الأحد، 08 يونيو 2025

11:02 ص

في زمن الاقتصاد الدائري، اللوجستيات العكسية تقود التحول الذكي للتجارة

الأحد، 08 يونيو 2025 05:10 ص

اللوجستيات العكسية

اللوجستيات العكسية

شهد سوق الخدمات اللوجستية العكسية العالمي نموًا ملحوظًا، حيث بلغ حجمه 737.28 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو ليصل إلى 1,114.45 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.3% خلال الفترة من 2025 إلى 2032.

هذا النمو يعكس أهمية متزايدة للوجستيات العكسية في إدارة تدفقات المنتجات والمواد من المستهلكين إلى الشركات المصنعة، بما يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية، وتعزيز الاستدامة، وتحقيق رضا العملاء.

وخلال السطور التالية، يستعرض موقع “إيجي إن” مفهوم اللوجستيات العكسية، أنواعها، وأهميتها في عالم الأعمال الحديث، بالإضافة إلى الفرق بين اللوجستيات العكسية والخدمات اللوجستية التقليدية.

ما هي اللوجستيات العكسية؟

تشير اللوجستيات العكسية إلى عملية التخطيط والتنفيذ والمراقبة والتحكم في التدفق العكسي للمواد الخام، والبضائع قيد المعالجة، والمنتجات النهائية، إلى جانب المعلومات المرتبطة بها.

وذلك من نقطة الاستهلاك "أي العملاء" إلى نقطة المنشأ “أي الشركات المصنعة أو الموزعين”، عبر شركات لوجستية في السعودية، ويهدف هذا التدفق العكسي إلى استعادة قيمة المنتجات من خلال إعادة تدويرها أو التخلص منها بطريقة آمنة.

أبرز أنواع الخدمات اللوجستية العكسية

1 - إدارة المرتجعات

وهي أكثر أنواع اللوجستيات العكسية شيوعًا، وتركز على التعامل مع المنتجات التي يتم إرجاعها من قبل العملاء. وتحرص الشركات على تقديم تجربة إرجاع سهلة لدعم ولاء العملاء، ويتم ذلك باستخدام أنظمة إدارة المرتجعات (RMS) التي تتيح تتبع وإدارة جميع عمليات الإرجاع بكفاءة.

2 - إدارة التغليف

يُعنى هذا النوع بإعادة استخدام مواد التغليف القابلة لإعادة التدوير لتغليف السلع المسترجعة وإعادة بيعها، مما يقلل التكاليف المرتبطة بشراء عبوات جديدة.

3 - المنتجات غير المباعة

تشمل إعادة البضائع من التجار أو مراكز التوزيع إلى الشركة المصنعة بسبب ضعف المبيعات أو انتهاء صلاحية المنتج قبل بيعه.


4 - مرتجعات عمليات التسليم الفاشلة

يعالج هذا النوع الشحنات التي لم يتم تسليمها للعملاء بنجاح، سواء من خلال محاولة التسليم مجددًا أو بإعادتها إلى المخازن أو إلى الجهة المصنعة.

5 - المنتجات منتهية الصلاحية

تركّز على التخلص من المنتجات التي انتهت مدة صلاحيتها بطرق بيئية آمنة وفقًا للمعايير العلمية المعتمدة.

6 - السلع التي تحتاج إلى صيانة أو إصلاح

تُرجع هذه المنتجات لإجراء أعمال الصيانة بموجب ضماناتها، مثل الأجهزة الإلكترونية، والهواتف، وأجهزة الكمبيوتر.

7 - إعادة التصنيع والتجديد

تشمل إعادة تجهيز المنتجات المرتجعة سواء بالتدوير أو التصنيع أو التحديث، مما يقلل الخسائر الناتجة عن المنتجات التالفة أو المعيبة.

الفرق بين اللوجستيات العكسية واللوجستيات التقليدية

تختلف اللوجستيات العكسية عن الخدمات اللوجستية التقليدية (Forward Logistics) من عدة جوانب، من أبرزها:

- اتجاه حركة المنتجات: اللوجستيات التقليدية تُعنى بتوصيل السلع من الشركات إلى المستهلكين، أما اللوجستيات العكسية فتنقل المنتجات من المستهلكين إلى المنشآت لأغراض متعددة مثل الإصلاح أو التدوير.

- إدارة العمليات: في اللوجستيات التقليدية، تُدار عمليات الشحن والتوصيل للطلبات، بينما تركز اللوجستيات العكسية على معالجة المرتجعات والتحقق منها.

- التغليف: تُستخدم مواد تغليف جديدة في اللوجستيات التقليدية، في حين يتم إعادة استخدام المواد في اللوجستيات العكسية لتقليل التكاليف وتحسين الكفاءة.

ما أهمية اللوجستيات العكسية للأنشطة التجارية؟

للوجستيات العكسية دور بالغ الأهمية في نجاح الأنشطة التجارية، ومن أبرز فوائدها:

- خفض التكاليف: من خلال تحسين إدارة عمليات الإرجاع، والدعم الفني، والإصلاح، والتخلص من المنتجات، مما يؤدي إلى تقليل النفقات وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

- زيادة الإيرادات: بفضل إمكانية إصلاح المنتجات المسترجعة أو إعادة تصنيعها ثم بيعها مجددًا، مما يعزز العائد على الاستثمار.

- تحسين رضا العملاء: تقديم تجربة إرجاع ميسرة يزيد من رضا العملاء ويدعم ولاءهم للعلامة التجارية.

- تعزيز سمعة العلامة التجارية: سياسات الإرجاع المرنة ترفع من ثقة العملاء، وتحسّن تقييمات العلامة التجارية وتعليقات المستخدمين.

- دعم الاستدامة: من خلال إعادة استخدام الموارد وتقليل الفاقد والنفايات، ما ينعكس إيجابًا على البيئة والاقتصاد.

- إدارة المخاطر: تشمل التعامل مع المنتجات التي تحتاج إلى التخلص منها بأمان، أو تلك التي تحتوي على بيانات حساسة يجب محوها قبل إعادة تدويرها.

وفي النهاية، تُعد اللوجستيات العكسية ركيزة أساسية يجب أن تركز عليها الأنشطة التجارية لتحسين تجربة العملاء وتعزيز كفاءة العمليات. كما أن لها دورًا كبيرًا في دعم الاقتصاد الدائري عبر تقليل الفاقد من الموارد، وإعادة تدوير المنتجات، وخلق فرص عمل جديدة.

لذلك، من الضروري تبني حلول مبتكرة وتعاون الشركات مع مقدمي خدمات لوجستية متخصصين لتحقيق أقصى استفادة من اللوجستيات العكسية بما يخدم مصالح كافة الأطراف.

Short Url

search