84 مليون دولار، رواندا من رماد الصراع إلى قمة السياحة الأفريقية

الجمعة، 18 يوليو 2025 02:21 م

السياحة في رواندا

في مطلع الألفية، كانت رواندا مرادفًا للحرب الأهلية والصراعات الدامية التي مزقتها، لكن في غضون عقدين فقط، حققت هذه الدولة الأفريقية تحولًا مذهلاً لتصبح إحدى أبرز قصص النجاح في القارة.

يكمن سر هذا التحول في رؤية استراتيجية واضحة، جعلت من السياحة ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والاستدامة المجتمعية.

بدلاً من الاستسلام لماضيها المؤلم، ركزت رواندا جهودها على إعادة بناء نفسها كوجهة سياحية عالمية، مستفيدة من جمال طبيعتها الخلاب وتنوعها البيولوجي الفريد، وعلى رأسها الغوريلا الجبلية المهددة بالانقراض.

لم يقتصر النجاح على استقطاب السياح فحسب، بل امتد ليشمل استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وسياسات حكومية داعمة للسياحة البيئية والمستدامة، بالإضافة إلى جهود حثيثة لتعزيز المصالحة الوطنية والوحدة الاجتماعية. هذا المزيج من الاستقرار والجاذبية الطبيعية والإدارة الفعالة وضع رواندا على خارطة السياحة العالمية، محولاً إياها من دولة تُعرف بمآسيها إلى نموذج يُحتذى به في التعافي والتنمية.

السياحة.. قاطرة النمو في رواندا بعد الصراع

وسلط تقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع شركة كيرني، الضوء على مدينة رواندا كنموذج ملهم لدول العالم النامي في إعادة بناء الاقتصاد من بوابة السياحة المستدامة.

وأشار التقرير إلى أن بعد سنوات من الحرب، حددت الحكومة الرواندية السياحة كأحد أعمدة التنمية الوطنية، لتبدأ رحلة التحول من بلد منكوب إلى وجهة سياحية عالمية تضع البيئة والمجتمع في قلب استراتيجيتها.

وأوضح التقرير أن اليوم، تسهم السياحة بنسبة تقترب من 10% من الناتج المحلي الإجمالي، مدعومة بمشروعات قائمة على الطبيعة، من أبرزها حديقة البراكين السياحية وسياحة تتبع الغوريلا الجبلية، التي أصبحت جوهر العروض السياحية في المدينة.

حماية البيئة وتمكين المجتمع المحلي

ووفقا للتقرير، تعمل رواندا على إعادة استثمار 10% من عائدات تذاكر السياحة البيئية في المجتمعات المحلية، ما عزز من انخراط السكان في حماية الموارد الطبيعية، بدلاً من استنزافها، وهو ما يميز التجربة الرواندية على جذب الزوار وحرصها على ربط التنمية السياحية بمفاهيم العدالة البيئية والاجتماعية.

من الغابات إلى قاعات المؤتمرات

لم تكتفي رواندا بالسياحة البيئية فقط، بل وسعت رؤيتها لتشمل سياحة الأعمال والمؤتمرات (MICE)، فخلال عام 2014، أطلقت الدولة استراتيجية متكاملة بعد دراسة موسعة، استهدفت تحويل العاصمة كيغالي إلى مركز دولي للفعاليات.

وبحسب التقرير السنوي الصادر عن هيئة تنمية رواندا لعام 2024، استضافت المدينة أكثر من 115 فعالية كبرى خلال العام، بمشاركة 52 ألف شخص، وحققت إيرادات بلغت 84.8 مليون دولار من هذا القطاع وحده.

السياحة المستدامة.. دروس من رواندا للعالم

وأشار تقرير المنتدى الاقتصادي إلى أن تجربة رواندا تمثل نموذجًا فريدًا للتنمية السياحية المسؤولة، القائمة على توازن دقيق بين جذب الاستثمارات، وحماية البيئة، وتمكين المجتمعات.

كما أنها تؤكد أن حتى الدول الصغيرة، عند امتلاكها رؤية واضحة وإدارة فعالة، يمكنها أن تصبح لاعبًا عالميًا في صناعة السياحة، ولا تبيع رواندا اليوم، مناظر طبيعية فحسب، بل تسوق قصة نجاح حقيقية عنوانها "السياحة من أجل السلام والاستدامة".

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.