من وهج الشمس إلى اقتصاد واعد، مصر تضع قدمها بقوة في سباق الطاقة النظيفة

الأحد، 01 يونيو 2025 12:46 م

الاقتصاد الأصفر

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل اتجاه العالم نحو "الاقتصاد الأخضر" والمحاولات العديدة لإيجاد بدائل نظيفة ومستدامة للطاقة، مصر بدأت تنظر في اتجاه آخر مازال جديد في الساحة وهو "الاقتصاد الأصفر".

وذلك بساطة معناه إننا نستخدم موارد الشمس الذي لدينا (والذي تتوافر بكثرة في مصر) ونحولها لطاقة نظيفة تخدم التنمية، وتقلل التلوث، وتوفر فرص عمل، وفي نفس الوقت تعزز مكانة مصر كمركز طاقة في المنطقة.

التقرير الجديد الذي صدر من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء يحاول يجاوب على هذه الأسئلة ، ويستعرض كيف تمضي مصر بخطوات سريعة نحو تطوير قطاع الطاقة الشمسية، وكيف بدأت الدولة بوضع أسس استراتيجية طويلة الأمد تجعل من "الاقتصاد الأصفر" أحد الركائز الأساسية لمستقبلنا الاقتصادي.

والطاقة الشمسية تحديدًا؛ لأن الشمس لدينا في مصر ساطعة أغلب العام، والإشعاع الشمسي عالي جدًا (ما بين 2000 لـ3200 ك.و.س لكل متر مربع سنويًا).

ولذلك كده الوكالة الدولية للطاقة (IEA) متوقعة إن الطاقة الشمسية ستمثل 16% من كهرباء العالم في 2030 بدلًا من 5% فقط في 2023.

كيف تعمل الطاقة الشمسية - تعرف على كيفية عمل الألواح الشمسية — **الطاقة الشمسية**

مصر في طريق التحول الطاقي، من خطوات أولى إلى استراتيجية 2040 الطموحة

مصر بات بالفعل ووضعت استراتيجية طويلة المدى، فهي لديها خطة حتى عام 2040، وتستهدف إن 65% من الكهرباء تأتي من طاقة متجددة، والطاقة الشمسية تكون نصيب الأسد.

ففي 2015/2016 كانت الطاقة الشمسية تمثل 0.09% فقط من الكهرباء.

وفي 2022/2023 وصلت لـ 2.3% بإجمالي طاقة متولدة 4977 مليار ك.و.س، وهو تطور ضخم في فترة قصيرة جدًا.

كما إن هناك محطات كبيرة وأخرى صغيرة مثل مجمع بنبان الذي يعد واحد من أكبر المشاريع على مستوى العالم، وأيضًا مشروعات للقطاع الخاص مثل "أكوا باور كوم أمبو" و"أبيدوس1"، ومحطات تحت التنفيذ بقوة 2020 ميجاوات، و3 آخرين قيد التطوير بقوة 3800 ميجاوات.

القطاع الخاص يظهر بقوة

مصر خرجت من سياسة "تعريفة التغذية" وبدأت تعمل بمناقصات تنافسية لجذب مستثمرين، وهناك مشاريع لتوصيل الكهرباء للمنازل والشركات الصغيرة عبر نظم "صافي القياس" و"الاستهلاك الذاتي"، وتمويل من مؤسسات مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية واليونيدو.

مصر تحتل المركز الـ 40 في ترتيب الدول الجاذبة للاستثمار في الطاقة المتجددة

حوافز استثمارية

1.جمارك قليلة جدًا (2%) على معدات الطاقة الشمسية.

2.إتاحة أراضي بمساحة 7650 كم2 لمشروعات الطاقة.

3.دعم تمويلي من برامج مثل "نوفي" الذي وفر 2.18 مليار دولار في عام واحد فقط.

4.تمويل مخصص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

مصر تصنع المستقبل، توسع التصنيع المحلي للألواح الشمسية والطاقة المتجددة

مصر لا تستورد فقط، بل تصنع أيضًا، مشروع "Egypt-PV" يعمل على تصنيع الألواح الشمسية محليًا، ومصنعين جداد بالتعاون مع الصين والإمارات لإنتاج خلايا وألواح شمسية بقدرة 4 جيجاوات، ومصنع لإنتاج مادة "البوليمر" في قناة السويس.

فرص العمل والمساواة

يوفر هذا القطاع فرص عمل كثيرة عالميًا، ففي في 2022، الطاقة الشمسية الكهروضوئية وفرت مليون وظيفة، و40% من الوظائف كانت للسيدات رقم كبير بالنسبة لأي قطاع طاقة، وإجمالًا كانت 13.7 مليون وظيفة في مجال الطاقة المتجددة حول العالم، منهم 4.9 مليون يعملوا في الطاقة الشمسية.

هيئة الاستثمار: الطاقة المتجددة بوابة جذب الاستثمارات في مصر

الطاقة الشمسية والنووية، مصر وفرنسا يتعاونان لإنهاء مشكلة الطاقة للأبد

مقارنة بين انواع الطاقه المتجدده في العالم | Acropol — **الطاقة المتجددة**

الريف والمزارعين، لهم نصيب؟

نعم، مشروعات مثل نظم الري بالطاقة الشمسية استفاد منها 1.75 مليون شخص من صغار الفلاحين، وهناك 5 محطات لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في 4 محافظات، والهدف يصل لـ 1.75 مليون م3/يومي بحلول 2050.

يعتبر ذلك مهم لمصر؛ لأن الطاقة الشمسية تساعد على تقليل الاعتماد على الغاز والبترول، وتقلل الفاتورة الاستيرادية، وتخلق المزيد من فرص العمل وتجعل مصر مركز إقليمي للطاقة المتجددة، وتخدم أهداف التنمية المستدامة: من مساواة، لتعليم، لتصنيع.

ختامًا، مصر ليست فقط تسير في طريق الطاقة الشمسية، بل تسرع خطواتها بخطى حثيثة نحو المستقبل. و"الاقتصاد الأصفر" قديكون مفتاح مصر لكي تخلق ثروة نظيفة، وعمل جديد، وتحافظ على البيئة.. في وقت العالم كله يحاول أن يجد بديل للطاقة الملوثة.

Short Url

أخبار متعلقة