14 تريليون غاز، هل تُعطل إسرائيل خطة تطوير حقل «بارس» الإيراني؟

الجمعة، 13 يونيو 2025 08:27 م

14 تريليون غاز، هل تُعطل إسرائيل خطة تطوير أكبر حقل في إيران؟

تزامنًا مع الحرب الإسرائيلية الإيرانية، يشهد حقل بارس الجنوبي الإيراني مراحل تطوير لحفر 35 بئرًا جديد لتعزيز الإنتاج من الحقل، وبعد الضربات الإسرائيلية اليوم الجمعة هل يتوقف تطوير الحقل؟، حيث ذكرت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط أن منشآت التكرير وتخزين النفط لم تتضرر في الهجمات.

من جانبه قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية لرويترز، إنها أغلقت حقلا ليفياثان وكاريش، وهما من أهم حقول الغاز في إسرائيل، وأن هناك اضطرابات في الإمدادات المنتظمة للغاز الطبيعي، ما أدى من بين عواقب أخرى، إلى تعليق مؤقت للصادرات.

مراحل تطوير حقل بارس الجنوبي الإيراني

وتشهد مراحل تطوير حقل بارس الجنوبي الإيراني، الذي يُعدّ أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، استعدادات لإضافة بئر جديدة من شأنها أن تُثري الإنتاج في هذا المشروع الضخم، الموصوف بأنه "كنز الغاز" الإيراني.

وتنتمي البئر الجديدة إلى مرحلتي التطوير 15 و16 من الحقل، الذي يُطوَّر بصورة إجمالية عبر 24 مرحلة، تضيف كل منها طاقة إنتاجية جديدة من خلال حفر آبار، أو توسيع البنية التحتية، وتطوير مرافق المعالجة، بما يعزز من قدرة إيران على استثمار احتياطياتها العملاقة، وتُقدر احتياطيات حقل بارس الجنوبي بنحو 14 تريليون متر مكعب من الغاز، ما يجعله من بين الأضخم عالميًا.

خطط استثمارية كبرى لتطوير الغاز

وفي أبريل 2025، طرحت شركة النفط الوطنية الإيرانية حزمًا استثمارية لتطوير 50 حقل غاز، بهدف رفع الإنتاج اليومي بمقدار 500 مليون متر مكعب، ما يُمثل دفعة كبيرة لقطاع الطاقة الإيراني.

وتتزامن هذه الخطوة مع إطلاق مشروع ضخم لحفر 35 بئرًا جديدة في حقل بارس الجنوبي، بهدف تعزيز الإنتاج من الحقل القائم فعليًا.

البئر الخامسة في قائمة الـ35 بئرًا المستهدفة

وبدأت إيران، في نهاية الشهر الماضي، عمليات حفر بئر جديدة ضمن المشروع، وهي البئر الخامسة في قائمة الـ35 بئرًا المستهدفة، لكن اللافت أن الشركات المطورة لا تلتزم بترتيب رقمي صارم، إذ تُعد هذه البئر الثانية ضمن الحزمة الثانية من خطة الحفر التعزيزي والتكميلي.

وتستهدف الخطة زيادة الإنتاج من المساحات البيئية بين الآبار القائمة، وتحقيق أقصى استفادة من طاقة الحقل الإنتاجية، خاصة عبر منصة "إس بي دي SPD15"، التي تشكل محورًا رئيسًا في عمليات التطوير الحالية.

وتتولى شركة بارس أويل أند غاز الإشراف على عمليات الحفر، في حين انضمت شركة بترو إيران للتطوير شريكًا استثماريًا في الحزمة الثانية من المشروع، وتُستخدم منصة الحفر "دي سي آي-2" في تنفيذ العملية، وسط توقّعات بانتهاء العمل على البئر الجديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفقًا لما أفادت به وكالة أنباء النفط الإيرانية "شانا".

وكانت البئر الأولى ضمن مشروع الـ35 بئرًا قد بدأت الإنتاج في نهاية العام الماضي، فيما تُواصل الشركات المطورة التخطيط لحفر 3 آبار إضافية على المنصات: (SPD1، SPD19A، EPD19B)، ومن المرتقب أن تبدأ هذه الآبار بالإنتاج خلال أسابيع قليلة.

حقل بارس الجنوبي

ويُعدّ حقل بارس الجنوبي حقلًا مشتركًا بين إيران وقطر، ويُشكّل دعامة أساسية لاقتصاد طهران، نظرًا لأهميته الإستراتيجية واحتياطياته الضخمة، وقد اكتُشف الجانب القطري من الحقل، والذي يُطلق عليه "حقل الشمال البحري"- عام 1971، في حين اكتشفت إيران الجزء الخاص بها في تسعينيات القرن الماضي، عبر شركة النفط الوطنية "نيوك".

وتُقدَّر احتياطيات الغاز في حقل بارس الجنوبي الإيراني بـ14 تريليون متر مكعب (أي نحو 1800 تريليون قدم مكعب)، ما يمثل ما يتراوح بين 40 إلى 50% من إجمالي احتياطيات الغاز الإيرانية، رغم أن إيران تملك فقط نحو ثلث مساحة الحقل المشترك بمساحة تقارب 3700 كيلومتر مربع.

ضربة إسرائيل لإيران تعطل الرحلات، نزيف حاد في أسهم شركات الطيران عالميًا

من تحت الجبل، مسؤول الطاقة الذرية يكشف توقيت إطلاق صاروخ إيران المدمر

إنتاج حقل بارس الجنوبي

ويُنتج حقل بارس الجنوبي حاليًا 1.5 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز، يُضخ جزء كبير منه لمحطات توليد الكهرباء والصناعات كثيفة الاستهلاك، بينما يُخصص جزء منه لأغراض التصدير الخارجي، في ظل استمرار إيران بمواجهة تحديات تتعلق بالبنية التحتية والتقنيات الحديثة.

مراحل التطوير حقل بارس الجنوبي

وينقسم مشروع تطوير بارس الجنوبي إلى 24 مرحلة: ركّزت المراحل من 1 إلى 4 على استخراج الغاز وتأسيس المرافق الرئيسة، أما المراحل من 5 إلى 12، فقد شهدت توسعات لرفع الطاقة الإنتاجية وتحسين العمليات التشغيلية، فيما تهدف المراحل المتبقية إلى تعزيز قدرة المعالجة، ووضع أسس لاستدامة الإنتاج على المدى الطويل.

Short Url

أخبار متعلقة