حقل زاكوم الإماراتي، جوهرة أدنوك البحرية باحتياطات 67 مليار برميل نفط

في أعماق الخليج العربي، وعلى بُعد نحو 84 كيلومترًا شمال غرب جزر أبوظبي، يمتد أحد أبرز معالم القوة النفطية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حقل زاكوم البحري، والذي يعد اليوم أحد الأركان الحيوية في استراتيجية الدولة للطاقة، ورافعة أساسية في دعم اقتصادها ومكانتها ضمن كبار المنتجين العالميين، خاصة داخل تحالف "أوبك بلس".

لا يعد حقل زاكوم البحري فقط من أكبر الحقول البحرية في العالم، بل هو أيضًا أحد الأصول السيادية التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق تطلعاتها المستقبلية في مجال الطاقة، مع دعم ثابت من شركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك"، والتي تتولى عبر ذراعها التشغيلية "أدنوك البحرية" إدارة هذا المشروع العملاق بالشراكة مع عدد من كبار اللاعبين الدوليين في قطاع النفط والغاز.

حقل زاكوم العلوي وطاقته الإنتاجية

كما أن الحقل يتكون من قسمين رئيسيين يشكلان منظومة متكاملة لإنتاج النفط الخام: زاكوم العلوي، وهو الجزء الشمالي من الحقل، ويمتد على مساحة تقارب 1200 كيلومتر مربع، ما يجعله ثاني أكبر حقل نفطي بحري على مستوى العالم، وتصل طاقته الإنتاجية الحالية إلى نحو 900 ألف برميل يوميًا، في حين تخطط الإمارات لرفع هذا الرقم إلى مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، مدعومة بتقنيات متقدمة أبرزها الجزر الصناعية والحفر الأفقي الممتد.

حقل زاكوم السفلي وطاقته الإنتاجية

بينما “زاكوم السفلي” يمثل الامتداد الجنوبي للحقل، وقد اكتُشف في عام 1963، وبدأ الإنتاج الفعلي منه في عام 1967، وينتج حاليًا نحو 450 ألف برميل يوميًا، وسط خطط لتطويره ورفع إنتاجه إلى 700 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2027، كما يسهم الحقل في إنتاج الغاز الطبيعي، حيث يُتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية إلى 700 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا قبل نهاية العام الجاري.

احتياطيات حقل زاكوم الإماراتي

كما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن احتياطيات حقل زاكوم البحري تتجاوز 67 مليار برميل من النفط الخام، موزعة بين 50 مليار برميل في زاكوم العلوي و17.2 مليار برميل في زاكوم السفلي، ما يجعله من أكبر الحقول البحرية من حيث الاحتياطي، وتسعى شركة أدنوك لرفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية للحقل من 1.35 مليون برميل يوميًا إلى 1.7 مليون برميل يوميًا قبل عام 2027، في إطار خطط طويلة الأمد لضمان الاستدامة وتلبية الطلب العالمي المتزايد.

تاريخ اكتشاف حقل زاكوم والشركات المالكة

وبالرغم من أن الحقل اكتُشف مبكرًا في عام 1963، فإن انطلاقته الإنتاجية الفعلية تأخرت حتى عام 1982، عقب توقيع شراكات استراتيجية بين أدنوك وشركات عالمية مثل إكسون موبيل وإنبكس اليابانية، ومنذ ذلك الحين، دخل الحقل مراحل متواصلة من التوسعة والتحديث، كان أبرزها في عام 2019 عندما أطلقت أدنوك أولى مراحل خطة لزيادة طاقة زاكوم العلوي إلى 1.2 مليون برميل يوميًا، عبر سلسلة من المشاريع الهندسية المتقدمة.

اقرأ أيضا…

رئيس أدنوك: الإمارات وأمريكا تستثمران 440 مليار دولار في قطاع الطاقة حتى 2035

الإمارات تدخل أسواق أوروبا بصفقة الـ16.6 مليار دولار

"الخليج يبني مستقبله"، رقعة شطرنج أدنوك وأرامكو تتوسع بإفريقيا

وتعكس ملكية الحقلين مزيجًا من التعاون الدولي والاستثمار المحلي، حيث إن زاكوم العلوي، تمتلك أدنوك نسبة 60%، تليها إكسون موبيل بنسبة 28%، وإنبكس اليابانية بنسبة 12%، بينما زاكوم السفلي، فتبلغ حصة أدنوك أيضًا 60%، في حين تتوزع النسب المتبقية بين ONGC الهندية وCNPC الصينية وإنبكس.