الرسوم الجمركية تضرب أفخم ساعات العالم، العقارب السويسرية ترجع إلى الخلف

الخميس، 03 يوليو 2025 03:45 م

الساعات السويسرية

تحليل/ ميرنا البكري

في عالم السلع الفاخرة، الساعات السويسرية ليس مجرد كماليات، بل رمز لمستوى، ذوق، واستثمار أيضًا. لكن الأن تواجه هذه الصناعة تحدٍ غير مسبوق، بعد فرض أمريكا رسوم جمركية على الساعات السويسرية، والذي قلب الطاولة بين المصنعين، الموزعين، وحتى المستهلكين الذين يدفعون الفاتورة في النهاية.

رغم إن السوق الأمريكية هو الأكبر عالميًا للساعات الفاخرة، إلا أن الصدام الاقتصادي الجديد يهدد ويعكر صفو العلاقة بين سويسرا وأمريكا، ويغير شكل الصناعة بالكامل في الفترة المقبلة.

قطاع الساعات السويسرية يخوض تحدي التحول الرقمي مجبرا | اندبندنت عربية — **عالم السلع الفاخرة**

الرسوم الأمريكية تجعل الوقت بأموال

فرضت الإدارة الأمريكية رسوم جمركية بنسبة 10% على واردات الساعات السويسرية، مما أثر بشكل مباشر على الصناعة التي تعتمد بشكل كبير على السوق الأمريكي كمصدر رئيسي للأرباح.

المُصنعون يحاولون تجنُّب الخسارة، والمُوزعون يتجنبون رفع الأسعار

بدأ المنتجون السويسريون (مثل رولكس وكارتييه وباتيك فيليب) في رفع أسعارهم لكي يمتصوا تكلفة الرسوم. لكن على الجانب الآخر، يخشى الموزعون، مثل شركة Watches of Switzerland البريطانية، من رقع الأسعار على المستهلكين في أمريكا، لأن هذا السوق حساس للغاية للأسعار، حتى لو المنتج فاخر.

تحذيرات وشكوك رغم الأرباح القياسية

رغم إن شركة Watches of Switzerland حققت أرقام ممتازة، من أرباح تشغيلية معدلة وصلت لـ150 مليون جنيه إسترليني، وإيرادات قياسية بـ1.65 مليار جنيه إسترليني (2.26 مليار دولار)، لكنها حذرت من أن الهوامش الربحية ستكون تحت ضغط السنة المقبلة؛ بسبب قرارات المصنعين بتحميل الرسوم على الأسعار، وهو ما انعكس فورًا على السهم، الذي هبط بنسبة 6% في بورصة لندن بعد الإعلان.

هوامش تحت النار، والجميع يحسبها من الآن

المشكلة الحقيقية أن السوق لا تستطيع تحديد ما سيحدث بالضبط فيما يخص التكاليف، فهل يتحمل الموزعون الرسوم؟ أم يستمر المصنعون في رفع أسعارهم؟ وهل المستهلك سيقبل الأسعار الجديدة أم سيهرب لعلامات تجارية أخرى أو سوق مستعمل؟

يرى محللي "جيفريز" إن السيناريو الأسوأ هو تحميل الموزعين جزء كبير من الرسوم، مما قد يؤثر على توزيع الأرباح، وخطط التوسع، وحتى الوظائف في القطاع.

الضغط يقع على الكبار، سواتش وكارتييه أول المتأثرين

يرى الخبراء أن الضغط الأكبر سيقع على الشركات السويسرية المصنعة نفسها، وأبرزهم: مجموعة سواتش، وريشمون (مالك كارتييه)، وذلك وده لأنهم يعملوا بالفعل بهوامش ربح ليست كبيرة، فـ أي رسوم إضافية قد تهد أرباحهم وتضغطهم لتقليل الإنتاج أو حتى تقليل التكاليف التشغيلية، وهذا يعني مشاكل في التوظيف، وسلاسل التوريد، وربما تسريح موظفين.

«قطاع السلع الفاخرة» يعلق آمالا كبيرة على الشرق الأوسط رغم غيوم الصراعات

كيف تحكم أمريكا أوروبا والعالم؟ – syria360 — **الرسوم الجمركية الأمريكية**

توقعات السنة المقبلة، نمو بطيء تحت سحاب ثقيل

رغم الضغط، مازالت الشركة البريطانية متفائلة نوعًا ما، فتتوقع نمو إيرادات ما بين 6% و10% للسنة المالية المقبلة (حتى أبريل 2026)، ذلك بافتراض أن الرسوم تظل عند 10% حتى بعد انتهاء فترة التجميد المؤقت التي كانت مدتها 90 يوم.

لكن كل هذه التوقعات قد تتغير إذا قررت أمريكا مد الرسوم أو تزويدها، أو في حالة حدوث رد فعل من أوروبا في صورة تعريفات مضادة أو خلاف دبلوماسي اقتصادي.

أبرز النتائج

1.تهدد الرسوم الأمريكية أكبر سوق للساعات الفاخرة في العالم.

2.يكون الضغط الأكبر على الشركات المصنعة وليس الموزعين.

3.بدأ المستثمرون يقلقون والدليل تراجع السهم بنسبة 6%

4.التحدي ليس في الأرقام الحالية، بل في استدامة الأرباح في بيئة ضريبية عدائية.

5.تمر الصناعة بمرحلة إعادة تموضع، وذلك قد يفتح الباب لتغيرات هيكلية في التسعير والتوزيع عالمياً.

ختامًا، تُبنى صناعة الساعات الفاخرة على الدقة، ليس في التصنيع، لكن في التسعير والاستراتيجية أيضًان وما يحدث الآن هو اختبار حقيقي لمرونة هذه الصناعةفي وجه القرارات السياسية والضغوط الجمركية.

الأسواق تترقب من سيتنازل في النهاية، هل سيكون المصنعون؟ أم الموزعون؟ أم أن المستهلك هو من سيتحمل الفارق في النهاية؟وفي جميع الأحوال، عقارب الساعة لا تتوقف، والمستقبل لا يزال غامضًا.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.