سوق الكريبتو يفقد توازنه، خسائر العملات البديلة تتجاوز 50% خلال 2025

بينما يواصل قطاع العملات الرقمية جذب الأنظار عالمياً بفضل الأداء القياسي لعملة البيتكوين والدعم السياسي المتزايد، تكشف البيانات عن واقع مغاير يضرب جذور الصناعة، حيث تواجه معظم العملات البديلة ما يشبه الانقراض الجماعي وسط تحولات هيكلية وقانونية غير مسبوقة.

"بيتكوين" تتصدر المشهد.. والبقية تتساقط

ارتفعت حصة "بيتكوين" من إجمالي السوق إلى 64%، وهي النسبة الأعلى منذ مطلع 2021، ما يؤكد على سيطرتها المطلقة في الوقت الذي فقدت فيه العملات البديلة نحو 300 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ بداية العام.

ويبدو أن الأموال الذكية تتجه الآن إلى صناديق المؤشرات التي تركز على بيتكوين فقط، ما يزيد الفجوة مع باقي الأصول الرقمية.

انهيار العملات البديلة.. هل نشهد موتاً بطيئاً؟

ووصف نيك فيلبوت، الشريك المؤسس لمنصة "زوديا ماركتس"، مصير العملات البديلة، متوقعًا أن العملة ستموت بكل بساطة، وستتلاشى وتبقى تقنياً دون أي نشاط يذكر، وفقًا لما ذكرته وكالة "بلومبرج".

وأظهرت المؤشرات أن عملة إيثيريوم، رغم تصنيفها كثاني أكبر عملة رقمية، لا تزال متراجعة بنحو 50% عن ذروتها السابقة.

لا "موسم عملات بديلة".. الزخم لا ينتقل كما اعتدنا

في الدورات السابقة، كان الزخم ينتقل من عملة البيتكوين إلى العملات البديلة، لكنها ظاهرة لم تحدث هذه المرة، بحسب المتداول في "وينترميوت" جيك أوستروفسكيس، ما يعكس تحولًا جذريًا في سلوك السوق والمستثمرين.

بيئة مؤسسية جديدة.. التنظيم يعيد تشكيل القطاع

بعيدًا عن التقلبات السعرية، تعيد التنظيمات المالية صياغة مستقبل العملات الرقمية، ففي وقت بدأت فيه البنوك الكبرى دخول السوق، وظهرت مشاريع عملات مستقرة مدعومة من شركات عملاقة مثل أمازون، تبدو العملات البديلة مضطرة إلى تغيير نماذج أعمالها للبقاء.

صعود العملات المستقرة.. البديل العملي والآمن

في عام واحد فقط، ارتفعت القيمة السوقية للعملات المستقرة بنحو 47 مليار دولار، مدعومة بقدرتها على تقديم وسيلة دفع مستقرة وآمنة وسط اضطرابات السوق، مما يعزز مكانتها كأحد الأعمدة الجديدة في عالم العملات الرقمية.

محاولات للبقاء.. اندماجات وهيكلة ونماذج جديدة

تشهد بعض مشاريع العملات البديلة محاولات لإعادة التموضع، عبر اندماجات أو تغييرات في الحوكمة أو استلهام استراتيجيات تجميع الأصول الرقمية مثل ما فعلت توينتي ون كابيتال، التي جمعت ما يقارب 4 مليارات دولار من بيتكوين، أو ترامب ميديا التي ضخت أكثر من 2.3 مليار دولار في خزانة بيتكوين خاصة بها.

بصيص أمل.. عملات بديلة تقاوم الانقراض

رغم التراجع الجماعي، هناك استثناءات مثل "ميكر" و"هايبرليكويد"، المرتبطتين ببروتوكولات التمويل اللامركزي، حيث حققتا أداءً إيجابيًا مدعومًا بنماذج أعمال فعلية وإيرادات قابلة للقياس.

ويرى خبراء في المجال، أن المشاريع التي تقدم قيمة حقيقية ستنجو من الانكماش الحاد.

تشريعات مرتقبة قد تعيد التوازن

تعوّل السوق على تشريعات جديدة أبرزها قانون وضوح سوق الأصول الرقمية (CLARITY)، الذي قد يمنح العملات البديلة الشرعية التنظيمية التي فتحت سابقًا الأبواب أمام "بيتكوين" و"إيثيريوم".، ويأمل المستثمرون أن تعيد هذه القوانين التوازن للقطاع.

مستقبل غامض.. البقاء للأقوى والأكثر نفعًا

في النهاية، يبدو أن العملات البديلة أمام اختبار حقيقي للبقاء، فبينما تشبه بيتكوين بالذهب وإيثيريوم بالنحاس، تظل عشرات المشاريع عالقة في المنطقة الرمادية دون استخدام فعلي أو قيمة مضافة.

وأشار كانيي ماكويبيلا من شركة "كيندريد فنتشرز"، إلى أن الكثير من هذه العملات سيتلاشى إلى الصفر، موضحًا أنها لم تحقق قيمة حقيقية أو استخدام فعلي على نطاق واسع.

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها سوق العملات الرقمية، يبدو أن المشهد يسير نحو إعادة تمركز القوى، حيث تترسخ مكانة "بيتكوين" كأصل رقمي مهيمن، في مقابل تراجع معظم العملات البديلة إلى مناطق الخطر وربما الاندثار.

وبينما تتطلع الأسواق إلى تشريعات واضحة تمهد الطريق أمام منافسة عادلة ونمو مستدام، يبقى الفيصل الحقيقي في بقاء أي عملة رقمية هو مدى قدرتها على تقديم قيمة حقيقية واستخدام فعلي. فالعصر القادم لن يكون للوعود، بل للجدوى.

اقرأ أيضًا: بيتكوين تخطو نحو المليون، كيف يدعم الطلب المؤسسي والدعم السياسي العملات المشفرة؟

اقرأ أيضًا: بيتكوين تشتعل من جديد، 110 آلاف دولار وترقب عالمي لتحركات البنوك المركزية

اقرأ أيضًا: من 50 ألف إلى ملايين، كيف تفوقت بيتكوين على الأسهم خلال عقد؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.