توتر في علاقة التحالف، هل تقترب شراكة «أوبن إيه آي» ومايكروسوفت من النهاية؟

الخميس، 26 يونيو 2025 11:22 ص

«أوبن إيه آي» ومايكروسوفت

تشهد العلاقة الاستراتيجية بين عملاقي التكنولوجيا "أوبن إيه آي" (OpenAI) و"مايكروسوفت" منعطفًا حاسمًا، مع تصاعد التوترات حول مستقبل الشراكة التي ساهمت في إحداث تحول جذري في عالم الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة.

وبينما أسفر هذا التحالف عن تحقيق طفرة غير مسبوقة في تطوير التطبيقات الذكية، بدأت الخلافات تظهر إلى العلن، ما يُنذر بإمكانية تفكك واحدة من أنجح شراكات وادي السيليكون في العصر الحديث.

صراع على النفوذ والتحول إلى كيان ربحي

تسعى OpenAI، بقيادة رئيسها التنفيذي سام ألتمان، إلى تقليص نفوذ مايكروسوفت على تقنياتها، وتمهيد الطريق نحو التحول إلى كيان ربحي، ما سيتيح لها جذب استثمارات جديدة وربما الإدراج في البورصة. غير أن تنفيذ هذا التوجه يتطلب موافقة مايكروسوفت، التي تعتبر أكبر داعم استثماري للشركة الناشئة.

أشار ألتمان، إلى أنه ناقش مستقبل الشراكة في اتصال هاتفي مع ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، مؤكدًا وجود نقاط توتر لكنه وصف الشراكة بشكل عام بأنها “رائعة للطرفين”، وفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز.

مراجعة شروط الاستثمار وتهديد بتعليق التفاوض

وبحسب وول ستريت جورنال وفاينانشال تايمز، فإن مايكروسوفت تسعى لإعادة النظر في شروط استثمارها، لا سيما فيما يتعلق بحصتها المستقبلية في OpenAI حال تحول الأخيرة إلى شركة عامة.

أشارت التقارير إلى أن الشركة تفكر في تعليق المحادثات ما لم يتم التوصل إلى اتفاق حول قضايا محورية، أبرزها نسبة الملكية وحقوق الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

«الخيار الحاسم»، اتهامات محتملة بممارسات احتكارية

وذكرت وول ستريت جورنال أن بعض مسؤولي OpenAI ناقشوا داخليًا ما وصفوه بـ"الخيار الحاسم"، وهو اتهام مايكروسوفت بانتهاك قواعد المنافسة العادلة خلال فترة الشراكة، ما قد يشمل اللجوء إلى مراجعة تنظيمية لاتفاقيات الطرفين، وتسليط الضوء إعلاميًا على ممارسات مايكروسوفت إذا استمرت الأزمة دون حل.

جذور العلاقة.. شراكة تقنية وتحول إلى تنافس

وبدأ تحالف الشركتين في عام 2019 باستثمار أولي من مايكروسوفت بقيمة مليار دولار، أعقبه 2 مليار دولار في 2021، ثم 10 مليارات دولار إضافية في 2024.

وعلى الرغم من أن هذه الاستثمارات ليست نقدية بالكامل، إلا أنها تضمنت تقديم موارد حوسبة ضخمة عبر منصة Azure، ما منح مايكروسوفت حقًا حصريًا في تسويق تقنيات OpenAI، بالإضافة إلى اعتماد الأخيرة الكامل على خدمات Azure للحوسبة السحابية.

لكن، مع تطور الشراكة، تحولت العلاقة تدريجيًا إلى تنافس مباشر في عدة مجالات، أبرزها روبوتات الدردشة الاستهلاكية وحلول الذكاء الاصطناعي المؤسسية.

خلافات جديدة حول الاستحواذ على Windsurf

ومن أبرز نقاط التوتر أيضًا صفقة استحواذ OpenAI على شركة البرمجيات الناشئة Windsurf بقيمة 3 مليارات دولار. مايكروسوفت تطالب بحق الاطلاع على الملكية الفكرية الناتجة عن الصفقة، خصوصًا وأن Windsurf تمتلك منصة GitHub Copilot المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في حين ترفض OpenAI ذلك، معتبرة أن الصفقة يجب أن تبقى مستقلة عن سيطرة مايكروسوفت.

الموارد الحاسوبية وفتح الباب لمزودين آخرين

وتحاول OpenAI أيضًا إعادة التفاوض على بند الحصرية مع مايكروسوفت في ما يتعلق بالحوسبة السحابية، إذ تسعى إلى الانفتاح على مزودين آخرين للحصول على موارد إضافية وبيع تقنياتها لمزيد من العملاء.

وهذا التوجه لا يتماشى مع رغبة مايكروسوفت في توسيع نطاق وصولها إلى تقنيات OpenAI، خصوصًا بعد إعلان الأخيرة عن تحقيق نماذجها مستوى من الذكاء الاصطناعي العام (AGI) المثير للجدل.

رهان سياسي واستثمارات مستقبلية

ومن اللافت أن سام ألتمان تحدث أيضًا عن محادثات أجراها مع ترامب، الذي أطلق مؤخرًا مشروع "Stargate" للبنية التحتية في مجال الذكاء الاصطناعي باستثمارات تصل إلى 500 مليار دولار، تشارك فيه OpenAI إلى جانب سوفت بنك وأوراكل.

وقد يفتح هذا المشروع آفاقًا جديدة أمام الشركة، لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات حول التزاماتها أمام مايكروسوفت كشريك تقني وممول رئيسي.

مستقبل غامض لشراكة تاريخية

وعلى مدار 6 سنوات، ساهمت الشراكة بين OpenAI ومايكروسوفت في إطلاق تطبيقات ومنصات غيرت المشهد التكنولوجي العالمي. لكن يبدو أن مصالح الطرفين بدأت تتباعد، مما قد يؤدي إلى إعادة صياغة العلاقة بالكامل، أو ربما الانفصال.

في ظل هذه الخلافات، يبقى السؤال المطروح، هل يتمكن الطرفان من تجاوز العقبات والحفاظ على تحالفهما الاستراتيجي، أم أن عالم الذكاء الاصطناعي على وشك أن يشهد واحدة من أبرز الانفصالات التقنية في تاريخه الحديث؟.

«Open AI» تنافس في مجال وكالات الاستخبارات والدفاع الأميركية

تحقيقات «Open AI»، الذكاء الاصطناعي يصبح أداة حرب سرية في أيدي القراصنة

Short Url

أخبار متعلقة