الإثنين، 04 أغسطس 2025

01:28 م

الصين في الظل، لماذا لا تعكس المؤشرات المالية حجم الاقتصاد «التنين» الضخم؟

الإثنين، 04 أغسطس 2025 11:10 ص

جمهورية الصين الشعبية

جمهورية الصين الشعبية

ميرنا البكري

تقف الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تساهم بحوالي 19% من الناتج الإجمالي العالمي، لكن عند النظر على وزنها في مؤشرات البورصات العالمية، يشكل اقتصاد “التنين الصيني” حوالي 3% فقط من القيمة السوقية الإجمالية للأسهم، بفارق كبير عن حجم الإنتاج، تمثل فجوة 16 نقطة مئوية.

وهذه الفجوة تطرح تساؤلًا: لماذا لا تأخذ الصين مكانها الحقيقي في المحافظ الاستثمارية العالمية؟ وهل ذلك مقصود أم هناك أسباب أعمق؟ سنوضح التفاصيل في هذا التحليل.

ما أهمية مؤشرات الأسهم؟ وكيف يتم احتساب قيمتها؟
الصين في مؤشرات البورصة العالمية

لماذا لا تظهر الصين بشكل واضح في المؤشرات رغم قوتها الاقتصادية؟

في بلاد مثل الهند، التي تمثل 4% من الاقتصاد العالمي، يشكل وزنها في السوق المالي العالمي حوالي 2%، وهو فرق منطقي، لكن الصين لديها فرق ضخم بين حجم الاقتصاد ووزنه في السوق المالي مما يجعلها حالة استثنائية.

ويعود التفسير إلى عاملين رئيسيين:

 1.قيود على ملكية الأجانب: تضع الصين حدود على استثمار الأجانب في شركاتها، أي لا يستطيع أي مستثمر عالمي شراء أسهم الشركات الصينية بحرية، خاصةً في القطاعات الاستراتيجية.

2.الشركات الحكومية مسيطرة: هناك عدد ضخم من الشركات الصينية مملوك للحكومة، مما يقلل "القيمة السوقية الحرة" التي بالفعل متاحة للتداول العام.

تحسب المؤشرات العالمية مثل MSCI وFTSE وزن السوق بناءً على الأسهم المتاحة للتداول، وليست كل الأسهم الموجودة، ما يجعل الكثير من الاقتصاد الصيني مغلقًا في وجه التداول، مما يؤثر على تمثيله في بورصات العالم.

 هل الصين فعلاً  غير مؤثرة استثماريًا؟

تمتلك بكين تأثيرًا ضخمًا غير مباشر، وهذا يتضح في ما يُسمى بـ “وزن الإيرادات”، فالكثير من الشركات المدرجة في بورصات أخرى مثل  أمريكا وتايوان واليابان تحقق جزءًا كبيرًا من أرباحها من السوق الصيني.

وبحسب تقديرات MSCI، إذا تم حساب الوزن الاستثماري بناءً على مصدر الإيرادات وليس على مكان الإدراج، يتضح أن الصين تمثل حوالي 10% من الوزن العالمي بدلًا من 3%، ما يعنى أن الشركات إن لم تكن صينية بشكل رسمي، فهي مرتبطة بالسوق الصيني بشكل كبير.

لماذا لايزال المستثمرون في حالة تردد؟

رغم أن السوق الصيني ضخم، هناك 3 مخاطر تجعل المستثمرون في حالة حذر: 

 1. مخاطر تنظيمية

قد تتغير القوانين بشكل مفاجىء،  تحديدًا في قطاعات مثل التكنولوجيا، والتعليم، والعقارات، بينما يخشى المستثمر الأجنبي من المفاجآت.

2. تدخل الدولة

تتدخل الدولة في قرارات الشركات، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يقلق المستثمرين الذين يبحثون عن حرية الإدارة واستقرار بيئة الأعمال.

 3. التوترات السياسية

العلاقة بين الصين وأمريكا، ومع دول الغرب بشكل عام غير مستقرة، مما يجعل الكثير من صناديق الاستثمار يعيدون حساباتهم.

اقرأ أيضًا:

الصين تقود التحول نحو نظام نقدي عالمي جديد.. ومصر في قلب المعادلة

تحفيز اقتصادي، الصين تعزز طاقتها النظيفة بإنشاء سد عملاق بـ1.2 تريليون يوان

GIC, Temasek lead sovereign investments in China with $133bn | Asset Owners  | AsianInvestor
الاستثمار في الصين

 هل يستمر هذا  الوضع، أم هناك تغيير قادم؟ 

في رأي الكثير من المحللين، تجاهل وزن الصين الحقيقي لا يستمر لفترة طويلة، وذلك لأن الصين تتحرك بقوة في مجالات المستقبل، كالتصنيع الذكي والتكنولوجيا الخضراء والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.

هذه القطاعات هي التي ستحكم الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة، وإذا حافظت الصين على تقدمها فيها، سيصبح من الصعب على المستثمرين أن يتجاهلوها.

ونتيجة ذلك احتمالية  حدوث “إعادة هيكلة” للمحافظ الاستثمارية العالمية، بحيث يأخد السوق الصيني مكانه الطبيعي.

ختامًا، ما يحدث الآن هو أن السوق الصيني كبير بالفعل، لكنه لا يظهر بنفس القوة في البورصات والمؤشرات، وهذا  نتيجة عوامل تنظيمية وسياسية واقتصادية، وليس ضعف اقتصادي.

لكن مع تطور الصين في مجالات النمو الجديدة، سيكون من الضروري أن يعيد العالم التفكير في طريقة تقييمه للسوق الصيني.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search