السبت، 12 يوليو 2025

10:04 م

الفضة تقفز بأكثر من 30%.. الحرب التجارية تسحب البريق من الذهب

السبت، 12 يوليو 2025 02:35 م

الفضة

الفضة

سجلت أسعار الفضة ارتفاعًا قويًا خلال تعاملات اليوم، في كل من الأسواق المحلية والعالمية، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من 13 عامًا، مدعومةً بتصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، ومخاوف المستثمرين من تداعيات الحرب التجارية، إلى جانب إشارات واضحة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. هذا ما كشف عنه أحدث تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» (Safe Haven Hub)، والذي أشار إلى تطلع المستثمرين إلى كسر مستوى 40 دولارًا للأوقية خلال العام الجاري.

الفضة 

أسعار الفضة محليًا وعالميًا اليوم

سجل سعر جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلي ارتفاعًا قدره 0.75 جنيه، ليبلغ 51.25 جنيه، في حين ارتفعت الأوقية عالميًا بمقدار 1.22 دولار لتصل إلى 37.90 دولار، وهو أعلى مستوى تسجله منذ فبراير 2012.

وفي التفاصيل، أشار التقرير إلى أن سعر جرام الفضة عيار 925 بلغ نحو 59.50 جنيه، وسجل عيار 999 حوالي 64 جنيهًا، بينما وصل سعر جنيه الفضة عيار 925 إلى نحو 476 جنيهًا.

عوامل الدعم: السياسة النقدية الأمريكية والمخاطر الجيوسياسية

وجاءت قفزة الفضة بدعم من حالة عدم اليقين المتزايدة حول مستقبل الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل تصاعد الحرب التجارية، وتلميحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي باحتمالية خفض أسعار الفائدة. فقد ألمح المحافظ "كريستوفر والر" إلى توجهات نحو خفض الفائدة، كما أشار محافظ فرع سان فرانسيسكو إلى احتمال حدوث خفضين خلال العام.

ورغم تراجع طلبات إعانة البطالة الأمريكية إلى 227 ألف طلب، مما يعكس بعض مرونة سوق العمل، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتغيير النظرة العامة داخل الفيدرالي، الذي ما يزال يميل إلى سياسات تيسيرية.

اقرأ أيضاً: 

من الهدايا إلى الاستثمار، الجنيهات الفضية تفرض وجودها في السوق المصري

 

الفضة

الفضة تستفيد من الفائدة المنخفضة وضعف الدولار

من المعروف أن انخفاض أسعار الفائدة يدعم أداء الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة والذهب. وفي الوقت ذاته، شكّل ضعف الدولار الأمريكي محفزًا إضافيًا لصعود الفضة، مما جعل المعدن الأبيض من بين أفضل الأصول أداءً منذ بداية العام.

وقد قفز سعر الفضة بأكثر من 30% خلال عام 2025، متجاوزًا مستوى 37.49 دولارًا المسجل في يونيو، ومواصلاً الصعود إلى 37.90 دولارًا. هذا الأداء الاستثنائي يأتي ضمن سياق عالمي مضطرب يشهد توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا، إضافة إلى اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.

رسوم ترامب الجمركية تُشعل الأسواق

من العوامل الرئيسية التي غذّت موجة الصعود الأخيرة، إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة شملت 35% على الواردات من كندا، و50% على البرازيل، مع تهديدات بفرض رسوم إضافية بين 15% و20% على عدد من الشركاء التجاريين الآخرين.

وقد أثرت هذه الإجراءات بشكل مباشر على العملات المحلية، إذ تراجع كل من الدولار الكندي والريال البرازيلي، مما عزز تدفقات رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والفضة.

اقرأ أيضاً:

"الإنتاج الثانوي"، تعرف على أبرز التحديات التي تواجه الفضة

 

سبائك الفضة

صناديق الاستثمار تتدفق إلى الفضة بقوة

بحسب معهد الفضة، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المدعومة بالمعدن الأبيض تدفقات صافية قياسية بلغت نحو 95 مليون أوقية خلال النصف الأول من عام 2025، وهو ما يفوق إجمالي تدفقات العام الماضي بالكامل.

ووصلت حيازات صناديق الاستثمار العالمية من الفضة إلى 1.13 مليار أونصة حتى 30 يونيو، وهو رقم يقل بنسبة 7% فقط عن الذروة التاريخية المسجلة في فبراير 2021. وبلغت القيمة الإجمالية لهذه الحيازات نحو 40 مليار دولار أمريكي، وهي سابقة تاريخية.

بنوك استثمار عالمية تتوقع قفزة تاريخية

تزايدت التوقعات داخل أوساط الأسواق العالمية بشأن قفزة محتملة لسعر الفضة خلال الفترة المقبلة، حيث توقعت مؤسسات مثل "بنك أوف أمريكا"، و"جيه بي مورجان"، و"ساكسو بنك"، و"تي دي سيكيوريتيز" أن يصل سعر الأوقية إلى 40 دولارًا بحلول عام 2026، بينما أشار "سيتي بنك" إلى إمكانية تحقيق هذا الهدف مع نهاية عام 2025.

اقرأ أيضاً:

الفضة تلمع من جديد، توقعات بوصول سعرها إلى 40 دولارًا

 

الفضة

عوامل أساسية تدفع الفضة نحو القمة

تستند التوقعات المتفائلة إلى عدة عوامل أساسية، من بينها استمرار ارتفاع أسعار الذهب، والذي يرتبط تقليديًا بحركة الفضة، إلى جانب استمرار العجز العالمي في الإمدادات للعام الخامس على التوالي، والنمو القوي للطلب الصناعي، خاصة في قطاعات التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة والإلكترونيات.

كما عاد المستثمرون للتحوط بالفضة في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية المتصاعدة، مما عزز من جاذبيتها كملاذ آمن.

الطلب الصناعي على الفضة في تصاعد مستمر

بحلول عام 2030، يُتوقع أن يستهلك قطاع الطاقة الشمسية وحده نحو 30% من الإنتاج السنوي العالمي  للفضة، مع استخدام كل لوح شمسي لما يقرب من 20 جرامًا من المعدن. كما تساهم السيارات الكهربائية في زيادة الطلب على الفضة، باعتبارها مكونًا أساسيًا في أنظمة التحكم والتوصيل الكهربائي.

روسيا تدخل على خط الشراء الرسمي للفضة

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت روسيا في عام 2023 عن خطة لشراء ما قيمته 535 مليون دولار من الفضة على مدى ثلاث سنوات، في توجه جديد للبنوك المركزية نحو تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الذهب فقط، مما يعكس تزايد الاعتراف العالمي بقيمة الفضة كأداة تحوط استراتيجية.

عجز مستمر في المعروض العالمي

يُعاني سوق الفضة من عجز سنوي متواصل منذ عام 2021، حيث بلغ العجز في عام 2023 نحو 184 مليون أوقية، ومن المتوقع تكرار هذا العجز في عام 2025. ويرجع ذلك إلى انخفاض الإنتاج من المناجم الأساسية، إضافة إلى اعتماد السوق بنسبة 70% على الفضة كمُنتج ثانوي من استخراج معادن مثل النحاس والزنك.

فرصة استثمارية نادرة في سوق ديناميكي

ورغم السمعة التي تُعرف بها الفضة كأصل متقلب، إلا أن العديد من المؤسسات الاستثمارية ترى أن السوق يشهد حاليًا فرصة استثنائية ونادرة، مع تلاقي عدة عوامل داعمة تشمل: الطلب الصناعي المتنامي، دعم السياسة النقدية، والخلل في التوازن بين العرض والطلب.

وبينما كانت الفضة توصف تقليديًا بأنها "ظل الذهب"، فإنها بدأت تتحول تدريجيًا إلى أصل استثماري مستقل له ديناميكيته ومحركاته الخاصة، ما يجعل عامي 2025 و2026 مرشحين ليكونا من أكثر الفترات حسمًا في تاريخ هذا المعدن الاستراتيجي.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search