الجمعة، 13 يونيو 2025

03:56 م

التكنولوجيا تُعيد رسم خريطة «بيزنس الرياضة»، أبواب جديدة من المشاهدات والأرباح

الخميس، 12 يونيو 2025 03:49 م

التكنولوجيا في صناعة الرياضة

التكنولوجيا في صناعة الرياضة

تحليل/ ميرنا البكري

صناعة الرياضة لم تعد مجرد مباراة نشاهدها على التلفاز، حاليًا أصبحت الرياضة بيزنس عملاق يحرك مليارات، ويتغير بسرعة مرعبة بسبب التكنولوجيا. منذ اللحظة الأولى لطريقة عرضنا للمباراة، وصولًا إلى الرهانات الفورية التي تُجرى في نفس اللحظة، والمحتوى المُخصص وفقًا لاهتمامات كل مشاهد، كل هذه التغييرات ليست عشوائية، بل هي نتيجة لثورة رقمية قلبت الموازين تمامًا، وأعادت تشكيل طريقة تفاعلنا مع الرياضة من الأساس.

عام 2024، كانت الصناعة الرياضية على مستوى العالم تُقدرة بحوالي 400 مليار دولار، وتنمو بمعدل 6% سنويًا من 2019، وهذا رقم مهول. لكن السؤال الذي لابد أن نطرحه: كيف تؤثر التكنولوجيا على صناعة الرياضة.

 

من الشاشة الكبيرة إلى راحة اليد، كيف غير الهاتف طريقة مشاهدة المباريات؟

في الماضي كان الجمهور يشاهد المباراة على التلفاز، الآن معظم الشباب يشاهدوه من خلال الهاتف، ويفضلوا البث المباشر، وهو ما جعل الأندية والمعلنين يسعون خلف الجمهور أينما كان.

في أوليمبياد باريس 2024، وصل عدد المشاهدين 5 مليار شخص، مقارنة بـ3 مليار فقط في طوكيو 2020، والرياضات الجديدة مثل الإي-سبورتس والبادل والبيكل بول أصبحت ترند وجذبت جمهور ضخم.

يلغي المسافات ويحول المشاهد إلى مشارك في المباريات.. المد التكنولوجي يقتحم  الرياضة - بوابة الأهرام

التكنولوجيا تغير قواعد اللعبة، دخل رياضي من كل زاوية

فتحت التكنولوجيا بالفعل أبواب دخل جديدة أمام الأندية والاتحادات وحتى المستثمرين، والآن الإعلانات الرقمية أصبحت أذكى وموجهة حسب المكان الذي يتواجد به المشاهد، أي يظهر لكل فرد إعلان مختلف حسب بلده. وأيضًا المراهنات اللحظيةأصبحت بضغطة زر، وكل شيء، يحدث في لحظتها. والأندية أصبحت تنتج محتوى وتبيعه مباشر للجمهور  دون وسيط. حتى الأرضيات التي كانت خالية في التنس أو الفورمولا 1، أصبح يتم تأجير كإعلانات رقمية تتغير حسب البلد . وذلك عام 2024، عوائد الإعلانات والرعاية في البث والملاعب تخطت 60 مليار دولار.

 

اللاعبون النجوم تحولوا لـ  براندات عالمية

النجوم الكبار مثل ميسي ورونالدو أصبح لهما تأثير اقتصادي غير طبيعي: ميسي عندما ذهب إلى إنتر ميامي، عدد متابعين النادي على إنستجرام زاد من 1 لـ 6 مليون في فترة قليلة، وتذاكر أول ماتش له تم بيعها بأسعار زادت 1000%، ورونالدو أصبح لديه قناة يوتيوب يذيع بها مباريات بادل لايف (بث مباشر).


 ليس مجرد نجوم، بل أصحاب تأثير اقتصادي

الآن أصبح اللاعبون جزء من البيزنس وليس اللعبة. ووجودهم على السوشيال ميديا، وشعبيتهم، تجعل لهم قيمة تسويقية ضخمة، سواء في الإعلانات أو في صفقات الأندية، مما يجعل الاستثمار فيهم كأنه استثمار في علامة تجارية.

رأس المال الخاص، اللعبة في أيدي المستثمرين

الأماول الكبيرة دخلت اللعبة من باب واسع، فأصبح 39% من أندية الكرة الأوروبية الكبيرة مملوكة لصناديق استثمارية. وفي أمريكا، استثمارات القطاع الخاص في الفرق الرياضية تخطت 200 مليار دولار.

المستثمرون يعتبروا الرياضة سوق واعد، خاصةً مع التقدم في البيانات والتحليلات التي تجعل كل تفصيلة في الفريق والجمهور قابلة للتسويق وتحقيق ربح.

 

اقرأ أيضًا: 

سوق الرياضة يشهد نموًا متسارعًا بتجاوز 862 مليار دولار بحلول 2033

ماذا قالت «مايكروسوفت» عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضة؟

KSA - AI in Sports: Optimizing Performance and Engaging Fans
AI في الرياضة

الذكاء الاصطناعي، المدرب الجديد وتحليل لحظة بلحظة

الـGenAI والذكاء الاصطناعي أصبحوا جزء من اللعبة، فبدأو في تحليل أداء اللاعبين ويساعدوا في تحسين الاستراتيجيات. وينتجوا فيديوهات للمباراه بشكل آلي وفوري، ويخصصوا المحتوى للجمهور حسب اهتماماته وسلوكه.

مثال واضح، بطولة أستراليا للتنس في 2025 استخدمت GenAI للتعليق الصوتي بلغات مختلفة في نفس الوقت، لكي يسمع الجمهور المباراه بلغته.

الإعلانات الرقمية، كل جمهور يشوف إعلان غير الآخر

في الماضي، كانت الإعلانات تظهر بشكل موحد في جميع الملاعب وفي كل البلدان. أما الآن، وبفضل تكنولوجيا "الطبقات الإعلانية"، أصبح كل جمهور في كل بلد يشاهد إعلانًا مختلفًا يتناسب مع اهتماماته وبيئته.
فالمشاهد في فرنسا يرى إعلانات تختلف عن تلك التي يشاهدها في الصين أو أمريكا.
وهذا يجعل نفس المباراة تحتوي على عشرات النسخ المختلفة من الإعلانات بحسب الجمهور.
والنتيجة الطبيعية لهذا التغيير هي زيادة كبيرة في عوائد الإعلانات، لأن كل مشاهد يتعرض لإعلانات موجهة بشكل دقيق تلبي اهتماماته.

Short Url

search