«الذكاء الاصطناعي» يقتحم «علم التاريخ» نموذج جديد لترميم النقوش اللاتينيه
الثلاثاء، 29 يوليو 2025 07:50 ص

الذكاء الاصطناعي و علم التاريخ
يشكل تحليل النقوش اللاتينية القديمة تحديًا كبيرًا للمؤرخين، إذ يُكتشف سنويًا نحو 1500 نقش في أماكن متفرقة من العالم الروماني، محفورة على جدران أو فسيفساء أو أوانٍ فخارية.
ورغم قيمتها التاريخية، فإن كثيرًا من هذه النقوش يصل إلى الباحثين بحالة تالفة أو ناقصة، ما يجعل فهمها وتأريخها مهمة معقدة، تشبه "أحجية ضخمة" يصعب حلها.
في هذا السياق، قدم فريق من الباحثين في "جوجل ديب مايند" نموذجًا جديدًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يُدعى "إينياس" (Aeneas)، في محاولة لتسهيل هذه المهمة.
النموذج، الذي نُشرت تفاصيله في مجلة نيتشر، يستند إلى شبكة عصبية توليدية متعددة الوسائط قادرة على تحليل النقوش من حيث النص والصورة والعناصر المادية، ما يُمكّنه من إعادة تركيب النصوص القديمة، وتقدير تاريخها ومكان كتابتها.

أداة جديدة للمؤرخين
يقول يانيس أسيل، المتخصص في الذكاء الاصطناعي لدى "ديب مايند"، إن النقوش اللاتينية تمثل مصدرًا مباشرًا لفهم اللغة والمجتمع والحياة اليومية في العصور القديمة، إذ لم تكتبها النخب فقط، بل شارك في كتابتها أشخاص من مختلف الطبقات الاجتماعية، وفي مواضيع متنوعة، وذلك بحسب ما ذكرته العربية.
من جهتها، توضح المؤرخة ثيا سومرشيلد من جامعة نوتنغهام البريطانية، أن فهم هذه النقوش لا يتم من خلال نص واحد معزول، بل من خلال البحث عن الروابط بين النقوش المختلفة، ومقارنة الأسماء والعبارات والصياغات، وهي مهمة تتطلب مجهودًا هائلًا وسعة اطلاع واسعة.
قاعدة بيانات ضخمة
لتدريب "إينياس"، استخدم الفريق ثلاث قواعد بيانات ضخمة تضم ما يقرب من 177 ألف نقش، تحوي في مجموعها أكثر من 16 مليون حرف.
بالإضافة إلى صور لبعض النقوش، ما سمح للنموذج بالتعرف ليس فقط على النصوص، بل أيضًا على خصائص المواد والأيقونات المحيطة بها.
ويساعد النموذج المؤرخين على تحديد موقع النقش بين 62 مقاطعة رومانية، وتقدير تاريخه على مستوى العقود الزمنية، كما يقترح عدة صيغ محتملة لاستكمال الأجزاء الناقصة من النقش، ويشير إلى النصوص أو الصور التي استند إليها في تحليله.

نتائج واعدة في الاختبارات
لاختبار قدراته، طُلب من النموذج تحليل نص "أعمال الإله أغسطس" (Res Gestae Divi Augusti)، وهو سجل لحياة الإمبراطور الروماني أغسطس، تتضمن مبالغات جغرافية وتاريخية.
وعلى الرغم من ذلك، نجح "إينياس" في استبعاد التفاصيل الخاطئة، وركز على أدلة دقيقة مثل أنماط التهجئة القديمة، ليقترح تاريخين محتملين للنص يتفقان مع ما توصل إليه المؤرخون.
وأظهرت التجارب التي شارك فيها نحو عشرين مؤرخًا أن "إينياس" كان مفيدًا كنقطة انطلاق للأبحاث في 90% من الحالات.
كما تبين أن أداء المؤرخين تحسن عند استخدام النموذج في مهام الترميم والتأريخ، مقارنة بالعمل اليدوي أو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وحده.
دعم العلوم الإنسانية
ويؤكد روب وولغارت، أستاذ الذكاء الاصطناعي في كلية "سينت ليفينز" ببلجيكا والمشارك في الدراسة، أن هذا المشروع يُعد مثالًا على كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم العلوم الإنسانية، بدلًا من أن يعيق التفكير النقدي، كما يُخشى في كثير من الأحيان.
اقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق انتخابات الشيوخ، محتوى دعائي ذكي واستراتيجيات موجهة للمواطنين
خبير: الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل ملامح الحملات الانتخابية في مصر
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
هواوي وأنغامي تتعاونان لإطلاق تطبيق على ساعات HarmonyOS 5 الذكية
29 يوليو 2025 06:04 م
الاتصالات تدفع عجلة ريادة الأعمال الرقمية نحو آفاق جديدة
29 يوليو 2025 05:29 م
الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، رافعة جديدة لتوفير وظائف نوعية وتمكين الشباب
29 يوليو 2025 04:52 م
أكثر الكلمات انتشاراً