هذه التكنولوجيا، ومن خلال زيادة عدد محطات التموين، وتقديم حوافز لتقليل تكلفة التحويل، إضافة إلى تطوير حلول تقنية مبتكرة لتحسين الأداء وتوفير مساحة أكبر داخل المركبة، يمكن تحويل هذه التحديات إلى فرص مستقبلية.

دور تكنولوجيا غاز السيارات المضغوط في تحقيق التنمية المستدامة

وتُساهم تكنولوجيا الغاز الطبيعي المضغوط بشكل فعال في دعم أهداف التنمية المستدامة، لا سيما تلك المتعلقة بالطاقة النظيفة والعمل المناخي، فهي تُقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي، وتخفض من الانبعاثات الضارة، ما يُسهم في تحسين جودة الهواء في المدن والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أنها تُعزز من أمن الطاقة من خلال استغلال الموارد المحلية من الغاز الطبيعي.

جهود البحث والتطوير في هذا المجال

وتعمل العديد من مراكز الأبحاث وشركات السيارات على تطوير أنظمة أكثر كفاءة وأمانًا لاستخدام الغاز الطبيعي المضغوط، وتشمل هذه الجهود:

• تحسين تصميم خزانات الغاز لتكون أكثر خفة وأمانًا.
• تطوير أنظمة حقن ذكية تتيح أداءً أعلى واستهلاكًا أقل.
• تكامل تكنولوجيا الغاز مع أنظمة الطاقة الهجينة، ما يمهد الطريق نحو سيارات أكثر كفاءة وتوافقًا مع المعايير البيئية المستقبلية.

وتُعد هذه الجهود حاسمة لتوسيع الاعتماد على الغاز الطبيعي كوقود للسيارات وتحويله إلى خيار استراتيجي مستدام على المدى الطويل.

مستقبل تكنولوجيا غاز السيارات المضغوط

وتشهد دول عدة، مثل مصر، الهند، وإيطاليا، تطورًا متسارعًا في تبني تكنولوجيا الغاز الطبيعي المضغوط، من خلال تشجيع عمليات التحويل، ودعم إنتاج السيارات العاملة بالغاز مباشرة من المصنع، وتُعتبر هذه الخطوات جزءًا من جهود وطنية لتحقيق التحول نحو الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية.

وفي مصر، على سبيل المثال، أطلقت الحكومة مبادرة قومية لتحويل السيارات للعمل بالغاز، مع التوسع في إنشاء محطات تموين الغاز على مستوى المحافظات، وذلك في إطار خطة الدولة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر وتخفيف الضغط على واردات الوقود.

توقعات مستقبلية

وتشير التوقعات إلى أن مستقبل تكنولوجيا غاز السيارات المضغوط سيكون مشرقًا، خاصة في ظل التحول العالمي نحو استخدام الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات، فمع ارتفاع أسعار الوقود التقليدي، وتزايد التزامات الدول باتفاقيات المناخ، تتجه الحكومات وشركات التصنيع إلى تعزيز استخدام الغاز الطبيعي كبديل اقتصادي وآمن.

ويتوقع أيضًا أن تشهد المرحلة القادمة تطورات كبيرة على مستوى البنية التحتية لمحطات التموين، وزيادة في عدد السيارات المصممة خصيصًا للعمل بالغاز، ما يعزز من انتشار هذه التكنولوجيا كأحد الحلول الرئيسية للنقل المستدام.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

أخبار متعلقة

دليلك لأماكن محطات تموين الغاز والسيارات في صعيد مصر

03 أغسطس 2025 11:08 م

أفضل 3 شركات لتحويل السيارات إلى الغاز الطبيعي في مصر، أيها تختار؟

01 أغسطس 2025 01:48 ص