النمو الاقتصادي العالمي يتراجع، 2025 يشهد أضعف معدلات نمو منذ أزمة 2008

يشهد العالم كله في 2025 حالة توتر غير مسبوق، ليس من الجانب السياسي فقط، بل من ناحية التجارة والاستثمار. 

الحرب التجارية زادت، والسياسيين يأخذوا في الاعتبار حساب للاستقرار، وكل ذلك جعل الاقتصاد العالمي في وضع هش للغاية والأرقام التي تأتي من البنك الدولي  غير مبشرة  نهائيًا.

 معدل نمو عالمي ضعيف جدًا، الأسوأ من 2008

وفقًا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، من المتوقع أن يكون معدل النمو العالمي 2.3% فقط في 2025، وذلك أضعف رقم من وقت الأزمة المالية في 2008  باستثناء عام كورونا. 

وهذا يعني إن التجارة العالمية تتباطأ، والاستثمار العالمي يتراجع، والشركات الكبرى أصبحت حذرة للغاية، والمخاطرة أصبحت قليلة.

 الدول الفقيرة في ورطة، النمو غير كافي

يُتوقع أن ينمو اقتصاد الدول منخفضة الدخل بـ 5.3%، هذا القم ليس بالسيء، لكن  الحقيقة إن التضخم العالي، وتكاليف الاستيراد، وسوء إدارة الدين، يجعلوه رقم غير كافي بالفعل.

فمن الممكن أن ينمو اقتصاد الدولة، لكن المواطن لا يشعر بذلك، فالخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم ستتأثر، وفرص الخروج من دائرة الفقر تقل.

خل الفرد ينخفض، الفقراء يدفعوا الثمن

وفقًا للبيانات الصادرة من البنك الدولي، سجل  معدل نمو دخل الفرد في الدول النامية 2.9%، وذلك أقل بـ 1.1 نقطة مئوية عن المتوسط الذي كان قبل كورونا، هذا يعني إن القدرة الشرائية تتراجع، والتضخم يأكل المرتبات، والطبقة الوسطى تتآكل، والفقراء يزيدوا.

ومن المتوقع أن تشهد 60% من الاقتصادات النامية تباطؤ كبير في النمو، فقد يتراجع  من 3.8% عام 2026 لـ 3.9% عام 2027، أي هناك حاجز ما بين الحلم الاقتصادي والواقع، والسياسات الانكماشية أو الغير واضحة ستجعل التعافي أبطأ، وكأن العالم يقود سيارةى اقتصادية فراملها لا تعمل جيدًا، والطريق مليء بالمطبات.

 توقعات مريرة، لكن من الضروري أن نقرأ ما بين السطور

التباطؤ ليس مجرد رقم، التباطؤ معناه زيادة الديون، تراجع الاستثمارات الأجنبية، بطالة أعلى، ونمو سكاني أعلى من النمو الاقتصادي في الكثير من الدول، وذلك قد يخلق ضغوط سياسية واجتماعية، تصل لدورات عدم استقرار.

اقرأ أيضًا: 

العالم بعد «خضة» الرسوم الجمركية، النمو العالمي يتراجع لأقل من 3%

البنك الدولي: الرسوم الجمركية الأمريكية يمكن أن تقلل من توقعات النمو العالمي

 خلاصة التحليل، الاقتصاد في 2025 “مائل”

الرسالة واضحة، فالعالم يدخل على عام غير مستقر، وإذا لم تأخذ  الدول سياسات مالية واضحة، ومعالجة حقيقية للتضخم، ودفعة قوية للتجارة والاستثمار، سنعيش في دوامة طويلة من النمو البطيء.

وهو ما يجعلنا نقول إن الدول النامية لابد أن تراجع أولوياتها، وتركز على التنمية المحلية وتحسين الإنتا، وتستثمر في البشر والبنية التحتية بدلًا من انتظار لمعونات أو الاستثمارات الأجنبية فقط.

ختامًا، الأرقام التي جاءت في تقرير البنك الدولي مرعبة، ولكنها ليست نهاية المطاف. بل جرس إنذار.
ومن يتصرف بذكاء الآن، ويعيد ترتيب أولوياته، قد يخرج من هذه الازمة أقوى، ومن سيكمل بسياسات غير مرنة أو عشوائية، سيخسر أكثر، والاقتصاد العالمي يتغير، والمستقبل للمستعد وليس للمنتظر.

أخبار متعلقة

العالم بعد «خضة» الرسوم الجمركية، النمو العالمي يتراجع لأقل من 3%

12 يونيو 2025 12:37 م

صندوق النقد الدولي يتوقع استقرارًا مخيبًا للنمو العالمي عند 3.1% حتى 2028

24 مارس 2025 10:24 ص

البنك الدولي: الرسوم الجمركية الأمريكية يمكن أن تقلل من توقعات النمو العالمي

17 يناير 2025 05:52 م