نصيحة شائعة مضللة، كيف ينجح رواد الأعمال في بناء مسار مهني وسط تقلبات السوق؟

الأحد، 20 يوليو 2025 09:32 م

ريادة الأعمال - صورة تعبيرية

في عالم مشبع برسائل التحفيز والتنمية الذاتية، كثيرًا ما تتردد نصيحة "اتبع شغفك" كوصية ذهبية لمن يسعى لبناء مستقبل مهني ناجح، لكن هناك عددًا من رواد الأعمال والقيادات الناجحة باتوا يشككون في هذه المقولة، بل ويرون أنها قد تكون مضللة، خاصة لمن لم يحالفه الحظ بعد بالاستقرار المالي.

سكوت جالاوي: الشغف ليس طريقًا مضمونًا للنجاح

في فيديو نشر عبر منصة "لينكدإن" في الثالث من يونيو الماضي، قال المليونير العصامي والمؤلف الأكثر مبيعًا سكوت جالاوي، إن أسوأ نصيحة مهنية يمكن أن يقدمها المليارديرات هي: "اتبع شغفك"، مضيفًا أن من يقول لك ذلك هو غالبًا غني بالفعل، ولا يحتاج للقلق من العواقب.

نشأ جالاوي، أستاذ التسويق بجامعة نيويورك ورائد الأعمال المتسلسل، في لوس أنجلوس، وسط ظروف مالية محدودة، واعتقد في بداية حياته أن شغفه بالرياضة سيمنحه الحرية المالية، لكنّه سرعان ما أدرك أن الواقع مختلف، ليتجه لاحقًا إلى العمل في مجال التحليل المالي ثم ريادة الأعمال، وفقًا لما ذكرته شبكة CNBC الأمريكية.

من مورجان ستانلي إلى بيع شركته بـ130 مليون دولار

والتحق جالاوي، بعد تخرجه من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، بوظيفة محلل في شركة "مورجان ستانلي"، لكنه اكتشف سريعًا أن مهاراته لا تتناسب مع بيئة الشركات الكبرى، ووجد فرصته الحقيقية حين بدأ التفكير في إطلاق مشروعاته الخاصة.

في عام 1992، شارك في تأسيس شركة التسويق "Prophet"، التي باعها لاحقًا عام 2002 مقابل 33 مليون دولار، ثم في وقت لاحق، أسس شركة الأبحاث "L2" عام 2010، والتي تم الاستحواذ عليها في 2017 مقابل أكثر من 130 مليون دولار.

وأثناء حديثه، قال جالاوي، إن سر النجاح لا يكمن في اتباع الشغف الأعمى، بل في الدمج بين المهارة والجدوى الاقتصادية، والمرونة في تغيير المسار المهني عند الحاجة.

الرفض كان مفتاحًا للنجاح

كما شدد على أن الرفض كان واحدًا من أبرز المحطات الفارقة في مسيرته. فقد تقدم إلى 29 وظيفة بعد تخرجه، ولم يحصل سوى على عرض واحد، مشيرًا إلى أن لو لم يجب بـ لا كثيرًا، لما وصل إلى نعم الحاسمة، مؤكدًا أن الصبر والمثابرة هما ما سمحوا له ببناء مشروعه الخاص واكتشاف ما يجيده فعلاً، لا ما يحلم به فقط.

مايكل ميباخ: لا تكتفي بالشغف بل ابحث عما يميزك

ويتفق معه أيضًا في نفس وجهة النظر، الرئيس التنفيذي لشركة "ماستركارد" ، مايكل ميباخ، الذي ينصح الشباب دائمًا عند اختيار المسار المهني، بألا يكتفوا باتباع شغفهم، بل أن يبحثوا عما يجيدونه فعلاً، وما يميزهم عن الآخرين.

في مقابلة حديثة له مع رئيس تحرير "لينكد إن"، دانيال روث، قال ميباخ، أنه يحب حقيقة أن الناس يتبعون شغفهم، لكن الأهم هو أن يركزوا على ما يجيدونه، وأن يجمع بين الشغف، والقدرة، وما هو مطلوب في السوق.

خلال مسيرته، اكتشف ميباخ شغفه بالقيادة والعمل الجماعي، وهو ما مهد له الطريق لتولي مناصب قيادية كبرى في شركات عالمية، منها "IBM" و"أوبرا متروبوليتان"، إضافة إلى سنوات طويلة في "ماستركارد" وصلت إلى 16 عام، وفقًا لما ذكرته شبكة CNBC الأمريكية.

الفشل ليس النهاية.. بل أداة للتعلم

وفقاً لعالمة النفس وخبيرة السعادة بجامعة ييل لوري سانتوس، فإن الإخفاقات المهنية يمكن أن تتحول إلى فرص قوية للنمو، إذا ما تبنى الشخص ما يعرف بـ "عقلية النمو" (Growth Mindset)، وتقوم هذه العقلية على الإيمان بإمكانية صقل المهارات وتطوير الذات مع الوقت.

وأضافت سانتوس، أن هذا يسمح لك بتعلم المزيد حول كيفية التحسن في المستقبل، وهو ما يجعل الفشل، أو فقدان وظيفة، أو تغيير المسار، نقطة انطلاق جديدة وليس نهاية الطريق.

الدرس الحقيقي.. لا تتبع شغفك فقط.. اصنع طريقك بخطى عملية

ويتشارك كل من جالاوي وميباخ وسانتوس، في رسالة واحدة، هي أن النجاح المهني لا يرتبط فقط بالحلم أو الشغف، بل بالقدرة على التكيف، ومعرفة الذات، وبناء المهارات التي يحتاجها السوق.

الشغف مهم، لكنه ليس خارطة الطريق الوحيدة، وفي كثير من الأحيان، يكون النجاح في المكان الذي تلتقي فيه الرغبة، والمهارة، والفرصة.

اقرأ أيضًا:

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.