بين الأبحاث والأرباح، هل تتجاوز مبيعات أسترازينيكا حاجز الـ5 مليارات دولار؟

الثلاثاء، 03 يونيو 2025 09:37 ص

علاج سرطان الثدي - صورة تعبيرية

في وقت تتسابق فيه شركات الأدوية العالمية لتقديم حلول مبتكرة في علاج السرطان، كشفت شركة "أسترازينيكا" البريطانية عن نتائج واعدة لعقارها التجريبي "كاميزسترانت" في علاج سرطان الثدي، مما قد يمثل تحولًا كبيرًا في النهج العلاجي لهذا المرض المزمن، ويمنح الشركة دفعة قوية على الصعيد التجاري في سوق الأدوية السرطانية العالمي.

نتائج سريرية تبشّر بعلاج أكثر فاعلية

وأظهر العقار الجديد، الذي عُرضت بياناته في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO) في شيكاغو، فعالية واضحة في تأخير تطور المرض، حيث بلغ متوسط فترة الاستقرار 16 شهرًا مقارنة بـ9.2 أشهر لدى من تلقوا العلاج القياسي، وفقًا لتقرير نشرته "بلومبرج".

ويعتمد العلاج على منع ارتباط هرمون الإستروجين بالخلايا السرطانية، ما يقلل من نموها وانتشارها، ويعتبر موجهاً لفئة محددة من المرضى يعانون من طفرات جينية معينة تؤثر على فعالية العلاجات التقليدية.

اختبارات جينية توجه قرارات العلاج

من أبرز ملامح الدراسة أن الباحثين استخدموا اختبار دم للكشف المبكر عن طفرة جينية تضعف فاعلية العلاجات الهرمونية المعروفة، ويعتقد أن هذه الطفرة تظهر لدى نحو ثلث المرضى أثناء مراحل العلاج الأولى.

وعند رصد هذه الطفرة، يتم تحويل المريض لاستخدام "كاميزسترانت"، وهو ما ساهم في تقليل خطر تقدم المرض بنسبة تصل إلى 56%، مع الحفاظ على جودة الحياة، بحسب تصريحات سوزان جالبرايث، نائبة الرئيس التنفيذي لأبحاث وتطوير الأورام في "أسترازينيكا".

توقعات المبيعات بين الطموح والحذر

وتقدر "أسترازينيكا" أن تصل مبيعات العقار إلى أكثر من 5 مليارات دولار سنويًا، في حال اعتماده، بفضل تفوقه الواضح في التجارب السريرية.

لكن تقابل هذه التقديرات نظرة أكثر تحفظًا من مؤسسات تحليل مالي مثل "باركليز"، التي وضعت سقفًا محتملًا للمبيعات عند 3.6 مليار دولار، استنادًا إلى تجارب سابقة لعقاقير مشابهة لم تحقق النجاح المنشود في السوق.

الأثر على أداء السهم واستراتيجية الشركة

ورغم النتائج الإيجابية، لم تشهد أسهم الشركة تغيرًا كبيرًا في تداولات بورصة لندن المبكرة، إلا أنها سجلت ارتفاعًا بنسبة 2% منذ بداية العام.

ويُعزى الاستقرار النسبي في سعر السهم إلى حاجة السوق لبيانات أكثر نضجًا بشأن فاعلية العقار في إطالة عمر المرضى، وليس فقط تأخير تفاقم المرض، وهو ما أشار إليه عدد من المحللين وعلى رأسهم تونيا كيفالا ستافريدي من "بلومبرج إنتليجنس".

نقلة جديدة ضمن استراتيجية أسترازينيكا في أدوية الأورام

ويعزز العقار الجديد مكانة "أسترازينيكا" المتنامية في مجال أدوية السرطان، خاصة بعد نجاحها في تقديم علاجات رائدة مثل "تاجريسو" و"إيمفينزي"، وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه استراتيجي يقوده الرئيس التنفيذي باسكال سوريو، لتحويل الشركة إلى لاعب رئيسي في سوق الأورام العالمي، الذي يقدر بمليارات الدولارات سنويًا.

تحديات التنفيذ واعتماد الدواء

رغم النتائج الواعدة، لا تزال هناك تحديات أمام الاعتماد السريع للعقار، ويتطلب اعتماده إجراء اختبارات دم منتظمة لرصد الطفرة الجينية، وهو أمر قد يكون صعب التطبيق في بعض الدول والمناطق خارج المراكز الطبية المتقدمة.

كما أن البيانات المتعلقة بزيادة العمر الكلي للمريض لا تزال "غير ناضجة"، ما قد يؤخر قرارات الأطباء في الاعتماد عليه كخيار أول.

وتجري حالياً مناقشات مكثفة بين "أسترازينيكا" وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لتقييم هذه النتائج، تمهيدًا لاحتمال ترخيص الدواء في المستقبل القريب.

Short Url

أخبار متعلقة