ميزات «فارغة»، تقنيات تدفع ثمنها في الهاتف المحمول دون فائدة حقيقية

الجمعة، 06 يونيو 2025 01:53 م

أكاذيب الهواتف الذكية

مصعب فرج

في كل عام، تطلق الشركات الكبرى في صناعة الهواتف الذكية عددًا من المميزات الثورية التي تهدف إلى جذب الانتباه وإثارة حماسة الجمهور.

ولكن، على الرغم من الوعود الكبيرة حول بعض هذه الابتكارات، إلا أن بعضها لا يضيف فائدة حقيقية للمستخدمين.

في هذا التقرير، يستعرض موقع “إيجي إن” أبرز 5 ميزات تمثل مجرد "صخب إعلامي" في سوق الهواتف الذكية، والتي لا تحقق تجربة مستخدم أفضل كما يروج لها.

كاميرات 100 ميجابكسل.. هل تحتاج حقًا إلى ذلك؟

من أكثر الميزات التي تروج لها الشركات الكبرى في هواتفها هي الكاميرات عالية الدقة، خاصةً تلك التي تتجاوز 100 ميجابكسل.

لكن الحقيقة هي أن زيادة دقة الكاميرا لا تعني بالضرورة تحسين جودة الصور.

إلى جانب الدقة، تلعب العديد من العوامل الأخرى مثل المستشعرات، العدسات، البرمجيات، والمعالجة التلقائية دورًا أكبر في تحديد جودة الصور.

وعلى سبيل المثال، تقدم كاميرا Samsung Galaxy S23 Ultra بدقة 200 ميجابكسل صورًا قد تكون باهتة أو مشوشة عند التكبير الرقمي، مما يجعل هذه الميزة أكثر "تسويقية" منها عملية.

ولذلك، يمكن القول إن مستشعرات 50 ميجابكسل مع تقنيات الزووم البصري تقدم نتائج أفضل بكثير من دقة 200 ميجابكسل دون تحسينات إضافية.

الذكاء الاصطناعي التوليدي، هل هو الحل لكل شيء؟

لا شك أن الذكاء الاصطناعي قد أحدث ثورة في العديد من التقنيات الحديثة في الهواتف الذكية، إلا أن تطبيقاته الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، غالبًا ما تكون غير مفيدة في الحياة اليومية.

تطبيقات مثل AI Interpreter التي توفر الترجمة الفورية باستخدام الذكاء الاصطناعي قد تكون مليئة بالأخطاء، كما أن معظم هذه الخدمات تعتمد على تخزين البيانات ومعالجتها عبر السحابة، مما يثير قضايا بشأن الخصوصية.

أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يزال في مرحلة التطوير، ولا يزال بعيدًا عن أن يكون حلاً فعّالًا ومفيدًا للمستخدمين في حياتهم اليومية.

ذاكرة RAM فوق 12 جيجابايت، هل هي ضرورية للمستخدم العادي؟

يعد حجم الذاكرة العشوائية (RAM) أحد العوامل التي يتباهى بها معظم شركات الهواتف، حيث نجد هواتف مزودة بـ 16 جيجابايت أو أكثر من الذاكرة العشوائية.

لكن هل يحتاج المستخدم العادي حقًا إلى هذا الحجم الكبير من الذاكرة؟

الحقيقة أن معظم المستخدمين لا يحتاجون إلى أكثر من 8 أو 12 جيجابايت من الذاكرة لتشغيل التطبيقات الثقيلة أو الألعاب.

إضافة إلى ذلك، تسعى بعض الشركات إلى إضافة "ذاكرة افتراضية" إلى ذاكرة الهاتف، ما يعطي انطباعًا خاطئًا بوجود سعة أكبر من الذاكرة الفعلية.

لذا، يمكن القول إن هذه الميزة تعد أكثر نوعًا من التسويق بدلاً من كونها تحسنًا فعليًا في أداء الهاتف.

«فيديو 8K»، أداة تستهلك المساحة ولا تستخدمها غالبية الناس

في عالم الفيديوهات، يعتبر التصوير بدقة 8K بمثابة حلم بعيد المنال، لكن هل هو ضروري للمستخدمين العاديين؟

على الرغم من أن الشركات تروج لهذه الميزة، إلا أن التصوير بدقة 8K محدود في كثير من الأحيان إلى 30 إطارًا في الثانية، مما يجعل التجربة أقل سلاسة.

بالإضافة إلى أن الفيديوهات بدقة 8K تستهلك مساحة ضخمة بسرعة، وهو أمر غير عملي للمستخدم العادي الذي غالبًا ما يفضل دقة 4K أو أقل لتسجيل مقاطع الفيديو اليومية.

لذا، إن دقة 8K قد تكون مبالغًا فيها، ولا تقدم فائدة عملية للمستخدم في معظم الحالات.

«شاشات 4K»، تحسين غير ملحوظ ولا فائدة حقيقية

في السنوات الأخيرة، بدأنا نرى هواتف مزودة بشاشات بدقة 4K، وهو أمر مثير للإعجاب من الناحية التقنية.

ومع ذلك، فإن الفرق بين دقة 4K ودقة 1440p يكاد يكون غير ملحوظ على الشاشات الصغيرة التي تتراوح بين 6 إلى 7 بوصات.

وبجانب ذلك، فإن الشاشات ذات دقة 4K تستنزف البطارية بشكل كبير، مما يقلل من عمر استخدام الهاتف.

لذا، يمكن القول إن دقة 4K على الهواتف لا تقدم فائدة حقيقية للمستخدمين، بل إنها تزيد من استهلاك الطاقة دون تحسن كبير في تجربة المشاهدة.

ليس كل ابتكار مفيدًا للمستخدم

بينما تسعى الشركات إلى تقديم تقنيات جديدة ومبهرة في هواتفها الذكية، فإنه من الواضح أن بعض هذه الميزات ليست مفيدة في حياتنا اليومية.

في نهاية المطاف، يبقى أن المستخدمين يبحثون عن الهواتف التي تقدم مزيجًا من الأداء الجيد، عمر البطارية الطويل، والميزات التي تكون فعلاً ذات قيمة حقيقية في الاستخدام اليومي، وليس مجرد أرقام ضخمة أو تقنيات متقدمة لكنها غير عملية.

Short Url

أخبار متعلقة