السبت، 31 مايو 2025

05:37 م

من القمة إلى جيبك، أكبر 5 شركات هواتف ذكية عالمية و4 منها في مصر

الجمعة، 30 مايو 2025 11:28 ص

سوق الهواتف الذكية

سوق الهواتف الذكية

في وقت يتسم بالقلق الجيوسياسي وتزايد التهديدات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، أظهر سوق الهواتف الذكية مرونة مفاجئة خلال الربع الأول من عام 2025، مسجلًا نموًا طفيفًا بنسبة 0.4% فقط على أساس سنوي، ليصل إجمالي الشحنات إلى 301.4 مليون وحدة، وفقًا لمجلة فوربس.

الهواتف الذكية

بين النمو والضغوط.. صناعة عالقة بين المطرقة والسندان

رغم النمو الطفيف، إلا أن المشهد العام يخفي وراءه لعبة معقدة من الحسابات الاستراتيجية والقلق التجاري، خاصةً في ظل استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. 

شركات الهواتف الذكية، خصوصًا تلك التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع في الصين، كثفت إنتاجها وشحناتها خلال الربع الأول بشكل استباقي تحسبًا لأي قرارات أمريكية مفاجئة قد تفرض رسومًا جمركية جديدة على الواردات.

إن هذا الارتفاع في جانب العرض ضخم أرقام الشحنات فعليًا، في محاولة استباقية لتفادي ارتفاع التكاليف واضطراب سلاسل الإمداد، ما جعل النمو المسجل غير ناتج فقط عن الطلب الفعلي بل مدفوعًا بسلوك الشركات الوقائي.

اقرأ أيضًا:

انقلاب في السوق الصينية، «آبل» تعود للصدارة بعد تخفيضات غير مسبوقة

زوكربيرج: عصر الهواتف المحمولة سينتهي قريبا! (فيديو)

الإعفاء الجمركي.. راحة مؤقتة لا تكفي للتخطيط طويل الأمد

القرار الأمريكي الأخير بإعفاء واردات الهواتف الذكية من الصين من الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا منح الشركات متنفسًا مؤقتًا، لكنه لم يُزل حالة عدم اليقين، حيث لا تزال سلاسل الإمداد الصينية حاسمة في الصناعة، وهذا يجعل من المستحيل على الشركات التخطيط بثقة للمدى المتوسط، فضلًا عن الطويل.

في الوقت ذاته، بات على الشركات الأمريكية أن تستغل هذه الفترة الزمنية القصيرة لتعزيز الشحنات، قبل احتمالية عودة الرسوم الجمركية لاحقًا هذا العام، مما قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار وضعف الإقبال الاستهلاكي.

شركة آبل

الولايات المتحدة والصين تقودان الحراك

الولايات المتحدة سجلت نموًا تجاوز 5% في سوق الهواتف الذكية، مدفوعًا بالإقبال على الطرازات الجديدة من الشركات الكبرى مثل آبل وسامسونج، إلى جانب رغبة المستهلكين في الشراء المبكر قبل ارتفاع الأسعار. 

في المقابل، لعبت الدعمات الحكومية الصينية دورًا جوهريًا في دعم السوق المحلي، خاصة المنتجات التي يقل سعرها عن 6000 يوان أي ما يعادل 820 دولار.

هذه السياسة حفزت الطلب على هواتف الفئة المتوسطة والاقتصادية، وساهمت في صعود ملحوظ لعدة شركات صينية، على رأسها شاومي، فيفو، وأوبو.

اقرأ أيضًا:

شاومي تطرح أول شريحة مطورة بتقنية 3 نانومتر بـ"اسم Xring O1" في بكين

نهاية عصر الهواتف الذكية؟ تكنولوجيا ما بعد الموبايل تبدأ في إعادة تشكيل مستقبل الإنترنت (فيديو)

مصر تعود للواجهة

لم تكن مصر بمنأى عن ديناميكية سوق الهواتف الذكية العالمي، بل استثمرت حالة التوتر التجاري بين القوى الكبرى لتُعيد تقديم نفسها كوجهة جاذبة لصناعة التكنولوجيا. 

فمع تصاعد المخاوف من اضطرابات سلاسل الإمداد في آسيا، برزت القاهرة كمركز بديل يتيح لكبرى شركات الهواتف المحمولة دخول أسواق أفريقيا والشرق الأوسط من بوابة مستقرة استثماريًا. 

الحكومة المصرية كثفت جهودها خلال الأعوام الأخيرة لتوفير حوافز ضريبية وبنية تحتية صناعية متطورة، ما فتح الباب أمام دخول علامات تجارية عالمية ومحلية على حد سواء، وساهم في تنشيط سوق الهواتف داخل البلاد وتعزيز موقعها كمركز توزيع إقليمي.

شركة سامسونج

حصة سوقية عالمية للهواتف الذكية

في عالم يشهد تنافسًا شرسًا بين عمالقة التكنولوجيا، تمكنت شركة سامسونج الكورية الجنوبية من استعادة الصدارة كأكبر بائع للهواتف الذكية عالميًا خلال الربع الأول من عام 2025، بحصة سوقية بلغت 20.1%، مدفوعة بنجاح سلسلة Galaxy S25 والهواتف المتوسطة مثل A36 وA56 التي أدخلت ميزات الذكاء الاصطناعي بأسعار تنافسية، متفوقة بفارق طفيف على آبل الأمريكية التي جاءت في المركز الثاني بنسبة 19.5%. 

اقرأ أيضًا:

سباق الهواتف الأنحف، هاتف Galaxy S25 Edge في مواجهة آيفون (تفاصيل)

ريلمي تطلق realme 14 5G كأول هاتف في العالم بمعالج Snapdragon 6 Gen 4

الفارق البسيط الذي لا يتجاوز 0.6 نقطة مئوية يعكس حجم المنافسة المشتعلة بين العملاقين، خاصة بعد الزخم الكبير الذي حققته آبل في السنوات الماضية بفضل توسعها في الأسواق الآسيوية وتحسين قدراتها الإنتاجية.

أما شاومي، فقد احتفظت بمكانها الثالث بنسبة 12.8%، ما يؤكد استمرار حضورها القوي كبديل اقتصادي للهواتف الرائدة، خاصة في الأسواق الناشئة، كما سجلت مكاسب لافتة داخل الصين، مع دعم حكومي عزز مبيعاتها من الهواتف المتوسطة.

بينما حافظت أوبو وفيفو على مراكزهما في الترتيب العالمي، لكن بحصص سوقية أقل بكثير ما بين 6.8% و6.3% على التوالي، مما يعكس التحديات التي تواجهها هذه الشركات وسط تباطؤ السوق العالمية واشتداد المنافسة.

شركة فيفو

دلالات اقتصادية

انكماش السوق: رغم التقدم التكنولوجي، إلا أن تراجع حصص بعض الشركات يشير إلى تشبع بعض الأسواق وتغير أولويات المستهلكين تجاه التحديث المتكرر للهواتف.

تفوق آسيوي ملحوظ: 3 من بين 5 شركات في الترتيب تنتمي للصين، ما يبرز النفوذ الصيني المتصاعد في صناعة الهواتف، مدعومًا بقدرات إنتاجية وسلاسل توريد قوية.

المنافسة بين القمة: تراجع آبل البسيط خلف سامسونج يعكس تحولًا مؤقتًا أم ربما بداية لموجة جديدة من الهيمنة الكورية، خاصة إذا استمرت سامسونج في تطوير أجهزتها القابلة للطي وتعزيز تواجدها في الأسواق النامية.

سؤال المستقبل

هل تستعيد آبل الصدارة في الربع القادم مع إطلاق أجهزة جديدة متوقعة؟ أم تستمر سامسونج في إحكام قبضتها على السوق؟ وما هو مصير شركات مثل هواوي التي لا تزال تواجه قيودًا أمريكية تعرقل عودتها إلى المشهد العالمي؟

Short Url

showcase
showcase
search