كنوز باطن الأرض، 5 مناجم ترسم ملامح اقتصاد المغرب المعدني

السبت، 07 يونيو 2025 01:21 م

مناجم الفوسفات

تعد أبرز 5 مناجم في المغرب، واجهة لموارده المعدنية الغنية، وتجسيدًا للتنوع الهائل في الثروات الطبيعية، التي تشكل ركيزة حيوية للاقتصاد الوطني، ووفقًا لبيانات قطاع التعدين المغربي الصادرة عن منصة "الطاقة" المتخصصة، والذي يقع مقرها في واشنطن، تتصدر مناجم الفوسفات المشهد، مؤكدة الريادة العالمية للمملكة في هذا القطاع الحيوي.

أهم 5 مناجم في المغرب

ويستعرض هذا التقرير، أبرز وأهم 5 مناجم في المغرب، من حيث الإنتاج والتكنولوجيا والتأثير البيئي، إلى جانب دورها الإستراتيجي في التنمية الوطنية والإفريقية، وسط اهتمام متزايد من المستثمرين محليًا ودوليًا، بثروات تشمل الفوسفات والفضة والنحاس والكوبالت.

ويظل قطاع التعدين محركًا قويًا للنمو، بفضل استثمارات ضخمة من مؤسسات مثل، المكتب الشريف للفوسفات (OCP) ومجموعة مناجم (MANAGEM)، حيث تضم البلاد أكثر من 22 مشروعًا للنحاس و14 مشروعًا للفضة بحسب إحصائيات عام 2022، حيث يأتي ذلك في ظل توجه واضح نحو الاستدامة والرقمنة، رغم التحديات البيئية واللوجستية.

1. خريبكة.. قلب الفوسفات المغربي

يعد منجم خريبكة من أهم أعمدة الصناعة المنجمية في المغرب، ويمثل الحوض المنجمي الأكبر للفوسفات في البلاد، إذ يسهم وحده بنحو 70% من إنتاج مجموعة OCP.
ويحمل المنجم إرثًا تاريخيًا، فقد شهد أول عملية استخراج للفوسفات عام 1921، ويضم مناطق منجمية رئيسية، مثل سيدي شنان وبولنوار وبوجنيبة.
وفي خطوة تعكس أهمية المنجم الإستراتيجية، تم إنشاء أطول خط أنابيب يعمل بالجاذبية عالميًا عام 2014، لربطه بميناء الجرف الأصفر، ما وفر مليوني متر مكعب من المياه سنويًا وقلص تكاليف النقل.

2. الكنتور.. عملاق الفوسفات بين ابن جرير واليوسفية

يضم موقع الكنتور اثنين من أكبر مناجم الفوسفات بالمغرب:- ابن جرير واليوسفية، ويُصنَّف ثالث أكبر منجم فوسفات عالميًا.
ابن جرير، الذي بدأ الإنتاج بين عامي 1979 و1980، يشغل أكثر من 775 موظفًا ويصل إنتاجه إلى 4.5 مليون طن سنويًا، كما يحتضن مركزًا للأبحاث تابعًا لجامعة محمد السادس.
أما منجم اليوسفية، فتاريخه يعود إلى عام 1931، ويُعد ثاني أقدم منجم بعد خريبكة.
ويوظف في كلا المنجمين تقنيات متقدمة مثل "التعويم العكسي"، ما يسمح باستغلال الفوسفات منخفض الجودة، ويشكل المنجمان مجتمعَين نحو 37% من احتياطي الفوسفات المغربي.

3. بوعازر.. كنز الكوبالت الإستراتيجي

في قلب الجنوب الشرقي، يقع منجم بوعازر (أو بوازار) على بُعد 120 كيلومترًا من ورزازات، ويُعد أحد أبرز مصادر الكوبالت النقي في المملكة.
ويخدم المنجم مصالح صناعات عالمية، مثل شركة BMW الألمانية، التي تعتمد على الكوبالت في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
ورغم الجدل البيئي بشأن تلوث المياه، أكدت شركة "مناجم" المشغّلة التزامها الصارم بالمعايير البيئية، ليبقى المنجم عنصرًا حيويًا في سلاسل توريد المعادن عالمًا.

4. إميضر.. منجم الفضة العتيق بإشعاع إفريقي

يتمركز منجم إميضر عند سفوح جبل صاغرو في إقليم تنغير، ويُعد أحد أقدم وأكبر مناجم الفضة في القارة الإفريقية.
وتديره شركة معادن إميضر (SMI)، وينتج ما يصل إلى 240 طنًا سنويًا من الفضة بنسبة نقاء تصل إلى 99.5%، وقد شهد توسعات كبيرة في التسعينيات عززت من طاقته التشغيلية، كما يوفر فرص عمل واسعة تسهم في تنمية الإقليم.

5. تيزرت.. مستقبل النحاس الرقمي

في منطقة تارودانت بجهة سوس ماسة، يتألق منجم تيزرت، كأحد أكبر مشروعات النحاس في المغرب، وتديره شركة "مناجم"، التي أعلنت في عام 2024، شراكة مع شركة Epiroc لتجهيزه بتقنيات رقمية متطورة.
ويتوقع أن يصل إنتاج المنجم إلى 3.6 ملايين طن سنويًا عند بلوغ طاقته القصوى، في إطار خطة لتحويله إلى أول منجم رقمي بالكامل في المنطقة، يعتمد على الأتمتة والتتبع اللحظي، لتعزيز الأمان وخفض التكاليف وزيادة الكفاءة.

Short Url

أخبار متعلقة