من الشغف إلى الثروة، مشروع مياه سوري يحقق نجاحاً عالمياً بملايين الدولارات

في قصة نجاح ملهمة تعكس روح المبادرة والطموح، استطاع فارس قصيباتي، ابن لاثنين من المهاجرين السوريين، أن يحوّل شغفه بالسباحة إلى مشروع تجاري عالمي يُدر عليه مئات الآلاف من الدولارات سنويًا. 

نشأ الشاب البالغ من العمر 33 عامًا  في ديترويت الأمريكية، على ضفاف بحيرة ميشيجان، حيث بدأت رحلته مع الماء في سن الخامسة، بدعم من والدَيه اللذين لم يكونا يعرفان السباحة، لكنهما آمنَا بأهمية تعلّمها.

فكرة بسيطة تتحول إلى تطبيق عالمي

في عام 2014، طلبت إحدى المتدربات من فارس خطة تدريب تناسب السباحة في مسابح الفنادق خلال رحلاتها، لتولد في تلك اللحظة فكرة تطبيق MySwimPro، الذي أطلقه في العام التالي، وفقًا لما ذكرته شبكة CNBC.

وبدأ التطبيق كأداة تدريب رقمية مخصصة للسباحين، لكنه سرعان ما جذب آلاف المستخدمين، وحقق شهرة واسعة، توّجت بفوزه بجائزة "تطبيق العام" من "أبل" على فئة Apple Watch عام 2016.

تحديات الجائحة والنجاح المستمر

وتوقف النشاط الرياضي حول العالم خلال جائحة كورونا، وأُغلقت المسابح، ما تسبب في تراجع اشتراكات التطبيق بنسبة 30%، لكنه لم يستسلم. 

وفقًا لـ CNBC، قام فارس بتوسيع نطاق خدمات التطبيق، مضيفًا تدريبات منزلية وبث تمارين مباشرة، يمكن ممارستها دون ماء، ومكن هذا التكيّف السريع  "MySwimPro" من العودة بقوة وتحقيق نمو أكبر من مستويات ما قبل الجائحة.

أرباح سنوية واستثمار ذكي

ويتوقع قصيباتي أن يبلغ دخله في عام 2025 نحو 400 ألف دولار، تتوزع بين راتب وأرباح وصفقات تجارية. لكنه لا يعيش حياة مترفة، بل يتبع أسلوب حياة متوازن، يركز فيه على الادخار والاستثمار.

فقد اشترى شقة في دبي بقيمة 354 ألف دولار، ما خفّض نفقاته السكنية من 4,000 إلى 1,750 دولار شهريًا على AIRBNB. كما يخصص قرابة 15 ألف دولار شهريًا للاستثمار في الأسهم والصناديق المالية.

بين ديترويت ودبي.. وحلم لا يتوقف

ويقسم فارس وقته بين ديترويت، حيث يعيش والداه، ودبي، المدينة التي ألهمته بتنوعها وابتكاراتها. ورغم امتلاكه أكثر من نصف أسهم شركته واستثماره مليون دولار فيها، إلا أنه يؤكد أنه لا يزال في بداية الطريق.

وأضاف أن طالما أنه أحدث أثراً وأساعد الناس على السباحة مدى الحياة، فأنه في المكان الصحيح.

ريادة الأعمال والتحدي الأكبر

وأوضح الشاب السوري، إن العمل لحسابه الخاص منحه الحرية، مشيرًا إلى أن التركيز هو التحدي الأكبر في ريادة الأعمال، مضيفًا أن لديه الكثير من الأفكار، وهذا يجعل الحفاظ على التركيز أمراً صعباً، مؤكدا إن كنت من يريد تحقيق التقدم، عليه التركيز على شيء واحد.

كما أكد أن سر النجاح يكمن في الالتزام بالمشروع الأساسي وتطويره باستمرار، وهو نهج يتماشى مع نصائح كبار المستثمرين مثل وارن بافيت، الذي يؤكد على أهمية التركيز على الشغف والمهارات بدلاً من التشتت في هوايات جانبية.

إنتاج معرفي وتحفيز للآخرين

إلى جانب إدارة شركته، يخصص قصيباتي وقتًا للمشاريع الإبداعية. فقد ألّف عددًا من الكتب، ويُدير قناته الشخصية على يوتيوب، بالإضافة إلى قناة "MySwimPro"، ما يوفر له منفذًا إبداعيًا لا يتطلب نفس الجهد الذي تستلزمه إدارة مشروع تجاري جديد.

كما يتلقى بانتظام استفسارات من رواد أعمال ناشئين يبحثون عن التوجيه. لكنه يشدد على ضرورة اتخاذ الخطوة الأولى دون تردد، قائلاً: "إذا كانت لديك فكرة، فابدأ بتنفيذها. تحدث إلى العملاء، اختبر فكرتك، واجعلها حقيقية. لا تنتظر الكمال، فالبداية هي الأصعب".