من 13-25 ألف جنيه لليلة، أسعار إيجارات الشاليهات تشتعل في الساحل الشمالي

يتوافد آلاف المصريين سنويًا إلى الساحل الشمالي مع حلول شهور الصيف، بحثًا عن ملاذ على البحر الأبيض المتوسط، رغم الارتفاع اللافت في أسعار الإيجارات.

الإقبال مستمر رغم الغلاء

وفقًا لتقرير نشره موقع إنتربرايز، فإن الإقبال لا يزال كبيرًا على وحدات الإيجار في الساحل الشمالي، رغم الشكاوى المتكررة من ارتفاع الأسعار.

وأشار التقرير إلى أن خيار السفر إلى وجهات خارجية مثل اليونان بات مطروحًا بالفعل لدى بعض المصريين، بل وأقل تكلفة في بعض الحالات، إلا أن الساحل الشمالي يظل الوجهة الصيفية المفضلة والأكثر جذبًا، لما يوفره من مجتمع متكامل وخدمات ترفيهية وخصوصية لا تتوفر بسهولة في وجهات أخرى.

فما الذي يحدث في سوق الإيجارات بالساحل؟ ولماذا تستمر الأسعار في الارتفاع؟ وما الخيارات المتاحة للراغبين في قضاء صيفهم هناك دون التعرض لمفاجآت غير سارة؟.

ومن خلال هذا التقرير، نرصد أبرز ملامح سوق الإيجارات الصيفية في الساحل الشمالي لعام 2025، والأسعار والفرص والتحديات.

عرض ظاهري واسع.. لكن الوحدات الجيدة محدودة

ورغم كثافة الإعلانات واللوحات المنتشرة على الطرق، التي توحي بتوفر كم هائل من الوحدات، إلا أن المعروض الحقيقي من الشاليهات والفيلات ذات الجودة العالية والصيانة الجيدة محدود.

وأكد سماسرة أن الطلب يتركز غالبًا على مشروعات بعينها تقع في مواقع متميزة، ما يجعل المنافسة على استئجارها أكثر حدة، خاصة في شهري يوليو وأغسطس، وفقاً للتقرير.

منصات الحجز الرقمية ليست الخيار الأفضل

تُعد منصات مثل Booking وAirbnb خيارًا غير مثالي للبحث عن وحدات مصيفية في الساحل، بحسب ما ذكره التقرير. فرغم فعاليتها في وجهات مثل البحر الأحمر، فإنها كثيرًا ما تخيب توقعات الباحثين عن إقامة راقية في الساحل، بسبب الأسعار المبالغ فيها أو ضعف جودة الوحدات المتاحة عليها.

وأوضح التقرير أن يعود ذلك إلى عدم تفضيل العديد من الملاك إدراج وحداتهم على هذه المنصات، إما لعدم الثقة في المستأجرين أو بسبب صعوبة إجراءات الاستخدام.

كيف تبحث عن وحدتك؟ التوقيت والدقة عاملان حاسمان

ونصح الخبراء ببدء البحث في وقت مبكر، خاصة في شهري فبراير ومارس، وهو ما يمنح الباحثين فرصة للحصول على وحدات بأسعار معقولة نسبيًا. لكن حتى في منتصف الصيف، تبقى بعض الفرص قائمة لمن يعرف كيف ومتى وأين يبحث. 

وتؤثر عدة عوامل على السعر داخل المشروع الواحد، أبرزها القرب من الشاطئ، تصميم الوحدة، وجود كابينة، ومدى تميز الموقع الداخلي داخل المنتجع.

منطقة سيدي عبد الرحمن تسيطر على السوق

تتراوح المنطقة الأكثر جذبًا للمصيفين بين سيدي عبد الرحمن وخليج غزالة، وتضم أكثر من 25 مشروعًا سكنيًا وسياحيًا من بينها: هاسيندا باي، مراسي، دبلو، سيشل، بيانكي، هاسيندا وايت، هاسيندا ريد، وتلال.

وتعتبر هذه المشروعات الأكثر رواجًا، ليس فقط لقربها من مراكز الترفيه، بل لسهولة الوصول إليها عبر شبكة طرق سريعة وممهدة.

كما تظهر بعض المشروعات الواعدة غربًا مثل ألماظة وسوان ليك وسيزار، المدعومة بقربها من مناطق تشهد تطويرًا واسعًا مثل رأس الحكمة وسيدي حنيش.

أسعار متفاوتة حسب الخدمات والموقع

تشير البيانات إلى تفاوت كبير في أسعار الإيجارات بين الوحدات المختلفة. فشاليه مكوّن من 3 أو 4 غرف نوم في سيدي عبد الرحمن قد يتراوح سعره بين 13 و25 ألف جنيه لليلة الواحدة، بينما تصل إيجارات الشاليهات في مراسي ودبلو إلى ما بين 15 و18 ألف جنيه.

وتحتل هاسيندا باي الحد الأدنى من الأسعار بنحو 13 ألف جنيه، في حين تقف هاسيندا وايت وريد عند الحد الأعلى بين 20 و25 ألفًا.

أما الفيلات الكبيرة المكونة من 4 إلى 6 غرف نوم فقد تتراوح أسعارها بين مليون و3 ملايين جنيه شهريًا، بينما قد تصل بعض الفيلات الشاطئية الفاخرة إلى ما يعادل 11 إلى 14 ألف دولار لليلة الواحدة.

الفيسبوك والسماسرة المحليون.. مفاتيح مهمة للوصول

يُعد موقع فيسبوك أداة فعالة للبحث، حيث تنتشر مجموعات مفتوحة ومغلقة لكل مشروع، وغالبًا ما ينشر الملاك داخل المجموعات المغلقة لدوائر المعارف فقط، ما يجعل بناء العلاقات الشخصية أو الاعتماد على وسطاء معروفين داخل المجتمعات السكنية أداة مهمة للوصول إلى وحدات مميزة.

نصائح أساسية قبل اتخاذ القرار وحجز وحدتك في الساحل الشمالي 

ينصح خبراء السوق بعدة خطوات أساسية، يجب اتباعها قبل حجز وحدة لقضاء عطلة الصيف في الساحل الشمالي، أهمها:

طلب صور حديثة للوحدة.

التواصل المباشر مع السمسار أو المالك.

زيارة الوحدة فعليًا قبل الحجز إن أمكن.

الحذر من العروض المبالغ في أسعارها دون مبرر واضح.

رغم ارتفاع الأسعار، لا يزال الساحل الشمالي وجهة صيفية مرغوبة بشدة، ويمكن مع البحث الدقيق، والتوقيت المناسب، وبناء العلاقات الصحيحة اقتناص صفقة صيفية جيدة.

وكل ما يتطلبه الأمر منك هو أن تتحلى ببعض الصبر والمعرفة بخريطة السوق، لتفادي الوقوع في فخاخ الأسعار أو الاختيارات غير المناسبة.