السبت، 31 مايو 2025

05:41 م

وزير البترول: ضخ الغاز القبرصي إلى مصر بحلول 2027

الجمعة، 30 مايو 2025 11:36 ص

وزير البترول

وزير البترول

عقد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم، اجتماعًا موسعًا بمقر شركة "جاسكو"، ضم رؤساء شركات القطاع ونوابهم ومساعديهم، بالإضافة إلى عدد من الكوادر الشابة بكل شركة، وذلك في إطار حرص الوزارة على تعزيز التواصل والحوار مع القيادات التنفيذية.

وخلال الاجتماع، استعرض الوزير مجموعة من الرؤى والأفكار المقدمة من الحضور، حيث ناقش سبل جذب الاستثمارات في مجالات البحث والاستكشاف، خاصة في المناطق البكر، إلى جانب تطوير الاتفاقيات الاستثمارية، والاهتمام بالعنصر البشري من خلال برامج تدريبية متطورة، وتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مواقع الإنتاج.

استخدام الطاقة الشمسية في الحقول

كما تناول اللقاء إمكانية التوسع في استخدام الطاقة الشمسية بالحقول، ودعم الشركات الوطنية العاملة في مجال الإنتاج البترولي، فضلًا عن بحث آليات تعظيم الاستفادة من قدرات معامل التكرير، من خلال توفير كميات خام جديدة، وطرح برامج تحفيزية لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي كوقود نظيف.

وأشار الوزير إلى الجهود التي تبذلها الوزارة لزيادة الإنتاج المحلي من البترول والغاز الطبيعي لتلبية احتياجات المواطنين، مؤكدًا أن هذا التوجه يمثل أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية العمل بالقطاع، ومشيدًا بأداء العاملين في مجال الإنتاج خلال الأشهر الماضية، لا سيما في مواجهة التناقص الطبيعي للإنتاج، بما أسهم في الحفاظ على معدلاته، تمهيدًا للعودة التدريجية إلى زيادته خلال الفترة المقبلة.

استعدادات وزارة البترول لمواجهة متطلبات الصيف

كما استعرض الوزير استعدادات القطاع لمواجهة متطلبات فصل الصيف، من خلال رفع معدلات الإنتاج المحلي وتجهيز البنية التحتية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال، حيث تم استقدام أربع سفن لاستقبال الغاز وتغييزه وضخه بالشبكة القومية، مشيدًا بجهود فرق العمل التي تعمل على مدار الساعة لتجهيز الموانئ والأرصفة البحرية، إلى جانب التعاقد على كميات الغاز اللازمة والتنسيق مع وزارة الكهرباء لتوجيهه إلى محطات التوليد الأعلى كفاءة.

واستعرض بدوي المحاور الستة الأساسية لاستراتيجية الوزارة، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة الاقتصادية القصوى من البنية التحتية دون الارتباط بحجم إنتاج الخام المحلي، بما يشمل معامل التكرير، ومصانع البتروكيماويات، ومصانع إسالة الغاز، في سبيل خلق قيمة مضافة وتعزيز صادرات الطاقة.

كما أشار إلى توجه الوزارة نحو دعم قطاع التعدين، وتعزيز مزيج الطاقة لزيادة نسبة الطاقات المتجددة والخضراء إلى 42% بحلول عام 2030، إلى جانب الحفاظ على سلامة العنصر البشري، وخفض الانبعاثات الكربونية، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى تعميق التعاون الإقليمي لضمان الاستخدام الأمثل للموارد والبنية التحتية.

طرح فرص استثمارية  جديدة 

وأكد الوزير أن تهيئة بيئة استثمارية جاذبة تتطلب تكامل الجهود بين جميع الجهات، موضحًا أن الحوافز التي أطلقتها الوزارة مؤخرًا ساهمت في استعادة ثقة المستثمرين، من خلال تقديم مزايا إنتاجية وتسعيرية، وطرح فرص جديدة في مناطق مجاورة لأعمال الشركاء الحاليين، ما يسهم في تقليل تكاليف الإنتاج وزيادة الجدوى الاقتصادية للمشروعات.

وفي هذا السياق، لفت بدوي إلى التزام الوزارة بسداد المستحقات الشهرية لشركاء الاستثمار وفق آلية واضحة، وهو ما يعزز الثقة ويدفع باتجاه مزيد من الاستثمارات في مجالات الحفر والإنتاج والاستكشاف.

وأشار الوزير إلى تجربة شركة "أباتشي" الأمريكية في الصحراء الغربية كنموذج ناجح، حيث أسفرت الحوافز الجديدة عن زيادة إنتاج الغاز، وهو ما أكده رئيس الشركة، جون كريسمان، خلال كلمته بمؤتمر "إيجبس" بالقاهرة، مشيدًا بجدية الإصلاحات التي نفذها قطاع البترول المصري.

وزير البترول: نظام تحفيزي جديد لجذب الاستثمارات في المناطق البكر والبحرية العميقة

وأكد وزير البترول، أهمية الإجراءات الأخيرة التي أقرها مجلس الوزراء، والمتعلقة بتطبيق نظام تحفيزي للاستثمار قائم على "معامل الربحية" في بعض اتفاقيات البحث عن الغاز والبترول، موضحًا أن هذا النظام يمثل نقلة نوعية تهدف إلى جذب استثمارات كبيرة في المناطق الواعدة، لا سيما البحرية شديدة العمق أو البعيدة عن مرافق الإنتاج، وكذلك المناطق البكر.

الإعلان عن نتائج طرح عدد من الفرص الاستثمارية الجديدة

وكشف الوزير عن قرب الإعلان عن نتائج طرح عدد من الفرص الاستثمارية الجديدة في مجالي استكشاف وإنتاج البترول والغاز، في تأكيد على ثقة المستثمرين في مناخ الاستثمار بقطاع البترول المصري، مشيرًا إلى إطلاق أعمال المسح السيزمي في منطقة جنوب الوادي، لوضعها على خريطة الاستثمار البترولي وترويج فرصها الواعدة بكفاءة.

وأشار بدوي إلى أن الشركات العاملة في البحر الأحمر قد أوفت بكافة التزاماتها الاستثمارية المتعلقة بالمسح والاستكشاف والدراسات، فيما قررت بعض الشركات تعزيز إنفاقها الاستثماري في أنشطة البحر المتوسط، مما يعكس جاذبية السوق المصري.

وشدد الوزير على أن قطاع الطاقة يحظى بدعم واضح من القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وذلك لإزالة المعوقات وتهيئة بيئة استثمارية مشجعة.

أهمية الاتفاق بين قبرص ومصر

وفي سياق تعزيز الشراكات الإقليمية، أكد بدوي أهمية الاتفاق الموقع في فبراير الماضي بالقاهرة لتطوير حقل "كرونوس" القبرصي للغاز الطبيعي، بالاستفادة من البنية التحتية المصرية لنقل الغاز القبرصي، بالتعاون مع شركة "إيني" الإيطالية. 

وأوضح أن بدء ضخ الغاز من قبرص إلى مصر عبر خطوط الأنابيب مقرر له عام 2027، ما يسهم في تعظيم الفوائد الاقتصادية لمصر وقبرص وشركائهما، ويعزز موقع مصر كمركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة.

كما تناول الوزير الأهمية المتزايدة لقطاع التعدين، مشيرًا إلى تطورات إيجابية شهدها القطاع نتيجة التعاون بين وزارة البترول ووزارة المالية ومجلس النواب، والذي توج بتحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية، بما يمنحها مرونة أكبر لدعم الاستثمار وتسريع الإجراءات وتحفيز الصناعات التعدينية، مؤكدًا أن مصر تمتلك مقومات قوية في هذا المجال تشمل الطبيعة الجيولوجية الغنية، والبنية التحتية، وتنوع مصادر الطاقة، والإطار التشريعي الجاذب.

وفي إطار تطوير اتفاقيات الذهب، أوضح الوزير أنه تم تحديث نظم التعاقد بما أسهم في جذب شركات عالمية كبرى مثل "أنجلو جولد أشانتي" و"باريك جولد"، الأمر الذي يمهد لاكتشاف مناطق واعدة جديدة إلى جانب منجم السكري، ويدعم استراتيجية الدولة في استغلال ثرواتها التعدينية.

توسيع التعاون مع الدول الأفريقية 

وأكد بدوي اهتمام الوزارة بتوسيع التعاون مع الدول الأفريقية، ودعم تواجد الشركات المصرية هناك، مشيرًا إلى ما تمتلكه شركات مثل "بتروجت"، و"إنبي"، و"إيبروم"، و"صان مصر" من خبرات تؤهلها لقيادة أعمال ناجحة في القارة.

ودعا الوزير العاملين في القطاع إلى تبني مفاهيم التمكين والمسؤولية، والعمل بروح المبادرة والاهتمام بنتائج الأداء، بما يعكس مفاهيم الملكية المهنية ويخدم تطور القطاع.

كما شدد على أهمية تنمية الموارد البشرية وتوفير التمويل اللازم لدعم أنشطة شركات البترول، وعلى رأسها الشركة العامة للبترول، التي تُعد من الكيانات الوطنية التي تزخر بالكفاءات والخبرات.

وأكد بدوي أن القطاع يتميز بتنوع الخبرات والكفاءات، وأن العمل المؤسسي الجماعي يمثل حجر الزاوية في تحقيق أهدافه، مشيرًا إلى حرص الوزارة على تطبيق معايير دقيقة في اختيار القيادات التنفيذية، بعيدًا عن الأساليب التقليدية، بما يضمن ضخ دماء جديدة والاستفادة القصوى من الخبرات الموجودة، عبر التنقلات المستهدفة في المواقع القيادية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للقطاع.

Short Url

showcase
showcase
search