رد إيران يفاجئ الأسواق، النفط يهبط و«وول ستريت» تحلق فوق التصعيد

الثلاثاء، 24 يونيو 2025 02:58 ص

النفط الخام والأسواق المالية

في مشهد بدا مناقضًا للتوقعات، تلقت الأسواق العالمية نبأ الرد الإيراني على الضربات الأمريكية الأخيرة، لكن بدلاً من الاشتعال، هدأت الأسعار، وتراجعت التوترات في عيون المستثمرين، لتسجل أسعار النفط هبوطًا حادًا، بينما قفزت مؤشرات بورصة وول ستريت إلى الأعلى، وكأن الأسواق تبارك ردًا محسوبًا أكثر من كونه تصعيدًا.

النفط يتراجع رغم إنذار الحرب

هبطت أسعار النفط بشكل مفاجئ، مع تراجع خام برنت بنسبة 7.18% إلى 71.48 دولار للبرميل، وانخفض الخام الأمريكي بنحو 7.7% مسجلاً 69.50 دولار، في وقت كانت فيه التوقعات تميل نحو الارتفاع في ظل تصاعد المخاوف الجيوسياسية.

لكن حسابات الأسواق تغيرت سريعًا، بعد أن تبين أن الهجوم الإيراني على قاعدة أمريكية في قطر لم يُحدث خسائر تُذكر، ما أرسل إشارة واضحة بأن طهران لا تسعى لتوسيع نطاق المواجهة، وإن محدودية الرد قللت من مخاطر تعطل إمدادات النفط أو تهديد مضيق هرمز.

وول ستريت تقرأ بين السطور

في وول ستريت، لم يكن المزاج السائد خوفًا، بل ارتياحًا، كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 S&P بنسبة 1%، وحقق داو جونز الصناعي مكاسب بـ375 نقطة، فيما صعد ناسداك بنسبة 0.9%، وسط شهية متجددة للمخاطرة، خاصة في قطاعي التكنولوجيا والتجزئة.

الأسواق قرأت الرد الإيراني على أنه رسالة سياسية أكثر من كونه ردًا عسكريًا، حيث بدا الرد متوازنًا دون تجاوز الخطوط الحمراء، ولم يدفع الأسواق نحو الهروب الجماعي.

ارتفاع جماعي لمؤشرات وول ستريت بعد ضرب إيران القاعدة العسكرية في قطر

ضبط النفس الإيراني يساوي مكاسب للأسواق

رغم التصعيد، لم تُقفل طهران مضيق هرمز، ولم تتعرض ناقلات النفط لأي تهديد مباشر، وهو ما فسرته الأسواق كنجاح للضربة الأمريكية من جهة، واحتواء للرد الإيراني من جهة أخرى، ما يعني أن سيناريوهات الحرب الشاملة لا تزال مستبعدة.

المستثمرون وجدوا في هذا التطور ما يكفي لتجاوز التوتر الجيوسياسي، خصوصًا مع تزايد التوقعات بخفض قريب في أسعار الفائدة الأمريكية، حيث أن مراجعة سياسة الفائدة أعطى زخمًا إضافيًا للأسواق.

تضارب السياسة والنقد لصالح الأسهم

العامل الآخر الذي زاد من وتيرة الصعود في بورصة نيويورك هو الآمال بخفض أسعار الفائدة، في ظل بيانات اقتصادية أمريكية إيجابية، فقد أظهرت مؤشرات مديري المشتريات (PMI) ومبيعات المنازل الجديدة أداءً أقوى من التوقعات، وهو ما دعم النظرة المتفائلة للأسواق.

سهم تسلا قفز بنسبة 8.2% على خلفية التوسع في خدمات السيارات ذاتية القيادة، بينما حققت شركات مثل «Fiserv» و«Northern Trust» مكاسب قوية بفضل أخبار الابتكار والاندماج، في حين كان قطاع الطاقة الوحيد المتراجع بسبب انخفاض أسعار النفط.

ارتفاع طفيف لمؤشرات الأسهم الأمريكية في مستهل تعاملات الأسبوع

بيتكوين تعود للواجهة

العملات المشفرة استفادت بدورها من هدوء الأعصاب في الأسواق، وقفزت كل من بيتكوين وإيثريوم بنسبة 4%، مع عودة الزخم للمخاطرة، واستبعاد التصعيد العسكري الواسع في الخليج.

الرهان على الاستقرار ولو مؤقتًا

الأسواق لا تنكر أن التوتر لا يزال قائمًا، لكن سلوك طهران المنضبط، وغياب الرد الأمريكي الفوري، وبيانات اقتصادية مشجعة، كلها عوامل دفعت المستثمرين لتجاهل الضوضاء والرهان على استقرار مؤقت.

غير أن هذا الهدوء المرحلي قد لا يدوم طويلاً، حيث أي ضربة جديدة قد تعيدنا فورًا إلى مربع الذعر، خاصة إذا استهدفت الملاحة أو منشآت الطاقة، لكن حتى إشعارٍ آخر، الأسواق تتنفس، ووول ستريت تواصل الرقص على حافة الجغرافيا السياسية.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.