السبت، 21 يونيو 2025

06:09 م

قطاع الطاقة تحت النار، خسائر إسرائيل تتصاعد والكهرباء مهددة بالانقطاع التام

السبت، 21 يونيو 2025 02:14 م

تراجع اقتصاد إسرائيل

تراجع اقتصاد إسرائيل

تحليل/ ميرنا البكري

كشفت ضربة واحدة من إيران لمصفاة "بازان" في حيفا حجم الهشاشة في قطاع الطاقة الإسرائيلي، الموضوع ليس مجرد القليل من الدمار، بل أزمة تهدد نصف الكهرباء في إسرائيل، وتكاد توقف تكرير النفط في دولة تعتمد عليه لتشغيل سياراتها ومصانعها ومحطاتها. السؤال هنا: هل إسرائيل مستعدة لحرب طويلة بدون طاقة؟ والأهم: كيف تؤثر هذه الأزمة على الاقتصاد الإسرائيلي والعالمي؟.

Why did Israel defy Trump by striking Iran now and what happens next?
حرب إيران وإسرائيل

ضربات وتعطيل وصيانة مشبوهة تهدد الأمن الطاقي في إسرائيل

تمتلك إسرائيل مصفاتين للنفط فقط، "بازان" التي تنتج 60% من الديزل و50% من البنزين، و"أسدود" التي تكرر حوالي 40% من الوقود. لكن الآن؟ تم إيقافهم، إحداهم بسبب ضربة مباشرة، والأخرى بحجة صيانة مخططة (في عز الأزمة).والنتيجة، شلل شبه كامل في منظومة تكرير الوقود، ضغط رهيب على احتياطيات الوقود التي تكفي أسبوعين فقط، اعتماد أكبر على الاستيراد، مع تصاعد الأسعار والضغوط المالية.

 حقول الغاز، الضربة الأقوى على شبكة الكهرباء

في نفس التوقيت، تم إغلاق 2 من 3 حقول غاز في إسرائيل، حيث تعطل كاريش وليفياثان بعد الهجوم، والذي استمر  في العمل “تمر”، وهو لا يستطيع تغطية إلا 75% من الطلب.

وبما إن الغاز الطبيعي يوفر 70% من كهرباء إسرائيل، فالوضع خطر للغاية. ذلك غير إن الكهرباء قد تتكلف أكثر إذا لجأوا للديزل أو الفحم.

وتوضح  تقديرات BDO، أن إغلاق منصتي الغاز يكلف الاقتصاد الإسرائيلي 80 مليون دولار أسبوعيًا؛ وذلك بسبب توقف الصادرات، انخفاض الناتج المحلي، زيادة تكلفة الكهرباء، وفقدان عائدات الضرائب.

 البدائل غير كافية، والفحم عاد للصورة

رغم محاولات الحكومة، استخدام الفحم الذي يوفر 17% من الكهرباء، وتفعيل الطاقة الشمسية (10% فقط). والنتيجة غير كافية لحماية الشبكة إذا استمرت الحرب، خاصةً مع الطلب الكبير في الصيف. واحتياطي محطات الكهرباء من الديزل لا يكفي أكثر من 100 ساعة تشغيل.

 وهذا يعني ببساطة، أي تصعيد جديد أو ضربة أكبر قد تسبب انقطاع كهرباء طويل المدى، وذلك كارثة في بلد يقول كبار مسؤوليه إن "الحياة ستصبح مستحيلة بعد 72 ساعة من انقطاع الكهرباء".

 تأثير اقتصادي مباشر، من الشوارع للمصانع

تستهلك إسرائيل 70% من الوقود في قطاع النقل، أي توقف المصافي وبالتالي حدوث أزمة مواصلات عامة،  وتعطيل الشحن الداخلي الذي يؤدي إلى شلل في سلاسل التوريد، وزيادة أسعار الوقود التي تساهم ارتفاع التضخم، نقص الوقود للمصانع، مما يؤدي إلى الإنتاج وانخفاض الصادرات، وأيضًا تصنيف ائتماني سلبي لشركة بازان، ومخاوف من تداعيات أوسع على شركات البنية التحتية والطاقة.

اقرأ أيضًا:

خسائر إسرائيل الاقتصادية بسبب حربها مع إيران ( فيديو)

الاقتصاد تحت النار، إسرائيل تنزف مليار شيكل يوميًا بسبب المواجهة مع إيران

سيناريوهات الثأر الإيراني من إسرائيل.. أي جبهات قد تتحرك؟

 التوقعات، إذا استمر التصعيد، الأزمة ستكبر اقتصاديًا وسياسيًا

1. استمرار توقف الغاز والنفط، وبالتالي فقدان الثقة في منظومة الطاقة الإسرائيلية.

2.زيادة الاعتماد على الفحم، مما يؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات وتكلفة الإنتاج.

3.اللجوء للاستيراد المكثف ضغوط على ميزان المدفوعات الإسرائيلي.

4. إذا حدث هجوم أكبر أو استهداف لحقل تمر؟، ستشهد إسرائيل انقطاع كهرباء واسع النطاق قد يوقف الاقتصاد بالكامل.

ختامًا، الهجمات الأخيرة لم توجه ضربات لمنشآت فحسب، بل ضربت قلب الاقتصاد الإسرائيلي، وأصبح قطاع الطاقة تحت الضغط، والنظام كله على حافة أزمة طويلة، كما إن الاحتياطيات محدودة، والبدائل غيركافية، والاعتماد على الغاز مكلف للغاية.

والنتيجة؟إسرائيل تواجه معادلة صعبة بين الحفاظ على الأمن القومي، وتأمين اقتصادها المتعطش للطاقة. إذا استمرت الحرب أو اتسعت، ستدفع ثمن اقتصادي باهظ جدًا، ليس داخليًا فقط، لكن أيضًا في علاقاتها الخارجية وتدفق الاستثمارات.

Short Url

search