الجمعة، 18 يوليو 2025

09:54 ص

أسيوط تتصدر المحافظات، صادرات مصر من الرمان تتجاوز 200 ألف طن سنويًا

الجمعة، 18 يوليو 2025 06:58 ص

رمان

رمان

هدير جلال

قال الدكتور طارق خلف البلك، رئيس قسم بحوث الزيتون واستشاري زراعة الرمان بـمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، أن الرمان المصري وخاصة المزروع بمحافظة أسيوط يمثل، واحدًا من أعمدة الزراعة التصديرية، التي باتت تحظى باهتمام واسع من الدولة والمزارعين، في ظل ما يتمتع به من جودة عالية، وقابلية كبيرة لتلبية المواصفات العالمية للأسواق العربية والأجنبية، بما فيها السوق الروسية.

 

صادرات مصر من الرمان

وتقدر صادرات مصر من الرمان، بأكثر من 200 ألف طن سنويًا، ما يعكس المكانة المتميزة لهذا المحصول على الخارطة الزراعية العالمية.

 

آفات تهدد المحصول.. ومكافحة علمية دقيقة

وحذر الدكتور طارق البلك، من أن شجرة الرمان تتعرض خلال فترة نموها لعدد من الآفات الحشرية، أبرزها:-(المن، التربس، الأكاروس، دودة الثمار، بالإضافة إلى سوسة القلف وحفار الساق)، مشيرًا إلى وجود أمراض فطرية خطيرة مثل:-(عفن الجذور، عفن القلب ( الالترناريا).

وأكد أن هذه الآفات إن تُركت دون مكافحة، قد تؤدي إلى خسائر تتجاوز 25% من الإنتاج، والتي تعد نسبة ليست بالقليلة في قطاع يعتمد على التصدير، موضحًا أن لكل آفة توقيتًا ووسيلة مكافحة موصى بها من قبل وزارة الزراعة، فعلى سبيل المثال:- (تتم مكافحة حشرتي المن والتربس، خلال شهري مارس وإبريل).

كما يُكافح الأكاروس خلال أشهر إبريل ومايو ويونيو، خاصة بعد موسم حصاد القمح الذي يزيد من احتمالات الإصابة، فيما تتطلب دودة الثمار برنامجًا وقائيًا يبدأ في يونيو، يشمل أربع رشات بفاصل 15 يومًا للحفاظ على الثمار، أما الأمراض الفطرية، فينصح بزراعة الرمان على مصاطب لتقليل فرص الإصابة، إلى جانب الرش بمركبات النحاس عقب التقليم لتطهير الأشجار، كما يُوصى برشة وقائية ضد عفن القلب في شهري إبريل ومايو.

رمان

أسيوط.. عاصمة الرمان في مصر

وتُعد محافظة أسيوط وتحديدًا مراكز البداري، وساحل سليم وصدفا والفتح، من أكبر وأهم المناطق المنتجة للرمان في مصر، إذ تبلغ المساحة المزروعة من الرمان في مصر 80 ألف فدان، منها 10 آلاف فدان في أسيوط وحدها، مؤكدًا أن كمية التصدير العام الماضي بلغت 125 ألف طن عام 2024.

ويؤكد البلك، أن مركز البداري يتمتع ببيئة مثالية من حيث درجة الحرارة والرطوبة والتربة ومياه النيل، ما يجعله مناسبًا لإنتاج رمان عالي الجودة، ويُعد صنف المنفلوطي من أشهر وأجود الأصناف المزروعة هناك، لما يتميز به من إنتاجية عالية وجودة متميزة.

 

موسم الحصاد وتنوع الأصناف

وينقسم الرمان المصري إلى نوعين:- (أصناف مبكرة مثل صنف H116 والأسيوطي، وتنضج بين أواخر يوليو وأغسطس، وأصناف متأخرة مثل الوندرفل والحجازي، وتنضج في سبتمبر حتى نهاية نوفمبر)، وهذا التنوع يمنح مصر نافذة تصديرية طويلة، تناسب متطلبات الأسواق الخارجية، مع ثمار تتسم بنسبة سكر لا تقل عن 14%، ووزن يتراوح بين 300 إلى 450 جرام، وخلو تام من الإصابات الحشرية، أو متبقيات المبيدات أو لفحة الشمس.

الدعم الفني والإرشاد الزراعي

ويلعب معهد بحوث البساتين، دورًا محوريًا في دعم مزارعي الرمان، من خلال:- (زيارات ميدانية خلال موسم النمو، ودورات إرشادية لتوعية المزارعين بأفضل ممارسات الزراعة، واستشارات مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن لأي مزارع، تصوير المشكلة وإرسالها للفريق المختص).

رمان

أبرز الأخطاء التي يقع فيها المزارع المبتدئ هي:-

اختيار صنف غير مناسب للمنطقة، مثل زراعة صنف متأخر في مناطق شديدة الحرارة، ما يؤثر سلبًا على تلوين الثمار وجودتها، وزراعة بأبعاد غير صحيحة، ما يعرض الثمار للإصابة بلفحة الشمس، وينصح الخبراء بزراعة الرمان على أبعاد 4×4 أمتار في الأراضي الطينية، و3×4 أمتار في الأراضي الصحراوية، لتحقيق التظليل الذاتي المثالي.

مواجهة التغيرات المناخية بالري الحديث

ورغم تأثير التغيرات المناخية على جميع المحاصيل، إلا أن الرمان يُعتبر أقل تأثرًا نسبيًا، حيث لجأ المزارعون في أسيوط، إلى نظام الري الحديث المقنن، كما تم تحويل مساحات واسعة من الري بالغمر إلى:- ( الري بالغمر المقنن عبر المصاطب، وهذه الأنظمة الحديثة، ساهمت في توفير نصف كمية المياه المستخدمة، والحد من عفان الجذور وتشقق الثمار، مع استخدام شبكات ري محكمة التشغيل، باستخدام الحواسب لضبط التوقيت والكميات المناسبة).

بالإضافة إلى رؤية الدولة ودعم غير مسبوق، حيث تحظى زراعة الرمان في مصر، وخاصة في أسيوط، باهتمام كبير من القيادة السياسية، حيث وجّهت الرئاسة وزارة الزراعة بتقديم الدعم الفني الكامل للمزارعين كما يجري حاليًا، فضلًا عن إنشاء مصنع لتصنيع منتجات الرمان، وهي خطوة إستراتيجية تضمن تعزيز القيمة المضافة، وتقليل الفاقد وتحقيق أقصى استفادة من هذا المحصول الذهبي.

وأشار إلى أن معهد بحوث البساتين، قام باستنباط صنف جديد من الرمان بساتين 101 ذو جودة عالية وصفات ثمرية جيدة من حيث التلوين الداخلي والخارجي، ونسبة السكريات الكلية ومبكر في النضج.

الرمان المصري، على أعتاب العالمية

وتابع رئيس قسم بحوث الزيتون واستشاري زراعة الرمان بـمعهد بحوث البساتين، أن ما يميز الرمان المصري، إلى جانب الجودة، هو قدرته على تلبية متطلبات الأسواق العالمية، من حيث الشكل والحجم ونسبة السكر وخلوه من الآفات، وهذا يجعل الرمان المصري، خاصة من أسيوط، مرشحًا قويًا لأن يصبح أيقونة عالمية في الأسواق الزراعية وفي ظل الدعم البحثي والتقني من الجهات المختصة، وحرص الدولة على التوسع في زراعته وتصديره، يظل الرمان المصري، أحد أهم كنوز التربة المصرية، التي لم تُكتشف كامل طاقاتها بعد.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search