السبت، 12 يوليو 2025

09:21 م

العجز يصل لـ 1.4 تريليون دولار، الاقتصاد الأمريكي ينتظر "إنعاش" الرسوم الجمركية

السبت، 12 يوليو 2025 03:28 م

اقتصاد أمريكا ينهار

اقتصاد أمريكا ينهار

تحليل/ ميرنا البكري

كشفت أرقام وزارة الخزانة الأمريكية، العجز المالي الفيدرالي بين يونيو وأكتوبر 2025، حيث سجل 1.4 تريليون دولار، مقارنة بـ1.3 تريليون في نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة 6% في عام واحد فقط، أي أن الديون تتفاقم والإيرادات أصبحت غير كافية للتغطية، والسبب ليس مجرد إنفاق عالي، لكن هناك عوامل عميقة وخطيرة تجعل الموازنة الأمريكية أقرب لقنبلة موقوتة.

المؤسسات الفيدرالية الأمريكية تتهيأ
عجز الموازنة الأمريكية

 

الإنفاق الحكومي، الحبل الذي يخنق الميزانية

وأوضحت وزارة الخزانة، أن هذه الزيادة جاءت بالأساس من تضخم الإنفاق الحكومي، وخاصةً، برامج الرعاية الصحية للمسنين وذوي الدخل المنخفض، وبرامج الضمان الاجتماعي، ومدفوعات الدين العام.

ويستنزف كلًا من هذه البنود مليارات الدولارات، ومع زيادة الأسعار والتضخم، تقفز تكلفة هذه البرامج، بمعدلات غير مستدامة، أي أن الحكومة لا تنفق أكثر فقط، بل تدفع فوائد أعلى على ديونها القديمة.

 

خدمة الدين، صداع أمريكا الأكبر

وتقول البيانات، أن الحكومة الأمريكية دفعت أكثر من 920 مليار دولار كفوائد على ديونها خلال هذه الفترة، وهذا رقم مهول، يعكس أزمة حقيقية، وهي أن تكلفة الدين أصبحت أكثر من ميزانيات دول كاملة!

وتتزامن هذه الأزمة مع استمرار أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة، ما يجعل كل دولار جديد تقترضه أمريكا، يأتي عليه "فائدة ضخمة" تزيد من العبء، وببساطة أصبحت أمريكا تقترض أموالًا لسداد فوائد ديون قديمة، وهو مسار خطير للغاية يهدد الاستقرار المالي.

 

الرسوم الجمركية، نقطة ضوء في نفق مظلم

ورغم كل ذلك، ظهرت عدة إيجابيات منها، ارتفاع عائدات الجمارك الأمريكية من 61 مليار لـ113 مليار دولار في أول 9 شهور من السنة المالية، أي زيادة أكثر من 85%، وذلك بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، خاصةً مع تصعيد أمريكا لسياسة الحمائية في عهد ترامب، وعودة فرض الرسوم على واردات صينية وأوروبية، وهو ما يمثل إنعاش للاقتصاد الأمريكي، يعطيه قبلة حياة مرة أخرى للبقاء على القمة ولو مؤقتًا.

وبحسب تقارير من جامعة ييل، ارتفع المعدل الجمركي من 2.5% لـ17.6%، ما ضاعف الإيرادات الجمركية بشكل واضح، لكن السؤال هنا: هل تستطيع الرسوم الجمركية سد فجوة العجز؟

الإجابة لا؛ لأن الزيادة المتوقعة في الإيرادات الجمركية (حوالي 300 مليار دولار)، أي أقل بكثير من العجز السنوي الذي يقرب من 2 تريليون دولار.

توقعات، الأزمة في بدايتها والمستقبل مرهون بالقرار السياسي

وإذا ظل الوضع كما هو، فالتوقعات لا تكون مطمئنة، فقد يتجاوز الدين العام الأمريكي، حاجز الـ40 تريليون دولار خلال 2026، وقد تصبح الفوائد وحدها، أكبر بند إنفاق في الموازنة، وقد تدفع أي أزمة اقتصادية جديدة (ركود، بطالة، أزمة عقارية) أمريكا لحافة أزمة مالية حقيقية.

وهناك عدة حلول ليست بسيطة، لكنها واردة، وهي إصلاحات ضريبية ترفع الإيرادات المستدامة، وترشيد الإنفاق في البرامج غير الضرورية، وإعادة هيكلة الدين وتفاوض على أسعار فائدة أقل، والأهم استعادة ثقة الأسواق العالمية في قدرة أمريكا على إدارة ديونها دون تضخم أو إفلاس.

 

اقرأ أيضًا:- 

ترامب: معدل الفائدة في أمريكا أعلى بثلاث نقاط من الوضع الطبيعي

كيف تُزعزع سياسات ترامب مكانة واشنطن الاقتصادية؟

فوائد الديون الأمريكية تقترب من الرقم القياسي وعبارة (إنه الاقتصاد يا غبي)  - صحيفة مال
الدين العام الأمريكي

ختامًا، هذه الأزمة لن تُحل من تلقاء نفسها، فلابد أن يكون هناك وعي حقيقي من صناع القرار، ليأخذوا خطوات جريئة وسريعة لكي يضعوا الاقتصاد الأمريكي على الطريق صحيح، قبل أن تتفاقم المشاكل، ويصبح من الصعب السيطرة عليها.

والناس كلها لابد أن تكون مدركة أن الوضع لا يتحمل تأجيل، لأن أي تأخير قد يكلف الكثير، ليس على أمريكا فقط، لكن على الاقتصاد العالمي كله، وباختصار، الآن الوقت للحركة الحكيمة والقرارات الذكية، لكي نستطيع تفادي الكارثة التي قد تأتي الفترة المقبلة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search