الخميس، 05 يونيو 2025

04:15 م

خرائط التأثير، كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل أدوات التسويق الإلكتروني؟

الثلاثاء، 03 يونيو 2025 10:06 م

سلوك المستهلك

سلوك المستهلك

في عالم يزداد فيه تعقيد سلوك المستهلك، ويتحول التسويق إلى سباق دائم مع الزمن والسياق، برز مفهوم جديد يعيد صياغة العلاقة بين العلامات التجارية وجمهورها، وهو ما يعرف بخرائط التأثير (Influence Maps)، والذي كشفت عنه مؤخرًا مجموعة بوسطن الاستشارية.

سلوك المستهلك

هذه الخرائط ليست مجرد تصور بصري، بل تمثل أداة تحليلية عميقة تتيح للمسوقين تتبع المسارات التي يسلكها العملاء، من لحظة التعرف على المنتج وحتى اتخاذ قرار الشراء، مع التركيز على سلوكياتهم المتغيرة باستمرار، سواء عبر الإنترنت أو خارجه.

 

من البث إلى الشراء.. رحلة المستهلك في عصر الـ 4S

تحول سلوك المستهلك اليوم إلى نمط ديناميكي سريع يتنقل بين أربع حالات رئيسية أطلقت عليها بوسطن كونسلتينج اسم سلوكيات 4S، والتي عبارة عن البث (Stream)، التمرير (Scroll)، البحث (Search)، والتسوق (Shop).

فمثلًا، قد يشاهد العميل إعلانًا على يوتيوب، ثم ينتقل إلى تمرير منشورات العلامة التجارية على إنستجرام، قبل أن يبحث عن تقييم المنتج في جوجل، وينتهي به المطاف بالشراء من المتجر الفعلي، وكل نقطة من هذه الرحلة تمثل فرصة للتأثير، والتفاعل، وتحقيق الولاء.

اقرأ أيضًا:

السعوديون يتحولون إلى الشاشة، اقتصادٌ رقميٌ يُعيد رسم يوميات المواطن

التسوق في رمضان، ارتفاع الإنفاق وتغيرات رقمية تعيد رسم المشهد التجاري في السعودية

الذكاء الاصطناعي وقود خرائط التأثير

ما كان لهذه الخرائط أن تكون ذات قيمة حقيقية لولا التطورات في الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح أداة فعالة لتحليل سلوك المستهلك، واستخلاص الأنماط، وتخصيص الرسائل التسويقية.

فالمسوق الذكي لا يرسل نفس الرسالة للجميع، بل يصمم محتوى يناسب كل عميل، في كل مرحلة من رحلته، عبر القناة التي يفضلها.

فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تكييف إعلان فيديو تلقائيًا ليتناسب مع مستخدم يمرر بسرعة في يوتيوب شورتس، أو آخر يشاهد بثًا حيًا، أو ثالث يبحث بتركيز عن منتج معين.

تحليل التسويق

 

التحول من الحملات إلى التجارب

ما تشير إليه خرائط التأثير هو ضرورة أن تنتقل الشركات من التفكير بالحملات الإعلانية التقليدية إلى تصميم تجارب متكاملة تبدأ من أول نقرة وتنتهي بتكرار الشراء. 

ولتحقيق ذلك، يجب دمج البيانات، والتحليلات، والأدوات التكنولوجية في بنية استراتيجية التسويق، مع التفكير دومًا من منظور العميل، لا من منظور القناة.

 

اقرأ أيضًا:

كيف يغيّر سلوك المستهلك قواعد الاقتصاد؟، نظرة جديدة على تأثير العادات

ضعف التسويق والخدمات يهددان مكانة «رينو» في السوق المصرية

الربح في التفاصيل من أين يبدأ التغيير؟

الخطوة الأولى تبدأ بفهم شامل لكيفية وصول العملاء إليك، ماذا يفعلون عند تفاعلهم مع علامتك، وما الذي يدفعهم للمشاركة، أو الشراء، أو الانسحاب، ومن هناك، يمكن إعادة تصميم المسارات، وضبط الرسائل، وتحسين التوقيت والمحتوى.

وفي بيئة تتسم بالتنافسية الشرسة، فإن مجرد ثانية إضافية من انتباه العميل قد تعني الفرق بين علامة تجارية راسخة، وأخرى تُنسى وسط ضجيج المحتوى.

سلوك المستهلك

مستقبل التسويق ليس في الإعلان فقط، بل في التأثير

في اقتصاد البيانات، أصبح التأثير هو العملة الأقوى، وخرائط التأثير ليست مجرد أداة جديدة، بل رؤية مختلفة لكيفية التفكير في سلوك المستهلك، حيث لا توجد رحلة واحدة ثابتة، بل شبكة من المسارات التي تحتاج إلى فهم، وإبداع، وتكنولوجيا.

إن كنت مسوقًا اليوم، فالسؤال لم يعد كيف أصل إلى العميل؟، بل كيف أرافقه في رحلته، وأؤثر عليه في اللحظة المناسبة، بالرسالة المناسبة؟

Short Url

search