الخط الثاني من «القطار الكهربائي السريع» شريان جديد في جسد مصر (صور)

الأحد، 08 يونيو 2025 01:45 م

الخط الثاني من القطار الكهربائى السريع

تشهد مصر في الوقت الراهن، واحدة من أعظم ملاحم البناء والتنمية، متمثلة في مشروع شبكة القطار الكهربائي السريع ، والذي يجري تنفيذه بوتيرة غير مسبوقة، وما يظهر في الصور من مشاهد مبهرة للخط الثاني من هذه الشبكة (أكتوبر/أسوان/أبو سمبل) بطول 1,100 كيلومتر، ليس مجرد مشروع نقل عادي، بل هو ثمرة مجهود ضخمة يُنفذه آلاف من المصريين، ويوفر آلافًا من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، في ملحمة وطنية عنوانها "بناء المستقبل".

شبكة تغطي الجمهورية وتمتد شرايينها عبر كل محاور التنمية

وتمثل شبكة القطار الكهربائي السريع، حجر الزاوية في خطة الدولة لتغطية أنحاء الجمهورية بشرايين تنمية حديثة، حيث تعمل هذه الشبكة، على خدمة المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والقائمة، وتشمل على سبيل المثال المناطق الصناعية في:- (حلوان، و15 مايو، وبرج العرب، والسادس من أكتوبر، والمنيا الجديدة، وأسيوط الجديدة)، وغيرها من المناطق الصناعية المنتشرة، بطول البلاد وعرضها.

دعم كامل للمناطق السياحية في مصر

وتقدم هذه الشبكة أيضًا، دعمًا غير مسبوق للمناطق السياحية بمختلف أنماطها:- (الثقافية، والتاريخية، والدينية، والشاطئية)، حيث تخدم مواقع سياحية بارزة مثل:- (الجيزة، وسوهاج، والأقصر، وأسوان، وأبو سمبل، والبحر الأحمر)، إلى جانب مناطق سياحية أخرى في أنحاء متفرقة من مصر، ما يسهم في تعزيز حركة السياحة، ويزيد من تنوع البرامج السياحية، داخل الرحلة الواحدة.

دعم استراتيجي للمشروعات الزراعية الجديدة

ولا يتوقف دور القطار الكهربائي السريع عند النقل فقط، بل يمتد ليشمل دعم مناطق الزراعة الحديثة في مصر، حيث تخدم الشبكة مناطق حيوية مثل:- (الدلتا الجديدة، مستقبل مصر، جنة مصر، غرب المنيا، توشكى، وشرق العوينات)، بما يربطها بمناطق الاستهلاك وموانئ التصدير، ما يعزز من كفاءة منظومة الإنتاج الزراعي ويزيد من العائد الاقتصادي للبلاد.

قطار المشاعر بالمملكة ينقل أكثر من مليون راكب منذ بدء تشغيله لحج 1446هـ

اكتشاف مدينة أثرية تعود للدولة الوسطى في الكرنك بمحافظة الأقصر (صور)

محاور لوجستية وتكامل بين الشمال والجنوب

ويمثل المشروع، خطوة استراتيجية في خلق محاور لوجستية جديدة، تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، وبين شمال وجنوب البلاد، وتربط كذلك المناطق الصناعية (مناطق الإنتاج) بالموانئ البحرية (مراكز التصدير).

كما يسهم في ربط مناطق التنمية الزراعية الحديثة مثل:- (الدلتا الجديدة – غرب المنيا – توشكى – مستقبل مصر) وغيرها بمراكز الاستهلاك وموانئ التصدير، ما يعزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق المحلية والعالمية.

تنوع سياحي وربط ذكي بين الوجهات المختلفة

وتتكامل الشبكة أيضًا مع جهود تنشيط السياحة، من خلال الربط بين المناطق السياحية المتنوعة، مثل:- (سياحة الغوص والشواطئ على سواحل البحر الأحمر، والسياحة الثقافية في منطقة أهرامات الجيزة)، بما يسمح بخلق برامج سياحية متنوعة داخل الرحلة الواحدة، ويزيد من جاذبية مصر، كوجهة سياحية عالمية.

نقل متعدد الوسائط وتحقيق الاستدامة البيئية

وتعمل الشبكة على تحقيق مفهوم النقل متعدد الوسائط من خلال الربط بين المطارات، والموانئ البحرية، والموانئ الجافة، والمراكز اللوجستية، والطرق البرية، ما يسهم في تحسين كفاءة النقل وتقليل التكاليف اللوجستية. كما تدعم الشبكة أهداف التنمية العمرانية المستدامة، من خلال خلق محاور تنمية جديدة، وتقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية، ما يساهم في الحد من التلوث البيئي، وتحقيق بيئة أنظف وأكثر صحة.

فرص عمل ودفع عجلة الاقتصاد

ومن الجوانب المهمة في هذا المشروع العملاق، أن شبكة القطار الكهربائي السريع بكل خطوطها الثلاثة، توفر آلافًا من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ما يمثل دفعة قوية لعجلة الاقتصاد الوطني ويعزز من جهود الدولة، في خلق فرص العمل، وتحقيق العدالة المكانية في التنمية.

القطار الكهربائي السريع خطوة نحو مستقبل يليق بمصر

إن ما يتحقق على أرض مصر الآن، من خلال مشروع شبكة القطار الكهربائي السريع، هو تجسيد حي لرؤية وطنية طموحة، تُبنى بسواعد المصريين، وتسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.

فالمشروع لا يقتصر على نقل الركاب أو البضائع، بل هو وسيلة لربط الإنسان بالمكان، والإنتاج بالأسواق، والحاضر بالمستقبل، في ملحمة وطنية تستحق أن تُسجل في تاريخ التنمية الحديثة لمصر.