575 تريليون دولار، كيف تقود التكنولوجيا النظيفة ثورة اقتصادية في الصناعة العالمية؟

تشهد الصناعة العالمية تحول جذري بقيادة الابتكار الأخضر، حيث تنتقل الاقتصادات من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى تبني حلول مستدامة تشمل الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والسيارات الكهربائية، والبلاستيك الحيوي.

 575 تريليون دولار.. قيمة سوق التكنولوجيا النظيفة

ولم يعد هذا التحول عبارة عن توجه بيئي فقط، بل أصبح فرصة استثمارية ضخمة قادرة على إعادة رسم خريطة الاقتصاد العالمي، مع توقعات بأن تصل قيمة سوق التكنولوجيا النظيفة إلى 575 تريليون دولار بحلول 2035.

من مفهوم بيئي إلى صناعة عملاقة

لم تعد التكنولوجيا النظيفة، أو ما يعرف بـ"التقنيات الخضراء"، حكرًا على الأوساط البحثية، بل صارت ركن أساسي في خطط التنمية المستدامة حول العالم.

تشمل التكنولوجيا النظيفة مجموعة واسعة من الابتكارات والحلول المبتكرة التي تساهم في الاستدامة وحماية البيئة، كما انها تقلل البصمة الكربونية وتحافظ على الموارد الطبيعية، بدءًا من تقنيات خفض الانبعاثات وإدارة النفايات، وصولًا إلى حماية التنوع البيولوجي ومعالجة المياه، وإعادة التدوير من أجل التكييف مع التغير المناخي والتخفيف من آثاره وفق توجه عالمي تجاه ذلك.

التكنولوجيا النظيفة وسائل تجنب الضرر البيئي

وتعرف التكنولوجيا النظيفة بأنها عبارة عن وسائل تقلل أو تتجنب الضرر البيئي الذي ينتج عن الممارسات التقليدية وفقًا لجمعية "أفايسن" المتخصصة بالطاقة المتجدةة والتقنيات النظيفة في منطقة فالنسيا.

وفي هذا السياق، قال مدير الجمعية العام، بيدرو فريسكو، أن مفهوم التكنولوجيا النظيفة لا يقتصر فقط على الابتكارات الكبيرة، بل يشمل أيضًا الخدمات نماذج الأعمال التي تعتمد على التقنية من أجل تحقيق كفاءة بيئية.

ومن جانبها، أشارت باحثة من المجلس الوطني الإسباني للبحوث CSIC، كوفادونجا بيفيدا، إلى أن المفهوم الخاص بالتكنولوجيا النطيفة، يعود إلى تقنيات قديمة تم استخدامها للحد من انبعاثات الوقود الأحفوري، موضحة أنها في الوقت الحالي تغطي مجالات أوسع، مثل الاقتصاد الدائري، وهو ما يجعلها أداة شاملة لتحقيق الاستدامة.

استثمارات بمئات التريليونات وفرص عمل بالملايين

وفقًا لتقرير حديث بعنوان "آفاق تكنولوجيا الطاقة 2024" الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، يتوقع أن يتضاعف حجم سوق التكنولوجيا النظيفة ثلاث مرات تقريبًا خلال العقد المقبل، ليصل إلى 575 تريليون دولار بحلول 2035.

وفي أوروبا، تسعى مبادرات كبرى مثل تحالف "التكنولوجيا النظيفة في شبه الجزيرة الأيبيرية"، المدعوم من مؤسسة بريكثرو إنرجي التي أطلقها بيل جيتس، إلى ضخ أكثر من 150 مليار يورو وتوفير 2.6 مليون وظيفة بحلول 2030.

التكنولوجيا المناخية.. التخصص داخل التخصص

إلى جانب التكنولوجيا النظيفة، يبرز مصطلح "تكنولوجيا المناخ" (Climate Tech)، الذي يركز بشكل خاص على الحد من التأثير المناخي للنشاط البشري.

من أبرز تطبيقات تكنولوجيا المناخ، تقنيات الخاصة باحتجاز الكربون وتخزينه، والتي تعتبر حلاً حاسمًا للصناعات الثقيلة التي يصعب إزالة انبعاثاتها، مثل صناعة الأسمنت.

تحديات التمويل.. وضرورة تسريع إزالة الكربون

رغم النمو السريع، أشارت بيانات PwC إلى تباطؤ في تمويل الشركات الناشئة بمجال التكنولوجيا المناخية في 2023.

وأكد الخبراء أن العالم يحتاج إلى تسريع وتيرة إزالة الكربون بسبعة أضعاف للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.

لكن هناك مؤشرات إيجابية، أبرزها ارتفاع الاستثمارات الخاصة والدعم الحكومي للقطاع إلى 11.4% من إجمالي الاستثمارات في الربع الثالث من 2023، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من الحكومات والمستثمرين بالمجال.

خريطة طريق نحو مستقبل أخضر

ويرى محللون أن التكنولوجيا النظيفة لن تكون مجرد خيار بيئي، بل أداة استراتيجية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وتعزيز القدرة التنافسية للدول في الأسواق العالمية.

ومع تزايد الابتكارات والدعم السياسي والمالي، يبدو أن سباق التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون قد بدأ بالفعل، وأن الرابح فيه سيكون هو القادر على الاستثمار اليوم في حلول الغد.

اقرأ أيضًا:

لحشد 100 مليار دولار .. إطلاق منصة «GIGATONS» للحد من الانبعاثات في أبوظبي

باستثمارات تصل لـ2.4 مليار دولار.. الهند تفوق الصين في الطاقة الخضراء

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.