من الطاقة المهدرة للأرباح الرقمية، الوجه الجديد للاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي

الإثنين، 23 يونيو 2025 11:36 م

صورة أرشيفية

في الوقت الذي يسعى فيه العالم لتوسيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل البصمة الكربونية، تبرز معضلة غير متوقعة، ملايين الميجاواط من الكهرباء النظيفة تهدر سنويًا، ليس بسبب نقص في الإنتاج، بل بسبب عجز الشبكات التقليدية عن استيعاب الفائض.

وبينما تترك التوربينات في حالة سكون رغم هبوب الرياح، جاءت مراكز البيانات المرنة لتقدم حلاً مبتكرًا يحول هذا الفائض من عبء إلى فرصة.

في هذا السياق، كشف جون بيليزير، الرئيس التنفيذي لشركة "سولونا" لتطوير مراكز البيانات الخضراء، عن ظاهرة تعرف بـ"الطاقة العالقة"، وهي كميات هائلة من الكهرباء المتجددة التي لا تجد طريقها إلى المستهلك، فتصبح طاقة مهدرة، لكنها أيضًا فرصة ضخمة لتحقيق ربح، إذا أحسن استغلالها.

من الفقد إلى الربح.. مراكز البيانات تستغل الطاقة المهدرة

وفقًا لتقرير نشره موقع Ars Technica، فإن ملايين الميغاواط من الطاقة المتجددة يتم التخلص منها سنويًا في الولايات المتحدة بسبب ضعف البنية التحتية أو غياب المستهلكين، ما يُحرم السوق من طاقة نظيفة كانت قادرة على تشغيل ملايين المنازل.

لكن شركة "سولونا" قدّمت حلًا مبتكرًا، إنشاء مراكز بيانات مرنة بجوار محطات الطاقة المتجددة مباشرة، بحيث تستهلك الفائض من الكهرباء الذي لا يمكن ضخه في الشبكة الوطنية.

الحواسيب تتحوّل إلى بطاريات

بدلاً من انتظار ربط مكلف ومعقد بالشبكة العامة، تشتري "سولونا" الطاقة الزائدة بأسعار زهيدة، وتشغل بها مراكز بيانات ضخمة مخصصة لمعالجة البيانات وتعدين العملات الرقمية، وهي عمليات كثيفة الاستهلاك للطاقة.

وتصف الشركة نموذجها بأنه أشبه بـ"بطارية افتراضية"، يمكنها التمدد والانكماش في استهلاك الكهرباء حسب المعروض، وقال بيليزير أن لقد أصبح أشبه بالبطارية، بل يعتقد أن الحوسبة بطارية أفضل من البطاريات نفسها.

75% من الطاقة المستخدمة.. خضراء

وأشار "سولونا" إلى أنها تحصل على نحو 75% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة، بفضل اتفاقيات شراء طويلة الأجل مع منتجي الطاقة.

كما أن مرونة مراكز البيانات في تعديل الاستهلاك حسب وفرة الكهرباء تجعلها أداة ذكية لتحقيق الاستقرار في نظم الطاقة.

حلول خارج الشبكة في قلب أمريكا

في مناطق مثل غرب تكساس، حيث تنتج مزارع الرياح كميات تفوق قدرة الشبكة على التحمل، تنتشر مراكز بيانات مستقلة مثل تلك التي تديرها شركة IREN، والتي تستخدم الطاقة في تعدين البتكوين وتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، دون الاعتماد على الشبكة العامة.

ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن كاليفورنيا وحدها أهدرت نحو 3.4 مليون ميغاواط/ساعة من الكهرباء المتجددة عام 2023 ، بزيادة قدرها 29% عن العام السابق.

فيما قدرت "سولونا" أن الطاقة المهدرة في 2021 فقط كانت كافية لتشغيل 1.3 مليون منزل لمدة عام كامل.

مراكز البيانات المرنة.. مستقبل الطاقة المتجددة؟

مع تأخر تطوير البنية التحتية لشبكات النقل وارتفاع تكلفة تخزين الكهرباء التقليدي، تبدو مراكز البيانات المرنة حلًا عمليًا وفعالًا للتعامل مع تقلبات الإنتاج في الطاقة المتجددة.

فبدلاً من هدر الطاقة أو الاعتماد على بطاريات باهظة التكاليف، تقدم هذه المراكز خيارًا اقتصاديًا وبيئيًا، يربط بين قطاع الحوسبة المتسارع والطلب العالمي على الطاقة النظيفة.

وفي عالم يزداد تعطشه للطاقة بفعل الذكاء الاصطناعي وتوسع الحوسبة، يبدو أن الحوسبة ذاتها قد تتحوّل إلى أهم أدوات تخزين الطاقة في المستقبل.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.