قطاع العقارات ينتقل من البناء لتصميم التجربة، ما أثر ذلك على السوق؟

الأحد، 22 يونيو 2025 06:09 م

صورة تعبيرية

في العقود الماضية، كان تعريف العقار بسيطًا ومباشرًا، متر مربع للبيع أو الإيجار، يقيم بالموقع والمساحة وعدد الغرف. أما اليوم، فقد تغيرت قواعد اللعبة. فالعقار، خاصة في الأسواق المتقدمة، لم يعد يباع كمنتج إنشائي فحسب، بل يقدم كـ"تجربة متكاملة" تصنع وتبنى لتترك انطباعًا حسيًا وشعوريًا لدى المستخدم.

هذه الرؤية قدمتها المهندسة سارة أبو حمور، مستشار عقار واستثمار، في ورقة بحثية تحليلية أكدت فيها أن المشتري أو المستأجر لم يعد يكتفي بقياس المساحة أو عدد الغرف، بل يبحث عن جودة الحياة، والشعور الذي يمنحه له المكان. فبين المساحة والمعنى، نشأت تجربة جديدة تغير مفهوم القيمة العقارية.

التحوّل من المتر إلى الإحساس

في تحليلها، تشير أبو حمور إلى أن الأسواق المتقدمة لم تعد تسعر العقارات فقط بالمتر، بل وفق ما يشعر به العميل لحظة دخوله العقار، نفس المساحة، ونفس الموقع، قد يحملان قيمتين مختلفتين تمامًا بمجرد أن تختلف التجربة التي يعيشها المستخدم.

فالإضاءة، الانفتاح، التصميم الداخلي، وحتى الانطباع البصري الأول، كلها عوامل أصبحت تصنع "قيمة" لا يمكن قياسها بالمتر وحده.

ويعيد هذا التحول في التفكير تعريف العلاقة بين العقار والعميل، وينقل دور المطور العقاري من صانع للمباني إلى مصمم لتجارب إنسانية.

من الخرسانة إلى الشعور

وفقًا للورقة البحثية، أوضحت أبو حمور أن التحول في التفكير من عدد الغرف إلى كيف سأعيش في هذا المكان؟، لم يعد رفاهية كما يعتقد، بل أصبح ضرورة ومطلبًا أساسيًا لدى فئات أذكى وأكثر وعيًا من المشترين والمستأجرين.

ويعني هذا التحول أن التصميم يجب أن يخاطب الحواس، ويخلق بيئة معيشية تشعر العميل بالانتماء والراحة النفسية.

ومن هنا، يصبح دور المطور العقاري أكثر تعقيدًا، إذ عليه أن يفكر في تجربة الاستخدام اليومية، كيف يتحرك الساكن داخل المنزل؟ كيف تدخل الشمس؟ أين تتنفس المساحة؟ وما هو أول شيء يراه الزائر؟

كيف يفكر العميل الجديد؟

تفصل أبو حمور في عدد من المعايير التي باتت تشكل الفارق في قرار الشراء، وتشير إلى أن التفاصيل الصغيرة، التي كانت تُعتبر تكميلية، أصبحت أساسية.، تصنع الفرق في تجربة العميل داخل العقار، وهي:

الضوء الطبيعي: اتجاه النوافذ يحدد جودة الإضاءة.

انسيابية الحركة: التصميم الذي يسهل التنقل ويعزز الراحة.

المساحات المشتركة: وجودها يُثري حياة السكان اليومية.

جودة التشطيبات: المواد الفاخرة تعني رضا طويل الأمد.

الإحساس بالمكان: من الصوت إلى الهواء، جميع التفاصيل تهم.

الانطباع الأول: ما يراه الزائر في أول 5 ثوانٍ قد يحدد رأيه.

وأكدت أن هذه التفاصيل الصغيرة قد تصنع فرقًا بملايين الجنيهات في قيمة المشروع، لأن العميل لا يشتري العقار بقدر ما يشتري التجربة التي سيعيشها داخله.

العميل تغير.. فهل السوق تواكب؟

تُحذر أبو حمور من تجاهل هذا التغيّر في سلوك العملاء، حيث أصبح المشتري اليوم أكثر وعيًا، يراجع الخرائط، يفهم مواد التشطيب، ويقارن بين التجارب، ويستند إلى تقييمات المستخدمين، وهو بذلك لم يعد مستهلكًا عاديًا، بل شريك في القرار، لا يمكن استقطابه إلا باحترام وعيه واحتياجاته.

وتوضح أن الجودة لم تعد تعني الفخامة فقط، بل تعني تقليل تكلفة الصيانة، وزيادة الرضا طويل المدى، وهو ما ينعكس لاحقًا على تسويق المشروع، وسمعته، وقيمته السوقية المستدامة.

شركات عربية تتبنى مفهوم "التجربة العقارية"

استعرضت الورقة عددًا من الشركات العقارية العربية التي تفوقت في تحويل العقار إلى تجربة شاملة، من بينها: روشن في السعودية، الدار وإعمار في الإمارات، بن غاطي، داماك، واتحاد الراجحي العقارية.

نجاح هذه الشركات، بحسب أبو حمور، لا يعود فقط إلى التصميم أو الحجم، بل إلى فهمها العميق لتجربة المستخدم، وتكامل التصميم مع الشعور.

دعم الحكومة للتجربة

أكدت أبو حمور أن التجربة العقارية لا تصنعها الشركات فقط، بل تبدأ من السياسات الحضرية والتشريعات. فالحكومات التي تشجع على تعدد الاستخدامات، وأولوية المشاة، وتكامل المرافق العامة، وفتح المساحات الخضراء، هي التي تصنع بيئة عقارية متكاملة ترتفع فيها القيمة السوقية تلقائيًا.

التجربة تدير القيمة

كما أكدت على أن من لا يدير "تجربة المستخدم"، لا يستطيع إدارة "قيمة المشروع"، قائلة: "المنتج العقاري يُبنى مرة واحدة، لكن التجربة تستعمل كل يوم. وما يعيشه العميل هو ما يبقيه.. أو يدفعه للمغادرة".

اقرأ أيضًا: فرصة استثمارية ذهبية في أسوان، مشروع عقاري جديد شامل بمزايا تنافسية

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.