شركات الطيران تواجه نيران الشرق الأوسط، من يرسم خريطة الملاحة الجوية؟

الثلاثاء، 24 يونيو 2025 02:10 ص

الطيران وسط نيران الشرق الأوسط

بينما يفترض أن تكون السماء مساحة للعبور الحر والنقل السلس، باتت أجواء الشرق الأوسط واحدة من أكثر المساحات اضطرابًا في العالم، تنقل العدوى لباقي شبكات الطيران العالمية.

فمع تصاعد التوترات العسكرية، خصوصًا بين إيران وإسرائيل، وامتداد آثار النزاعات الجيوسياسية، يتعرض قطاع الطيران لضغوط غير مسبوقة، تجبره على إعادة رسم خرائط الملاحة الجوية، وتحمله تكاليف متصاعدة تقرع أبواب الركاب والمستثمرين على حد سواء.

من محور استراتيجي إلى نقطة خطر

وكانت أجواء الشرق الأوسط لسنوات تُعتبر شريانًا جويًا رئيسيًا يربط الشرق بالغرب، ومحورًا ذهبيًا لعبور مئات الرحلات يوميًا، لا سيما عبر إيران والعراق.

ولكن المشهد تغير جذريًا منذ اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، حيث أكثر من 3,000 رحلة يوميًا باتت تواجه الإلغاء أو التحويل، مع إغلاق المجال الجوي في إيران والعراق وسوريا، ما حول خطوط الملاحة إلى طرق أطول وأكثر تكلفة عبر السعودية ومصر، وسط تصنيفات دولية تعتبر أجواء لبنان والأردن عالية الخطورة.

إلغاء رحلات مصر للطيران إلى الخليج لحين استقرار الأوضاع

نزيف الخسائر.. الشركات الإقليمية في عين العاصفة

شركات الطيران الخليجية، وفي مقدمتها طيران الإمارات والخطوط القطرية، كانت من أكثر المتضررين، أكثر من 100 رحلة يوميًا كانت تمر فوق الأجواء الإيرانية والعراقية، لكنها اليوم تُجبر على الالتفاف الطويل، ما يعني استهلاكًا أعلى للوقود، وزمنًا أطول للطيران، وتكاليف تشغيلية متضخمة.

وبالمثل، أوقفت لوفتهانزا، وإير فرانس، وويز إير جزءًا كبيرًا من عملياتها في المنطقة، أو اضطرت لتحويل مساراتها، فيما يشبه شللًا جزئيًا أصاب مفاصل الطيران التجاري العالمي.

سماء مزدحمة وأسعار مشتعلة

التحويل الجماعي للمسارات الجوية فرض عبئًا إضافيًا على الأجواء الأوروبية والمجالات البديلة، ما رفع احتمالات التأخير، وأربك الجداول الزمنية.

ومع دخول موسم الصيف، حيث يرتفع الطلب على السفر، يتوقع المحللون ارتفاع أسعار التذاكر بنسبة تتراوح بين 7% و15%، خصوصًا في الرحلات الطويلة بين آسيا وأوروبا أو الخليج وأميركا الشمالية.

ولكن الأزمة لا تقف عند حدود الوقود أو الوقت، اللوائح الدولية التي تقيد ساعات عمل الطيارين تضغط على الشركات لتوظيف طواقم إضافية، ما يزيد الإنفاق، فضلًا عن تآكل صيانة الطائرات من الاستخدام المكثف.

الخطوط البريطانية توقف رحلاتها إلى دبي والدوحة حفاظًا على سلامة الركاب

شركات تحت الضغط وأسهم تتهاوى

الضغوط التشغيلية المتراكمة لم تترك آثارها فقط على الركاب، بل امتدت إلى الأسواق المالية، فخلال أقل من أسبوع، تراجعت أسهم جيت بلو بأكثر من 11%، ودلتا، وأمريكان إيرلاينز، ويونايتد بنسب متفاوتة، ما يعكس فقدان المستثمرين الثقة في قدرة القطاع على الصمود أمام عاصفة الجغرافيا السياسية.

مستقبل مضطرب وسيناريوهات مفتوحة

إذا ما اتسع نطاق النزاع في المنطقة، فقد تُجبر بعض الرحلات على التوقف للتزود بالوقود وتبديل الطواقم، وهو سيناريو يشبه العودة لعصر ما قبل العولمة في النقل الجوي، حيث كانت الرحلات طويلة ومعقدة ومحفوفة بالتحديات.

أما على المدى القصير، فيبقى أمام شركات الطيران أحد خيارين، إما امتصاص الصدمة على حساب أرباحها للحفاظ على القدرة التنافسية، أو تمريرها للمسافرين الذين بدأوا بالفعل يشعرون بثقل الأسعار.

القوات الجوية الأمريكية تعزز أسطولها بـ185 مقاتلة F-47 من معرض باريس الجوي

تحليق مكلف في سماء غير آمنة

بين الحرب والدبلوماسية، تقف صناعة الطيران في مفترق طرق، فكلما طالت الأزمة في الشرق الأوسط، كلما أصبح التحليق أكثر كلفة، لا فقط على مستوى المال، بل على مستوى استقرار واحدة من أكثر الصناعات العالمية ارتباطًا بالتنقل والسياحة والتجارة.

في سماء مليئة بالغموض، لم تعد الوجهة الأهم هي إلى أين نطير، بل كيف سنصل.. وإن كنا سنصل أصلًا.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.