تضخم صيني في الأسواق الأمريكية.. رسوم ترامب ترفع الأسعار على أمازون

الثلاثاء، 01 يوليو 2025 12:10 ص

منتجات أمازون

بدأت آثار الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الصينية تتسلل إلى جيوب المستهلكين الأمريكيين، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في أسعار منتجات صينية تباع على منصة أمازون، وفق دراسة جديدة أجرتها شركة تحليل البيانات "داتا ويف".

الدراسة التي شملت 1,407 منتجًا صينيًا، أظهرت أن الأسعار ارتفعت بنسبة 2.6% بين يناير ومنتصف يونيو 2025، وهي نسبة تفوق معدل تضخم السلع الأساسية في الولايات المتحدة، والذي بلغ 1% فقط في النصف الأول من العام، أو ما يعادل 2% على أساس سنوي.

هذا التباين في النسب يكشف عن ضغط إضافي على المستهلك الأمريكي يأتي مباشرة من السياسات التجارية الجديدة.

الحرب الإيرانية الإسرائيلية السبب، «أمازون» توقف خدماتها في تل أبيب

زيادات متفاوتة حسب الفئة

التغير في الأسعار لم يكن موحدًا عبر جميع المنتجات، من أصل العينة التي شملتها الدراسة، ارتفعت أسعار 475 منتجًا، وبقيت 633 على حالها، بينما تراجعت أسعار 299 منتجًا.

لكن ما يثير الانتباه هو القفزات الحادة التي سجلتها بعض المنتجات الفردية، فقد ارتفع سعر غلاية كهربائية من علامة هاميلتون بيتش من 49.99 دولارًا إلى 73.21 دولارًا، بينما تضاعف تقريبًا سعر مقلاة من جرين بان ليصل إلى 31.99 دولارًا.

هذه الزيادات لم تأتي من فراغ، فهى تتركز بشكل خاص في الفئات التي تعتمد الولايات المتحدة على الصين فيها كمورد رئيسي.

وتشمل أبرز هذه الفئات، اللوازم المدرسية والمكتبية، الأجهزة الإلكترونية كأقراص التخزين والطابعات وأجهزة التقطيع، بالإضافة إلى الأدوات المنزلية، وهى فئات استوردت منها الولايات المتحدة ما قيمته 438.9 مليار دولار من الصين خلال عام 2024 فقط.

أمازون تقلل من أهمية النتائج

ورغم الأرقام اللافتة، قللت شركة أمازون من دلالة هذه التغييرات، وأشارت إلى أن التغير في أسعار هذا العدد المحدود من المنتجات لا يعكس الحالة العامة لمنصتها التي تعرض مئات الملايين من السلع، كما أن التغيرات تقع ضمن النطاق المعتاد لتقلبات السوق الموسمية أو التنافسية.

إلا أن آراء السوق لا تتفق كليًا مع تقييم أمازون، فقد أطلقت عدة شركات تجزئة أمريكية كبرى تحذيرات من زيادات مرتقبة في الأسعار، بسبب الرسوم الجديدة.

من بينها وول مارت وسلسلة متاجر مايسيز، التي أعلنت عن بدء تطبيق زيادات سعرية انتقائية، أما شركة نايكي، التي عادت مؤخرًا إلى البيع على أمازون بعد انقطاع استمر 6 سنوات، فقد رفعت أسعار بعض منتجاتها بدءًا من الأول من يونيو.

تحول في سلاسل التوريد

إن السوق تمر بمرحلة انتقالية حساسة، حتى الرسوم الجمركية البسيطة تتحول بسرعة إلى زيادات في الأسعار عندما تكون الهوامش ضيقة ودورات الإمداد سريعة، وما نشهده في يونيو ليس إلا بداية التحول، حيث بدأ البائعون فعليًا بالتكيف مع الكلفة الأعلى للواردات.

أمازون تفعل حقها في الاستحواذ على حصة مباشرة في «فاليو»

ترامب يدافع عن الرسوم رغم الانتقادات

في المقابل، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدفاع عن نهجه التجاري المتشدد، فبالنسبة له، هذه الرسوم تمثل أداة ضرورية لإعادة التوازن إلى العلاقات التجارية الدولية، وتعزيز التصنيع المحلي الأمريكي.

وهو موقف يلقى قبولاً لدى بعض شرائح القاعدة الانتخابية، رغم الاعتراضات التي تبديها الشركات والمستهلكون على حد سواء.

لكن التحدي يكمن في كيفية التوفيق بين حماية الصناعة المحلية من جهة، وعدم تحميل المستهلك الأمريكي فاتورة هذا الحماية من جهة أخرى.

فبينما تحقق الرسوم هدفها في تقليص الاعتماد على الواردات الصينية، فإنها قد تُفقد السوق الأمريكية ميزتها الأهم، ألا وهيا القدرة على توفير سلع استهلاكية بأسعار منخفضة.

النهاية مفتوحة

في ظل تسارع التطورات، يظل السؤال قائمًا، هل ستواصل الشركات الأمريكية تحميل الكلفة للمستهلك النهائي؟ أم أن ضغوط السوق والتنافسية ستجبرها على امتصاص بعض من تلك التكاليف؟.

ما هو مؤكد حتى الآن هو أن التضخم الصيني لم يعد ظاهرة اقتصادية محصورة في بكين، بل صار ملموسًا في كل عربة تسوق إلكترونية أمريكية.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.