«أبل» تخيب الآمال بشأن الذكاء الاصطناعي في مؤتمر المطورين WWDC

الأربعاء، 11 يونيو 2025 12:11 م

شركة ابل

دنيا عبدالرازق

فشلت شركة «أبل» في تلبية حتى أدنى التوقعات المتعلقة باستراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمرها السنوي للمطورين (WWDC)، ما عزز الانطباع بتأخرها عن منافسيها في ساحة تتطور بوتيرة متسارعة.

ورغم توقعات مسبقة بأن تعلن الشركة عن خطوات محدودة في الذكاء الاصطناعي، فإن ما تم الكشف عنه جاء أقل من المتوقع، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

إعلانات محدودة في مجال الذكاء الاصطناعي

وأبرز ما أعلنت عنه الشركة هو إتاحة الوصول إلى "النماذج الأساسية" الخاصة بها أمام المطورين، وهي خطوة قد تمهد الطريق لتطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي مدمجة بسلاسة ضمن منظومة «أبل». ومع ذلك، طغت التحديثات الروتينية لأنظمة التشغيل والتحسينات البصرية، مثل التصميم الجديد المسمى "الزجاج السائل" (Liquid Glass)، على مجمل العرض.

المحللون أعربوا عن خيبة أملهم من الحدث، حيث وصف ديفيد فوغت، المحلل في شركة «يو بي إس» (UBS)، المزايا المعلنة بأنها "تحديثات طفيفة"، مشيراً إلى أن العديد منها متاح بالفعل لدى تطبيقات منافسة.

تبع ذلك انخفاض إضافي في أسهم «أبل»، التي كانت قد تراجعت بالفعل بنسبة 19% منذ بداية العام، ما يعكس خيبة أمل المستثمرين أيضًا.

تحديثات روتينية تغلب على الطابع الابتكاري

ويبدو أن «أبل» تعتمد نهجا حذرا بعد تجربة العام الماضي، حين أثارت ضجة كبيرة بإعلانها عن منصة «Apple Intelligence» دون أن تتمكن من الوفاء بالوعود المصاحبة، خاصة فيما يتعلق بتحديث جذري للمساعد الصوتي «سيري» (Siri).

ووفق ما أعلنه كريغ فيدريغي، رئيس قسم هندسة البرمجيات في الشركة، سيتم الكشف عن المزيد من تفاصيل هذا التحديث خلال العام المقبل، ما يعني أن الإصدار الجديد من «سيري» قد لا يرى النور قبل نهاية 2026، أي بعد عامين كاملين من تحديث مساعد «جوجل» المعزز بالذكاء الاصطناعي.

ويعزو مراقبون هذا التأخر إلى طبيعة نموذج أعمال «أبل» القائم بشكل رئيسي على أجهزتها، والتي تمثل نحو 75% من إيراداتها السنوية، مقارنة بمنافسيها مثل «مايكروسوفت»، «غوغل»، و«أمازون» الذين يعتمدون على بنى تحتية سحابية قوية لتشغيل حلول الذكاء الاصطناعي.

هذا النموذج يفرض تحديات، إذ إن مزايا الذكاء الاصطناعي المعتمدة على الجهاز نفسه لم تثبت حتى الآن قدرتها على تحفيز مبيعات الأجهزة الجديدة. وتفتقر «أبل» أيضاً إلى بنية تحتية سحابية متطورة في هذا المجال، ما دفعها إلى التعاون مع شركة «OpenAI» العام الماضي، وسط توقعات بإبرام شراكات إضافية قريبًا، ربما مع منصة «Gemini» التابعة لـ«غوغل»، لتعزيز تنافسيتها.

غير أن هذا المسار قد لا يكون كافيًا لتقليص الفجوة، خاصة أن «أبل» لا تزال تنفق جزءًا يسيرًا فقط مقارنة بما تستثمره الشركات الأخرى في شرائح «إنفيديا» (Nvidia) والبنى التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

وفي ظل غياب ميزات قوية تدفع المستخدمين لتحديث أجهزتهم، يبقى الحافز لشراء العتاد الجديد ضعيفا، وكما أشار كريغ موفيت من شركة «MoffettNathanson»: "لن يحدث تحوّل في دورة التحديث ما لم تصبح الأجهزة الجديدة ضرورة لتشغيل هذه القدرات".

تأجيل تحديث «سيري» واستبعاد تقديم تحسينات نوعية

وبالتالي، ومع تأجيل تحديث «سيري» واستبعاد تقديم تحسينات نوعية في الذكاء الاصطناعي، ضمن هواتف آيفون القريبة، قد يضطر المستثمرون والمستهلكون إلى الانتظار حتى خريف 2026 لمعرفة ما إذا كانت «أبل» قادرة على مجاراة الركب في السباق التكنولوجي الأهم في هذا الجيل.

في المقابل، قد لا تكفي التحسينات البصرية مثل "الزجاج السائل" وحدها لإرضاء تطلعات السوق المتزايدة تجاه تطورات الذكاء الاصطناعي.