1.4 تريليون جنيه و2.7 مليون وظيفة، كيف أعادت السياحة تشكيل الاقتصاد المصري 2024؟

الخميس، 24 يوليو 2025 09:24 ص

السياحة في مصر

تسعى مصر إلى تعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، وفي هذا التوقيت كشف المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) عن مؤشرات غير مسبوقة لأداء قطاع السياحة خلال عام 2024، مع توقعات بمواصلة التصاعد خلال عام 2025.

وبحسب أحدث أبحاث الأثر الاقتصادي (EIR)، الذي تم إعداده بالتعاون مع مؤسسة "أكسفورد إيكونوميكس"، الضوء على الدور المحوري للسياحة في دعم الاقتصاد المصري وقيادة مرحلة النمو التالية.

مساهمة قياسية في الناتج المحلي.. والتوقعات أكثر تفاؤلًا في 2025

سجل قطاع السفر والسياحة في مصر مساهمة غير مسبوقة في الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2024، بلغت 1.4 تريليون جنيه، ما يعادل 8.5% من حجم الاقتصاد الوطني.

ومن المتوقع أن يتخطى هذا الرقم في عام 2025 ليصل إلى 8.6% من الناتج المحلي، مع معدل نمو سنوي مقدر بـ4.9%، ما يعكس التوسع المستمر للقطاع كمحرك اقتصادي رئيسي.

إنفاق الزوار يتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

واصل إنفاق الزوار، سواء الدوليين أو المحليين، تسجيل معدلات نمو استثنائية في 2024، وبلغ إنفاق الزائرين الدوليين نحو 726.9 مليار جنيه، بزيادة 36.1% مقارنة بعام 2019، بينما وصل إنفاق الزوار المحليين إلى 449.9 مليار جنيه، بارتفاع 31.8% عن مستويات ما قبل جائحة كورونا.

وتوقع التقرير استمرار هذا الاتجاه التصاعدي خلال عام 2025، حيث يقدر أن يصل إنفاق الزوار الدوليين إلى 768.2 مليار جنيه، بينما من المتوقع أن يرتفع الإنفاق المحلي إلى 460.6 مليار جنيه، ما يشير إلى تعافي مستدام وتحسن في ثقة المستهلكين بالسفر والإنفاق.

السياحة هي المحرك الرئيسي للتوظيف في مصر

ولم يقتصر الأثر الإيجابي للقطاع على المؤشرات المالية فقط، بل امتد إلى سوق العمل، حيث وفر قطاع السياحة 2.7 مليون وظيفة في عام 2024، متجاوزًا بذلك ذروة التوظيف في 2019.

وأشارت التوقعات إلى مزيد من النمو في 2025، مع بلوغ عدد الوظائف 2.9 مليون وظيفة، ما يمثل زيادة بنسبة 22.3% عن مستويات ما قبل الجائحة.

ويعزز هذا الاتجاه من أهمية السياحة كقطاع كثيف التشغيل، خاصة في ظل التركيز الحكومي على توفير فرص عمل مستدامة ورفع كفاءة رأس المال البشري.

القيادة السياسية والدعم الحكومي وراء الطفرة السياحية

وفي هذا السياق، أشادت جوليا سيمبسون، المديرة التنفيذية للمجلس العالمي للسفر والسياحة، بجهود الحكومة المصرية قائلة أن قطاع السفر والسياحة يشهد في مصر انتعاشًا قويًا، مع مساهمة اقتصادية قياسية وارتفاع مستمر في إنفاق الزوار، وذلك بفضل تراثها الثقافي الغني وترابطها المتنامي، تواصل مصر استقطاب المسافرين من جميع أنحاء العالم.

وأكدت سيمبسون، أن الاستثمارات الحكومية في البنية التحتية والتركيز على السياحة المستدامة بدأت تؤتي ثمارها، ما يعزز مكانة مصر كوجهة جاذبة على المدى الطويل.

عقد من النمو المستدام حتى 2035

وبنظرة مستقبلية طويلة المدى، توقع المجلس العالمي للسفر والسياحة أن يواصل القطاع نموه المستدام حتى عام 2035، وهو ما يساهم بنحو 2.1 تريليون جنيه في الناتج المحلي الإجمالي، بما يمثل 8.4% من الاقتصاد المصري.

كما يُتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة، أن يوفر القطاع 3.8 مليون وظيفة بحلول ذلك العام، ما يعادل 10.5% من إجمالي الوظائف في البلاد، وهو ما يوضح دور القطاع في خلق فرص عمل متعددة.

أما على صعيد الإنفاق السياحي، توقع التقرير وصول إنفاق الزوار الدوليين إلى 1.1 تريليون جنيه، والإنفاق المحلي إلى 627 مليار جنيه، وهو ما يعكس قدرة مصر على التحول إلى واحدة من أكثر وجهات السياحة استدامة ونموًا في المنطقة.

نحو اقتصاد سياحي أكثر تنوعًا واستدامة

وتعكس هذه المؤشرات الإيجابية دور السياحة في مصر، وتحولها من فكرة أنها مجرد وسيلة لجذب العملة الأجنبية، و أصبحت محركًا أساسيًا للتنمية، حيث تساهم السياحة في خلق فرص عمل، وتشجع حركة الشراء والبيع، وتساعد في تحسين صورة مصر على المستوى الدولي.

ومع استمرار تنفيذ الخطط الطموحة وزيادة التعاون مع دول العالم، تبدو مصر في موقع قوي يجعلها قادرة على قيادة نمو السياحة في المنطقة خلال السنوات القادمة.

اقرأ أيضًا:

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.