صواريخ ودرونز بدلًا من سفن وطائرات، ترامب يُعيد رسم شكل الحرب

الخميس، 26 يونيو 2025 12:35 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

ما يحدث في موازنة الدفاع الأمريكية الجديدة ليس مجرد أرقام، بل خريطة لطريق حرب من نوع جديد، وترامب في طلبه لموازنة 2026، يغير قواعد اللعبة، فلا يريد طائرات عالية التكلفة أو سفن ضخمة، بل يبحث عن "حرب ذكية ورخيصة"، ببطولة صواريخ بعيدة المدى وطائرات درونز.

المحكمة العليا الأمريكية تقر لإدارة ترامب إلغاء الوضع القانوني لنصف مليون مهاجر — **الولايات المتحدة الأمريكية**

التحول الكبير، من "سفن ومقاتلات" إلى “صواريخ ودرونز”

في وقت كانت أمريكا تصرف مليارات من الدولارات على حاملات الطائرات والمقاتلات، يقرر ترامب أن يخفض ذلك ويوجه الإنفاق نحو خيارات أقل تكلفة، لكنها أكثر فاعلية، مثل: شراء 47 طائرة F-35 بدلًا من 68 كانت إدارة بايدن تطالب به، استثمار ضخم في صواريخ "جو-سطح بعيدة المدى" و"مضادة للسفن" لكي يلعب على ساحة المحيط الهادئ، والتركيز على الدرونز الصغيرة بعد إثبات فاعليتها في أوكرانيا وقدرتها على الحسم بتكلفة بسيطة، والرسالة واضحة وهي عدم إهدار الموارد على أدوات تقليدية، فالعالم متجه لحرب تتحكم فيها التكنولوجيا.

الاقتصاد الدفاعي يتغير، عمل أقل وذكاء أكثر

يشهد العالم في الفترة المقبلة تقليص وظائف ورواتب تزداد، حيث تسعى إدارة ترامب لخفض 7286 وظيفة مدنية في البحرية.

في المقابل، هناك زيادة 3.8% في مرتبات الجنود، وهو ما يسمى بـ رفع معنويات مقابل تقليل الإنفاق على البيروقراطية، مما يوضح توجه ترامب لإعادة هيكلة الجيش الأمريكي كمنظومة "خفيفة وسريعة"، معتمدة على التكنولوجيا، أكثر من العنصر البشري.

أما بالنسبة للصناعات العسكرية الأمريكية، فلا زالت شركة لوكهيد مارتن في الصدارة، وذلك بالرغم من تقليل عدد الطائرات، لكنها ما زالت اللاعب الرئيسي، لأنها تنتج: F-35، وصواريخ الضربة الدقيقة، وصواريخ ATACM أي حتى في الحرب الجديدة، هناك شركات قديمة تستمر في السيطرة.

لكن في المقابل، شركات الدرونز الصغيرة والذكاء الاصطناعي الدفاعي ستشهد طفرة استثمارية كبيرة، مما قد يخلق منافسين جداد ويغير خريطة الصناعة الدفاعية في أمريكا بالكامل.

صراع المحيط الهادئ، الهدف ليس روسيا بل الصين

كل هذه الميزانية مُقامة وعين ترامب على الصين، وليس أوكرانيا، فالتركيز على صواريخ بعيدة المدى، ودفاعات جوية متطورة، ودرونز تعمل بدقة عالية، ذلك جزء من خطة أمريكا لـ ردع الصين في المحيطين الهندي والهادئ، وبالتالي يشير إلى أن الحرب الباردة الثانية موجودة لكن دون طلقة واحدة، ودون دبابة.

القوات الجوية الأمريكية تعزز أسطولها بـ185 مقاتلة F-47 من معرض باريس الجوي

القبة الذهبية، درع أم عبء؟

ضمن الموازنة، هناك 25 مليار دولار متجهين لـ"القبة الذهبية" الخاصة بترامب، مشروع دفاعي ضخم ومثير للجدل.
منتقدينه يرونه "مرتفع التكلفة وليس عملي"، لكن مؤيديه يقولوا هذا "خط الدفاع الأول ضد صواريخ العدو"، خاصةً من الصين أو إيران.

اقتصاديًا، هذا المشروع قد يكون يكون مهدر للموارد، أو من الممكن أن يكون بداية طفرة تكنولوجية في أنظمة الدفاع الجوي، وفقًا لنجاحه أو فشله على الأرض.

النتائج والتوقعات، أمريكا تدخل على حرب من نوع جديد

1. الاقتصاد الدفاعي الأمريكي سيتحول لشركات تكنولوجيا وليس مصانع تقليدية.

2. سوق الدرونز والصواريخ الذكية سينفجر نموه ويدخل به منافسين جدد.

3. التوتر مع الصين سيزيد دون معركة مباشرة، وكل طرف يستعرض عضلاته التكنولوجية.

4. سوق العمل في الجيش سيتأثر سلباً في الوظائف المدنية، لكن الجنود أنفسهم سيكسبوا أكثر.

5. الميزانية لا تزيد، لكن الأولويات تتغير من الحجم للذكاء.

ختامًا، ترامب ينظر على الحرب بمنظور البيزنس، ويريد أن يحقق أقصى نتيجة بأقل تكلفة، وميزانية 892.6 مليار دولار ليس أكبر من قبل، بل طريقة توزيعها هي التي تختلف عن الماضي، والرهان الآن على التكنولوجيا، ومن لا يواكب سيخرج من المعادلة، فهل ذلك يعني أن أمريكا تدخل عصر جديد من التفوق؟ أم ذلك مجرد محاولة للتقشف في ثوب تكنولوجي؟

ترامب: القبة الذهبية تبلغ تكلفتها حوالي 175 مليار دولار

«ترامب» يعرض على اليابان شراكة تاريخية لتطوير درع «القبة الذهبية» الدفاعي

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.