خبير تكنولوجيا: المراهنات الرقمية فخ العصر الجديد، من خلال منصات النصب الإلكتروني

الثلاثاء، 29 يوليو 2025 01:53 م

الدكتور محمد عسكر خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات

محمد السيد

قال الدكتور محمد عسكر، خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، إنه في ظل الانتشار المتسارع للتكنولوجيا ووسائل الاتصال، ظهرت في الآونة الأخيرة موجة جديدة من الجرائم الإلكترونية، تجسدت في منصات المراهنات الإلكترونية، والتي بدأت تتسلل إلى المجتمع المصري في صورة تطبيقات، وروابط، ومواقع تَعِد الشباب بأرباح خيالية، لكنها في الحقيقة مصائد محكمة للنصب والاستغلال.

وعود كاذبة بجني الأرباح

وأضاف خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، في تصريحات خاصة “ لإيجي إن ”، أن هناك منصات تروج على أنها بوابة للربح السريع، تبدأ بدعوة بسيطة، "جرب حظك، ادفع مبلغًا صغيرًا، وادخل السحب"، ثم تتطور الخسائر إلى مئات، وأحيانًا آلاف الجنيهات، مع وعود كاذبة بجني الأرباح، وبعض المستخدمين يربحون أول مرة فقط، ليقعوا في فخ تكرار المحاولة، دون أن يدركوا أن كل خيوط اللعبة، يتحكم فيها طرف واحد فقط وهو المحتال.

تفشي ظاهرة المراهنات الإلكترونية بين الشباب والمراهقين

وأكد عسكر، أن تفشي ظاهرة المراهنات الإلكترونية بين الشباب والمراهقين، يعود إلى عدة أسباب مترابطة، أبرزها غياب الوعي الرقمي الكافي لدى شريحة واسعة من المستخدمين، خاصة صغار السن، ما يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في فخ هذه المنصات، وأن الضغوط الاقتصادية التي يعيشها كثير من الشباب، تدفعهم إلى البحث عن طرق "للربح السريع"، وهو ما تستغله بعض المنصات للترويج لنفسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يلعب بعض المؤثرين دورًا سلبيًا من خلال التربح مقابل الترويج لهذه التطبيقات، وأن ثغرات قانونية وتقنية تعيق تعقب هذه المواقع، خاصة حين تستضيف نفسها خارج البلاد أو تستخدم تقنيات التشفير المتقدمة.

آثار نفسية ومجتمعية عميقة

وأشار عسكر، إلى أن الظاهرة لا تقف عند حدود الخسائر المالية فقط، بل تمتد لتشمل آثارًا نفسية ومجتمعية عميقة، من أبرزها الوقوع في دوامة الديون، أو حتى الإفلاس الكامل، إلى جانب ما تسببه من اضطرابات نفسية، مثل الاكتئاب والإدمان السلوكي، وأن بعض المتورطين قد يتحولون من ضحايا إلى جناة، من خلال إعادة الترويج للمنصة بين معارفهم مقابل عمولات، ما يعمق الأزمة داخل المجتمع، ويؤدي إلى تفكك بعض الأسر، نتيجة الإنفاق السري على هذه المواقع دون علم الأهل.

قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات

وشدد عسكر على أن القانون المصري واضح في هذا الصدد، حيث يجرم المراهنات الرقمية، ويعاقب كل من يتعامل معها أو يروج لها، وفقًا لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، والذي يفرض عقوبات مشددة على من ينشئ أو يدير منصات إلكترونية احتيالية، ويجب مواجهة هذه الظاهرة من خلال التوعية الإعلامية والتعليمية، وتكثيف دور الجهات الرقابية لتعقب هذه المواقع.

يأتي ذلك بالإضافة إلى تشجيع الشباب على اكتساب مهارات عملية حقيقية بدلًا من الانجراف وراء سراب الربح السهل، وأن المراهنات الإلكترونية، ليست مجرد لعبة حظ، بل عملية نصب ممنهجة تهدد مستقبل الأفراد وأمن المجتمع الرقمي، وما نشهده اليوم ليس مجرد "نصب تقني"، بل هو هجوم ممنهج على وعي الشباب واستغلال لحاجتهم المادية وطموحاتهم المشروعة في تحسين ظروفهم.

كما أن المراهنات الإلكترونية لا تختلف عن القمار، بل هي نسخة أكثر خطورة لأنها تتخفى خلف شاشة، وتخدع العقل قبل أن تسرق الجيب، ومعركة يجب أن نخوضها جميعًا، بالتوعية، والقانون، وبنشر ثقافة الحذر الرقمي، حتى لا يصبح الربح السريع بابًا لخسارة العمر.

مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف المجتمع بأكمله

وأوضح خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، أن المسؤولية في مواجهة ظاهرة المراهنات الإلكترونية لا تقع على عاتق جهة واحدة، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف المجتمع بأكمله، فالإعلام عليه أن يتبنى دورًا أكثر فاعلية في فضح هذه الممارسات الرقمية المشبوهة.

بالإضافة إلى تسليط الضوء على قصص الضحايا الذين وقعوا فريسة لوعود الربح السريع، وعلى الأسر أن تكون أكثر وعيًا ومتابعة لما يفعله أبناؤهم على الإنترنت، خصوصًا من هم في سن المراهقة أو بداية الشباب، حيث يكون التأثير أكبر والوعي أقل.

كما أن المؤسسات التعليمية والدينية مطالبة بدمج مفاهيم "الأمن الرقمي" و"الوعي المالي"، ضمن مناهجها وبرامجها التثقيفية، لترسيخ ثقافة الحذر والمسؤولية لدى النشء، وفي الوقت ذاته، على الجهات الرسمية أن تتحرك بصرامة لملاحقة هذه المنصات قانونيًا، مع فرض رقابة قوية على قنوات الدفع الإلكتروني، الذي يستخدم كأداة أساسية في عمليات النصب، لضمان تجفيف منابع هذه الظاهرة من جذورها.

حجم اقتصاد الجرائم الإلكترونية يرتفع لـ 10 تريليون دولار، خبير يكشف التفاصيل

«سجن وغرامة ومراقبة رقمية»، كل ما يجب أن تعرفه عن قانون الجرائم الإلكترونية في مصر

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.