النفط مقابل النفوذ، لماذا لا تجرؤ واشنطن على معاقبة الهند؟

السبت، 02 أغسطس 2025 05:37 م

علم دولة الهند

ميرنا البكري

في ظل التوترات العالمية حول النفط والعقوبات على روسيا، لا زالت الهند تسير في طريق شراء النفط الروسي، حتى بعد تهديد ترامب بفرض عقوبات ورسوم جمركية جديدة.

تتبع الهند معادلة واضحة، وهي أن النفط الروسي أرخص، والمصلحة الاقتصادية أهم من أي ضغط سياسي، والآن الكل يسأل، هل ترامب يستطيع بالفعل إيقاف صادرات روسيا للهند؟

في المقابل، هل تستطيع الهند الاستمرار في هذا الطريق دون دفع الثمن سياسيًا واقتصاديًا؟.

وسط مخاوف من حظر صادرات الطاقة .. ما أهم وجهات النفط الروسي؟ — **الهند تستمر في شراء النفط الروسي**

الهند روسيا، علاقة نفط قوية

تستورد الهند أكثر من 85% من احتياجاتها من النفط، وروسيا هي المورد الأول بحصة وصلت لـ 35% من إجمالي الواردات.

هنا، تفضل الهند النفط الروسي لأن سعره أرخص من نفط الخليج أو أمريكا، أيضًا روسيا تقدمه بخصومات مغرية بعد العقوبات الغربية، وبالتالي يساعد في تقليل الضغط على الميزان التجاري للهند، أي ببساطة، الهند لن تستغنى عن النفط الروسي بسهولة، وقرار مثل هذا يعادل أزمة داخلية ضخمة.

تصريحات متضاربة من ترامب

في البداية، كتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" أن الهند قد تتعاقب لأنها تشتري نفط وسلاح من روسيا، لكن بعدها، في تصريحه الأخير، قال: لا يهمني العلاقة بين الهند وروسيا.

ثم أصدر ترامب تصريحًا جديدًا، يوم 14 يوليو، يهدد فيه بفرض رسوم جمركية 100% على الدول التي لا زالت تتعامل مع روسيا نفطيًا، هذه التصريحات المتضاربة سببت حالة من الغموض والتشويش في السوق، لكن الهند حسمتها: "نستمر في شراء النفط من روسيا، ولا يوجد أي تعليمات لتقليل الواردات".

تأثير التهديدات الأمريكية، ضجيج أكثر من فعل

رغم نبرة التهديد، لا يوجد خطوات فعلية من واشنطن حتى الآن، والسبب واضح، الهند حليف استراتيجي لأمريكا في مواجهة الصين، كما أن قطع النفط الروسي عن الهند، قد يفتح الباب أمام بكين لتدخل مكان أمريكا في العلاقة، أي ببساطة، ترامب يهدد لكنه لا يستطيع التنفيذ الآن، لأنه إذا قام بذلك، سيخسر الهند في معركة النفوذ الآسيوي.

ماذا يحدث إذا تم تنفيذ هذه الرسوم؟

إذا فرضت أمريكا بالفعل رسوم 100% على أي دولة تشتري نفط روسي، فهذا يعنى بالنسبة للهند، ارتفاع تكلفة النفط، وارتفاع الأسعار المحلية للبنزين والسولار، وأيضًا ضغط على الدعم الحكومي في الطاقة، ومن المتوقع أن يزداد العجز التجاري، وربما التضخم أيضًا.

وبالنسبة لروسيا، ستفقد واحد من أكبر عملائها بعد الصين، لكن قد تعوض ذلك بالبيع لدول أخرى لا تخشى من العقوبات (مثل إيران أو بعض دول إفريقيا).

وقد تخسر أمريكا دعم أكبر ديمقراطية في العالم، وقد تواجه أيضًا انتقادات داخلية بسبب ارتفاع أسعار النفط عالميًا (إذا اتجهت الهند للسوق المفتوح ورفع الأسعار).

ترامب: الهند توقف شراء النفط الروسي لإبرام صفقة تجارية مع الولايات المتحدة

ترامب يشعل الاقتصاد العالمي برسوم جمركية تربك الأسواق في 2025

Donald Trump | Birthday, Age, Education, Biography, Impeachments, & Military Parade | Britannica — **الرئيس الأمريكي دونالد ترامب**

توقعات الفترة المقبلة، لعبة شد الحبل مستمرة

1. لا توقف الهند استيراد النفط الروسي في المدى القريب، وذلك لأن المصلحة الاقتصادية أكبر من المجاملات السياسية، كما أن الحكومة الهندية حريصة على استقرار السوق المحلية.

2. قد تتجه روسيا لإثبات نفسها كمصدر طاقة مرن وذكي رغم العقوبات، فهي لديها القدرة على توزيع النفط على الحلفاء وبالتالي لا تخسر بسهولة.

3.قد تتغير التحالفات الجيوسياسية، وبالتالي أي ضغط زائد من أمريكا، قد يدفع الهند لإعادة ترتيب أولوياتها السياسية والاقتصادية.

ختامًا، ما يحدث حاليًا ليس مجرد أزمة نفط، بل اختبار كبير لمعادلة “السياسة مقابل الاقتصاد”، فالهند تراهن على استقرارها الداخلي، ولن تضحي بالمورد الأرخص والأقرب لكي تُرضي الغرب، والسؤال الهام، هل تستطيع أمريكا خسارة الهند؟ حتى الحصول على إجابة، يستمر النفط الروسي في الذهاب لنيودلهي.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.