بعد سنترال رمسيس، ناقوس خطر يدق أبواب المصانع المصرية: هل تكفي إجراءات السلامة؟
الثلاثاء، 08 يوليو 2025 06:26 م

حرائق - صورة أرشيفية
نيران "رمسيس" تحرق أسئلة السلامة: هل أصبحت مصانعنا "قنابل موقوتة"؟
في مشهد بات يقلق الجميع، عاودت الحرائق ضرب المرافق الحيوية والمنشآت الصناعية في مصر، لتضع سؤالاً ملحًا على الطاولة: هل تملك منشآتنا الحد الأدنى من اشتراطات السلامة والحماية؟
هذا التساؤل يعود للواجهة بقوة بعد الحريق الهائل الذي شب أمس في سنترال رمسيس الشهير بالقاهرة، أحد أهم مراكز الاتصالات في البلاد.
حرائق متوالية تفضح هشاشة السلامة المهنية في منشآتنا الحيوية
لم يكن حريق سنترال رمسيس حادثًا فرديًا، بل يأتي ضمن سلسلة مقلقة من الحرائق التي اجتاحت عددًا من المصانع في أسابيع قليلة. من دمياط إلى العاشر من رمضان، مرورًا بالسويس، الدقهلية، والمنوفية، توالت حوادث اشتعال النيران بشكل يثير الريبة. هذا التكرار ليس مجرد مصادفة، بل هو مؤشر واضح على خلل عميق في منظومة الحماية المدنية والرقابة على اشتراطات السلامة، خصوصًا في الورش والمصانع غير المرخصة التي أصبحت "قنابل موقوتة" تهدد الأرواح والممتلكات.

على خط النيران المتكررة.. هل تستفيق منشآتنا من غفلة السلامة؟
في هذا التقرير، نرصد أبرز حوادث الحرائق الأخيرة في المصانع، ونناقش الأسباب المحتملة، ونستعرض اشتراطات الحماية المدنية، ونطرح تساؤلات ملحة حول مستقبل السلامة في المنشآت الصناعية.
حريق هائل داخل أحد المصانع الكبرى بالمنطقة الصناعية
حريق هائل داخل أحد المصانع الكبرى بالمنطقة الصناعية بمدينة دمياط الجديدة، ما أصاب السكان والعاملين بحالة من الذعر، ودفع قوات الحماية المدنية للتدخل المكثف لمحاصرة النيران ومنع امتدادها للمباني المجاورة.
حريق ضخم في مصنع غزل ونسيج بالشرقية
نشب حريق ضخم بمصنع غزل ونسيج بالمنطقة الصناعية الثانية، بدائرة قسم شرطة أول العاشر من رمضان بالشرقية، وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بالواقعة، وعلى الفور انتقلت قوات الإطفاء التي دفعت بعدة سيارات للتعامل مع الحريق.
حريق في أحد مصانع السيراميك في العين السخنة
كما اندلعت النيران داخل أحد مصانع السيراميك في منطقة العين السخنة، وتمكنت قوات الحماية المدنية بمحافظة السويس من السيطرة على الحريق بعد ساعات من العمل، دون وقوع إصابات بشرية.

حريق هائل في مصنع مراتب بالدقهلية
كما شب حريق هائل في مصنع مراتب بقرية الرياض، أدى إلى التهام المبنى بالكامل، ودفعت مديرية الأمن بـ7 سيارات إطفاء وفرق إسعاف للتعامل مع الموقف.
وقد تم احتواء الحريق، فيما يجري حصر التلفيات وتحديد أسبابه.
حريق بورشة غير مرخصة في مدينة السادات
تمكنت قوات الحماية المدنية من إخماد حريق بورشة غير مرخصة كانت تُصنّع العبوات البلاستيكية داخل المنطقة الصناعية بمدينة السادات، في واقعة تسلط الضوء على خطورة المصانع العشوائية وغير المرخصة.
ما السبب وراء اشتعال الحرائق في العديد من المصانع؟
رغم تنوع مواقع الحوادث، فإن الأسباب المتكررة مؤشر واضح لوجود خلل جوهري كبير في منظومة السلامة المهنية، ومن أبرز الأسباب ضعف أو غياب أنظمة الإنذار والإطفاء التلقائي داخل المصانع، وتخزين عشوائي للمواد القابلة للاشتعال دون اشتراطات السلامة.
بالإضافة إلى توصيلات كهربائية غير آمنة أو متهالكة، وعدم تدريب العاملين على خطط الإخلاء والطوارئ، وارتفاع درجات الحرارة، والتي تزيد من احتمالية الاشتعال.
اشتراطات الحماية المدنية: هل هي حبر على ورق؟
تشترط إدارة الحماية المدنية حصول أي مصنع أو منشأة صناعية على ترخيص سلامة مهنية، وهي من الأمور الضرورية لضمان سلامة المحاية وحماية الأرواح والممتلكات في حالة الحوادث والطوارئ.
ويجب على كل أصحاب المحال التجارية الالتزام بالمعايير للسلامة والحماية المحددة من قبل الجهات المختصصة.
وتضمن شروط الحصول على تصريح سلامة للمحال باختلاف نوع المحل وحجمه وطبيعة النشاط، وهي:
- توفير وسائل السلامة الأساسية مثل أنظمة إطفاء وإنذار حرائق وكواشف دخان.
- توفير مخارج طوارئ وسلالم واضحة وسليمة لضمان سهولة وسرعة الإخلاء، وكذلك معدات السلامة الشخصية للعاملين.
- خطط إخلاء محدثة وتدريبات دورية، ومراجعة بشكل مستمر للأنظمة الكهربائية والغازية للتأكد من سلامتها.
ولكن يكشف الواقع أن العديد من المصانع لا تلتزم بهذه الاشتراطات، خاصة الورش والمصانع غير المرخصة، ما يجعلها بمثابة "قنابل موقوتة" داخل الكتل الصناعية أو السكنية.

المصانع غير المرخصة.. الحلقة الأضعف
تشير التقارير إلى أن نسبة من الحرائق وقعت في منشآت غير مرخصة أو تفتقر لوسائل الأمان الأساسية، وهو ما يفتح النقاش حول ضعف الرقابة الميدانية من الجهات المختصة، وضعف الوعي بأهمية السلامة المهنية، وغياب المحاسبة أو العقوبات الرادعة.
خطوات مطلوبة لتجنب الكارثة القادمة
يطالب خبراء السلامة المهنية، لمواجهة هذا التكرار المقلق للحرائق، بضرورة إعادة مراجعة تراخيص المصانع ومطابقتها لاشتراطات الحماية المدنية، وشن حملات تفتيش دورية مفاجئة على الورش والمصانع خاصة غير المرخصة.
كما أكد الخبراء، على ضرورة تدريب العاملين والمديرين على التعامل مع الحرائق وخطط الإخلاء، وتشديد العقوبات على المنشآت المخالفة أو التي تتهاون في معايير الأمان، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعية موسعة حول السلامة المهنية في المصانع والورش.
ناقوس خطر يدق أبواب القطاع الصناعي
لم تعد الحرائق المتكررة مجرد حوادث عرضية، بل ناقوس خطر يدق أبواب القطاع الصناعي في مصر، وتظل سلامة الأرواح والممتلكات مسؤولية جماعية بين الدولة وأصحاب المصانع والعاملين أنفسهم، لضمان بيئة صناعية آمنة ومستدامة.
اقرأ أيضًا: وزير الشئون النيابية: سنترال رمسيس خارج الخدمة لأيام مع استمرار الخدمات
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
«أجري توب»: 90% من إنتاج الأسمدة يعتمد على الخامات المحلية
08 يوليو 2025 05:13 م
خاص | «الدولية للأسمدة العضوية»: الإنتاج في تزايد رغم تحديات الأسعار
08 يوليو 2025 03:23 م
بدائل الثانوية العامة، تفاصيل الالتحاق بمدرسة غبور للتكنولوجيا التطبيقية 2025
08 يوليو 2025 03:03 م

أكثر الكلمات انتشاراً