ذهب الدول، ثروات صامتة تُعيد تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي

الجمعة، 20 يونيو 2025 07:27 م

الذهب العالمي

في زمن تتقلب فيه العملات وتشتد فيه الأزمات الجيوسياسية، يعود الذهب مجددًا إلى واجهة الاقتصاد العالمي كملاذ آمن ورمز سيادي، ليس للأفراد فحسب، بل للدول أيضًا.

فعبر القارات، تحتفظ البنوك المركزية بكميات هائلة من هذا المعدن النفيس، ليس فقط كاحتياطي نقدي، بل كأداة استراتيجية تعكس قوة الدولة وقدرتها على الصمود في وجه التقلبات.

الولايات المتحدة.. زعامة ذهبية بلا منازع

تتصدر الولايات المتحدة المشهد الذهبي العالمي بلا منازع، محتفظة بأكبر احتياطي من الذهب في العالم بنحو 8,133 طنًا، ما يثير الانتباه أكثر أن هذا الرقم الضخم يُمثل أكثر من 70% من إجمالي احتياطاتها من النقد الأجنبي، وهو ما يعكس رهانًا استراتيجيًا على المعدن الأصفر في مواجهة أي اضطرابات اقتصادية أو نقدية عالمية.

أوروبا تحتفظ بثروتها القديمة

ورغم أن الاتحاد الأوروبي يُعرف بقوته الاقتصادية والنقدية من خلال اليورو، فإن أبرز اقتصادات القارة ما زالت تُراهن على الذهب، كدرع معدني يحميها من الأزمات.

ألمانيا تأتي في المرتبة الثانية عالميًا باحتياطي قدره 3,355 طنًا، تليها إيطاليا 2,452 طنًا وفرنسا 2,436 طنًا، هذه الأرقام تُعزز فكرة أن الذهب لا يزال يشكل مكونًا جوهريًا في السياسات النقدية الأوروبية، رغم التوجهات التكنولوجية والرقمية المتسارعة.

"الذهب" يتجه نحو خسائر أسبوعية وسط إشارات سلبية من السياسة النقدية

روسيا والصين.. تراكم استراتيجي في مواجهة الغرب

أما في آسيا، فتسير كل من روسيا 2,299 طنًا والصين 1,948 طنًا على نهج واضح في تعزيز مخزونهما من الذهب، كجزء من سياسة مالية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي ونظام سويفت المالي الغربي.

ويبدو أن هذا التراكم لم يأت من فراغ، بل يرتبط بتحولات أعمق في النظام المالي العالمي، وتسارع الحديث عن عالم ما بعد الدولار.

الهند وسويسرا.. الذهب في القلب رغم الفروقات

ورغم اختلاف النماذج الاقتصادية، تظهر دول مثل الهند 769 طنًا وسويسرا 1,040 طنًا ضمن قائمة العشر الأوائل، ففي حين تُعد الهند من أكبر مستهلكي الذهب شعبيًا، تُعد سويسرا محورًا رئيسيًا في تجارة الذهب العالمية، ما يفسر احتفاظها باحتياطات كبيرة رغم صغر حجم اقتصادها نسبيًا.

بريطانيا.. الغياب اللافت

وفي مقابل هذا السباق الذهبي، يبرز غياب المملكة المتحدة عن المراتب المتقدمة، رغم حجمها الاقتصادي الضخم، إذ تحتفظ فقط بـ 310 أطنان، وهو ما يفتح الباب لتساؤلات حول إستراتيجيتها النقدية والاعتماد الأكبر على أدوات مالية أخرى أكثر سيولة.

جولد بيليون تكشف نتائج اجتماع الفيدرالي حول أسعار الذهب

الذهب ليس مجرد رقم

من اللافت أن ترتيب الدول في حجم احتياطي الذهب لا يتطابق دائمًا مع حجم الاقتصاد، فدول مثل الصين واليابان وهما من أكبر اقتصادات العالم، تأتي خلف دول أوروبية أصغر من حيث الناتج المحلي، مثل إيطاليا وفرنسا.

وهذا يكشف عن الطبيعة المعقدة للقرار المتعلق بتخزين الذهب، والذي يتجاوز الحسابات الاقتصادية البحتة إلى اعتبارات تاريخية وجيوسياسية وثقافية.

ما وراء الأرقام.. رسائل سياسية ونقدية

امتلاك الذهب لا يمنح فقط الثقة للنظام المالي المحلي، بل يُعد أيضًا رسالة موجهة للأسواق والمنافسين الدوليين، فكل طن من الذهب في خزائن البنوك المركزية يُترجم إلى ورقة ضغط، سواء في المفاوضات التجارية أو في السياسات النقدية الدولية.

في عالم يتجه نحو العولمة المالية الرقمية، يظل الذهب الرقم الصعب الذي لا يُستبدل، وبينما تتغير العملات والأسواق، يبقى هذا المعدن الأصفر الثمين عنوانًا للثقة والسيادة، وكلما زادت الاضطرابات، عاد الذهب إلى الواجهة صامتًا، لكن بثقل لا يُضاهى.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.