التمويل المُدمج، فرصة ذهبية للبنوك لتوسيع النفوذ وزيادة الأرباح

الجمعة، 27 يونيو 2025 07:36 م

التمويل المدمج

بين الأرقام الضبابية والتغيرات الهيكلية، يلوح في الأفق سوق واعد بات يلفت أنظار البنوك العالمية، إنه سوق التمويل المدمج Blended Finance، والذي يجمع بين رؤوس الأموال العامة والخاصة في هياكل تمويل مصممة خصيصًا لخفض المخاطر وتحفيز الاستثمار في قطاعات التنمية.

ورغم أن التقديرات تتفاوت من 18 مليار دولار حسب منظمة Convergence 2024، إلى 70 مليار دولار وفقًا لـOECD 2023، إلا أن المحللين باتوا يجمعون على أن الحجم الحقيقي للسوق أكبر بكثير، وأن اللحظة الحالية تمثل نقطة تحول فارقة.

فرصة في طور التشكل لا الاكتمال

ما يغيب عن هذه التقديرات هو الفجوة السنوية البالغة 4 تريليونات دولار التي تفصل بين التمويل المتاح الآن وبين التمويل المطلوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

ومن هذه الفجوة، هناك 2.6 تريليون دولار تقع في مجالات الطاقة والبنية التحتية، وهي مجالات تعتبر مثالية لهياكل التمويل المدمج.

إن غياب تعريفات موحدة وقواعد بيانات متماسكة، بالإضافة إلى التغيرات في مصادر رأس المال التحفيزي ونسب الرفع المالي، كلها تجعل من الصعب تحديد رقم دقيق لحجم السوق، لكن ما هو مؤكد أن السوق ليس صغيرًا، بل قابل للتشكيل، وهنا تكمن الفرصة الحقيقية للبنوك.

صندوق تمويل تعليم إفريقي يدرس استقدام خبراء صحة مصريين لتعليم الأطقم الطبية

لماذا الآن؟

السوق لم يكن دومًا سهلاً، لكن العوائق الهيكلية التي كانت تعرقل نمو التمويل المُدمج بدأت تتآكل، فالمؤسسات التنموية، مثل البنك الدولي ومؤسسات التمويل الإنمائي DFIs، باتت تطور أدوات ضمان أكثر مرونة، وتعيد صياغة شروط تقاسم المخاطر بما يتماشى مع التوقعات التجارية.

أضف إلى ذلك تطور الأدوات الرقمية مثل قاعدة بيانات GEMs، التي باتت توفر بيانات دقيقة حول معدلات التخلف عن السداد والتعافي، ما يسهل اتخاذ القرار الاستثماري للبنوك.

وفي الخلفية، التمويل الرسمي للتنمية ODA يتراجع بمقدار قد يصل إلى 70 مليار دولار، ما يدفع الجهات المانحة لتوظيف رؤوس أموالها بشكل أكثر فاعلية وتحفيزًا للقطاع الخاص.

حتى العمل الخيري بدأ يتغير، فمؤسسة غيتس أعلنت أنها ستضاعف إنفاقها إلى 200 مليار دولار خلال 20 سنة، بينما وقع 11 مليارديرًا جديدًا على مبادرة تعهد العطاء.

كيف تستفيد البنوك؟

البنوك لا تبدأ من الصفر، لديها خبرات في تمويل المشروعات الكبرى والشراكات بين القطاعين العام والخاص، لكنها تحتاج الآن إلى خطوات مستهدفة لتحويل التمويل المُدمج من مبادرات فردية إلى محرك نمو استراتيجي:

البنوك الجديدة على الساحة

تعيين قائد مخصص للتمويل المُدمج بصلاحيات كاملة، واعتبار التمويل المُدمج منتجًا رئيسيًا ضمن محفظة البنك، مع التركيز على قطاعات أو مناطق ذات أولوية.
تطوير كتيب مخاطرة خاص بهذه الهياكل لشرح آليات الضمان والتمويل التحفيزي، مما يسهل الموافقات الداخلية، وتدريب فرق العمل الأمامية على كيفية رصد فرص التمويل المُدمج واستخدام أدوات بسيطة لدعم التنفيذ.
مع مراعاة الانخراط المبكر مع الشركاء الدوليين كالمؤسسات التنموية والجهات السيادية لتشكيل شروط الصفقة من بدايتها.

مصر تتصدر دول الشرق الأوسط قي تمويل الشركات الناشئة بـ44 صفقة استثمارية

البنوك المتقدمة في هذا المجال

التحول إلى نموذج المنصات التمويلية، مع توحيد الهياكل والأسعار وآليات الشراكة، ودمج التمويل المُدمج في الخطط السنوية للبنك وربطه بأهداف الاستدامة والربحية.
تأسيس شراكات مؤسسية مع شركاء رأس المال العام، لتكرار العمليات وتعظيم التأثير، مع مراعاة بناء أنظمة داخلية لرصد البيانات وتحسين جودة التصميم وتحقيق الشفافية.
الاختيار الدقيق للإدارة المناسبة، وذلك لقيادة الفكر وإنشاء منصات استثمار مشترك لتوحيد المعايير ومشاركة المخاطر وضخ رؤوس أموال جديدة.

من يملك زمام السوق؟

السؤال لم يعد، هل سينمو سوق التمويل المُدمج؟ بل أصبح من سيقوده؟ البنوك التي تتحرك الآن ستكون أكثر قدرة على السيطرة على قواعد اللعبة، وتحديد معاييرها، وتحقيق عوائد مالية مؤثرة ومتسقة مع الأهداف البيئية والاجتماعية، فالفرصة ليست فقط في التمويل، بل في الريادة والابتكار والتأثير.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.