حقائب اليد الصغيرة، صناعة جديدة في ظل رسوم الطيران المتصاعدة

الإثنين، 09 يونيو 2025 02:14 م

الرسوم الإضافية على الحقائب

تحليل/ ميرنا البكري

إن كنت تظن أن دفع ثمن تذكرة الطيران يعني أنك أنهيت كل شيء، ففكر مرة أخرى، فالآن حتى الحقيبة التي تجمل فيها الملابس أصبحت “بيزنس بمفردها”، والرسوم الإضافية أصبحت تريند عالمي، وشركات الطيران تجني منها مليارات، والأفراد يحاولون تفادى الرسوم، وشراء حقائب صغيرة، سنوضح الصورة كاملة في هذا التحليل.

أنواع شنط السفر المسموح إدخالها إلى الطيارة | مجلة سيدتي

الرسوم الخفية، كيف تحولت شركات الطيران إلى مراكز أرباح من كل خدمة إضافية؟

في 2024، جمعت شركات الطيران الأمريكية 7.27 مليار دولار من رسوم تسجيل الأمتعة أي بدون تذاكر، وبدون خدمات إضافية، وليس الحقائب فقط، حيث كان الرقم 5.76 مليار فقط عام 2019، ويزداد كل عام.

وهذه ليست حالة فردية، بل تريند عالمي، فأصبحت هذه الرسوم مصدر تمويل ضخم لشركات الطيران بعدما اتجهوا لموديل الطيران الاقتصادي الذي يقلل من سعر التذكرة و"يعوض" الفرق برسوم إضافية على كل شيء.

خدعة التذاكر الرخيصة، كيف غيّرت الرسوم الإضافية سلوك المسافرين؟

أصبح الناس يتحدثون بصوتٍ عالٍ الآن. مواطنون مثل "لورين ألكسندر" يرون أن الموضوع أصبح "خدعة" صريحة. تدفع في التذكرة سعر معقول، ثم تتفاجئ بـ200 دولار زيادة لكي تشحن حقيبة.

الكثير من الناس باتوا يسافرون الآن بحقيبة ظهر صغيرة فقط، لتجنب دفع الرسوم الإضافية، مما جعل الطلب على حقائب اليد الصغيرة يرتفع بشكل جنوني، ومبيعاتها أصبحت مرتفعة.

حينما تصبح الأزمة فرصة، الشركات الرابحة

شركة مثل Antler البريطانية تقوم ببيع حقائب يد مناسبة لمقاسات الطيران، أعلنت إنها باعت بشكل غير طبيعي شنط جديدة أطلقتها في أبريل. السوق نفسه يتغير، والسفر بحقيبة يد واحدة أصبح ثقافة واستثمار.

الموضوع وصل أيضًا لـ منصة تيك توك، فهناك صانعة محتوى تُعرف بـ "تشيلسي ديكنسون"، صانعة محتوى، حققت شهرة واسعة من خلال فيديوهات تشرح فيها كيفية توضيب حقيبة صغيرة بطريقة ذكية تتوافق مع معايير شركات الطيران. هذا النوع من المحتوى جذب إليها ملايين المتابعين.

السماء لم تعد مجانية، الرسوم الإضافية تغيّر وجه السفر

من المتوقع أن تصل الرسوم الإضافية لشركات الطيران لـ 145 مليار دولار عام 2025، هذا يعادل حوالي 14% من إجمالي إيرادات قطاع الطيران العالمي. وهذه الرسوم ليس حقائب فقط، بل: هناك رسوم على اختيار المقاعد، الواي فاي، دخول صالات الانتظار، الترقية لدرجة رجال الأعمال، الطعام والشراب، أي أصبحت تجربة الطيران مقسمة لباكدجات، وكل شيء إضافي يتم الدفع عليه.

أوروبا غاضبة، والقوانين تتدخل

في أوروبا، منظمات حماية المستهلك بدأت تتحرك، ومنظمة BEUC قدمت شكوى للمفوضية الأوروبية، وقالت إن القانون الأوروبي في 2014 نص بوضوح إن “الحقائب اليدوية التي تتوافق مع الأبعاد والوزن من المفترض أن لا يفرض عليها رسوم”.

لكن شركات الطيران مثل Ryanair وEasyjet وغيرهم أصبحوا يفرضوا رسوم على الحقيبة التي تُوضع فوق الكرسي، وقالوا إذا أردت إضافتها، فعليك الدفع، وإن لم يعجبك الأمر، فلتسافر بدونها.

في الطائرة، ماذا يحدث إذا لم تضع هاتفك على وضع الطيران؟

الطيران في خطر، هل تواجه شركات الطيران العالمية انهيارًا غير مسبوق في صيف 2025

تمييز حقائب السفر خلال رحلتك بأفكار مختلفة | مجلة الجوهرة — **حقائب يد**

نموذج إنديجو الهندي، الكفاءة بدلاً من الرسوم الإضافية

أخذت شركة "إنديجو" الهندية خط مختلف. رئيس الشركة قال إنهم لا يفرضوا رسوم على الحقائب المسجلة. فلسفتهم في تقليل الازدحام على البوابات، وإعادة الطائرات خلال 35 دقيقة فقط.

يثبت هذا الموديل بالفعل إن هناك حلول أخرى غير استغلال الركاب، لكن الفرق إنك تعمل بكفاءة بدلًا ما تعوض خسائرك من الحقائب.

التوقعات الاقتصادية

1. زيادة الأرباح من الرسوم: الشركات ستكمل في هذا الاتجاه لطالما الأرباح مستمرة، ومتوقع أن تصل رسوم الأمتعة والملحقات لأكثر من 150 مليار دولار في 2026.

2. نمو سوق حقائب اليد: الشركات المصنعة للشنط الصغيرة ستكسب أكثر،مما قد ممكن يخلق نوع من "صناعة جانبية" موازية لصناعة السفر.

3. ضغوط تنظيمية أوروبية: الاتحاد الأوروبي قد يبدأ بفرض قوانين تحظر رسوم معينة، أو على الأقل يحجمها.

4. تحول في سلوك المستهلك: أصبح لدى المسافرين وعي، وسيكون هناك مقاومة أكثر لهذه الرسوم، مما قد يجعل الشركات تراجع بعض السياسات إذا حدث ضغط كافي.

اقرأ أيضًا:

لو رحلتك اتلغت، ماهي حقوقك من شركات الطيران؟

ختامًا، صناعة الطيران تتغير وأصبحت ليس بيع تذاكر، لكن بيع كل تفصيلة داخل الرحلة. وأصبحت الرسوم الإضافية مورد دخل ضخم، ولكنها تحولت لنقطة غضب للمستهلكين. وبين شد وجذب، واضح إننا سندخل على مرحلة جديدة من التوتر بين شركات الطيران والعملاء، وبين الحكومات ومقدمي الخدمة. فهل سنرى نموذج "إنديجو" ينتشر؟ أم تظل الحقيبة "أغلى من التذكرة"؟ سيتضح ذلك في الفترة المقبلة.

Short Url

أخبار متعلقة