الثلاثاء، 15 يوليو 2025

12:05 ص

بكين تفتح "الصنبور" على آخره، الصين تملأ مخزونها من نفط إيران قبل العاصفة

الإثنين، 14 يوليو 2025 05:50 م

الصين والنفط الإيراني

الصين والنفط الإيراني

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل التوتر بين إيران وإسرائيل، ومع تشديد العقوبات الأمريكية، تواصل الصين مسيرتها بثبات، وتفتح “الصنبور” بقوة، ففي يونيو 2025، وصلت واردات الصين من النفط الإيراني لأكثر من 1.7 مليون برميل يوميًا، وهذا أعلى مستوى من مارس الماضي.

وليس كذلك، بل كانت تصل في أول 12 يومًا من الشهر لـ2.5 مليون برميل يوميًا، في محاولة سريعة لتأمين الخام قبل أن تشتعل الدنيا أكثر.

اتفاق بين الصين وإيران لـ 25 عاماً.. ما حجم التنازلات؟
واردات الصين من النفط الإيراني

 

بكين تلعب شطرنج الطاقة، تحميل استثنائي للنفط تحسبًا للصراع في الشرق الأوسط

وتدرك الصين، أن هناك حرب محتملة بين طهران وتل أبيب، وقد تؤثر على إمدادات النفط من إيران، لذا قررت تزويد المخزون بأسرع وقت، وهذا اتضح في وتيرة التحميل الاستثنائية، التي حدثت في مطلع يوينو.

وتقول شركة “فورتيكسا”، أن هذا تحايل سريع ومرن من بكين لكي تضمن الإمدادات بأي ثمن، وهذا يعني أن الصين لا تشتري نفطًا فقط، بل تلعب شطرنج طاقة عالمي بمستوى محترف.

 

عقوبات أمريكا لا توقف الصين، النفط الإيراني يواصل طريقه للأسواق

ورغم أن أمريكا شددت العقوبات على الناقلات، إلا أن ذلك لم يعيق الصينيين، بالعكس، فوفقًا لـ "فورتيكسا" وهي شركة متخصصة تقدم تحليلات عن الطاقة، لا تكفي العقوبات لوقف تدفق النفط الإيراني، فهناك شبكات شحن "رمادية"، وشركات واجهة تتولى عمليات النقل، وعقود بيع بخصومات مغرية، أي أن الصين تقول لأمريكا بشكل غير مباشر، “سنشتري هذا النفط بغض النظر عن رضاك أو عدمه”.

 

هل تمتلك المصافي الصينية القدرة لتكرر كل هذه الكمية؟

وهناك ضغط كبير على المصافي الصينية المستقلة (التي يُقال عليها "أباريق الشاي")، والتي تعتبر مشترٍ أساسي للنفط الإيراني، وبلغ معدل التشغيل فيها حاليًا حوالي 46% فقط، وهذا رقم ضعيف للغاية، لكن رغم ذلك، تمتلك هذه المصافي مخزون كبير على الأرض وفي البحر، وتستطيع التفاوض على أسعار أرخص.

 

الخصومات، الصين تفوز في الوقت الصحيح

ما يجعل النفط الإيراني مغري أكثر هو السعر، ففي مايو، كان سعر البرميل الإيراني، أقل بـ2 دولار عن برنت، وتراجع الخصم في يونيو  لـ4 دولارات على كل برميل، أي أن الصين تشتري أرخص نفط في العالم، في وقت ترتفع فيه أسعار الطاقة وروسيا تواجه فيه تحديات وقيود.

 

الصين تُهدئ الوتيرة في يوليو، لكنها لا تخرج من اللعبة

ليس بالضرورة، هذا ما قالته إيما لي من “فورتيكسا”، حيث من المتوقع أن تنخفض وتيرة الشراء قليلًا في يوليو، بسبب الضغط على المصافي، لكن الخصومات والوفرة، ستجعل الصين لديها القدرة دائمًا للعب بذكاء، وقد تلجأ لمزيد من التخزين، أو حتى إعادة بيع بعض الكميات لدول أخرى.

 

اقرأ أيضًا:- 

بفضل طلب المصافي المستقلة، الصين تكثف وارداتها من النفط الإيراني مسجلة مستويات قياسية

بوجود العقوبات الأمريكية، ارتفاع واردات الصين من النفط الإيراني في مارس
 

مصافي النفط الصينية تخفض الإنتاج وسط تخمة العرض وهبوط الأرباح | اقتصاد  الشرق مع بلومبرغ
مصافي النفط الصينية

 

النتائج الاقتصادية والسياسية

  1. تعزيز نفوذ الصين كمشترٍ قوي عالمي، يستطيع التحكم في الأسعار.
  2. تقوية العلاقات مع إيران، وهذا مهم في ظل عزلة طهران.
  3. ضرب غير مباشر للعقوبات الأمريكية، عن طريق استمرار الشراء بطرق ملتوية.
  4. خفض تكلفة استيراد الطاقة للصين، وهو ما يساعدها في دعم صناعتها الضخمة.

ختامًا، الصين ليست مجرد زبون لإيران، بل أصبحت شريكًا إستراتيجيًا يمول الاقتصاد الإيراني، وفي نفس الوقت يأخذ الخام بسعر مكسور في توقيت الكل يخشى الشراء، وفي وسط أزمة عالمية في سلاسل الإمداد وصراعات إقليمية مشتعلة، تلعب الصين دور "المشتري الذكي"، الذي لا يؤمن الطاقة فقط، لكن أيضًا يستخدمها كورقة سياسية واقتصادية ضخمة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search