"ليختنشتاين" أصغر دولة تمتلك قوة اقتصادية كبيرة ودعمها صندوق النقد الدولي

تعد دولة ليختنشتاين "Liechtenstein”، واحدة من أصغر الدول في العالم بمساحة تقارب 160 كيلومترًا مربعًا، فهي دولة غير ساحلية تقع في عمق جبال الألب في أوروبا بين سويسرا والنمسا.
 

معجزة دولة  “ليختنشتاين - Liechtenstein”

وكان لها معجزة خلال الحرب النمساوية البروسية، في عام 1866م، حيثُ أرسلت الحكومة جيش مكون من 80 جنديًا، لحراسة الممر الجبلين فلم يصب أي منهم بأي أذى، وأقاموا صداقة مع جندي نمساوي أحب حكايتهم عن وطنهم الصغير الذي يعرفون فيه أسماء وأنساب وحكايات وصفات كل المواطنين فيه فإنضم إليهم الجندي النمساوي في طريق عودتهم إلى وطنهم، فعادوا 81 جندي، 

وفي عام 1868م قامت الدولة بحل جيشها المكون من 81 جنديًا وأعلنت حيادها الدائم والذي تم احترامه في كلتا الحربين العالميتين، وبدأ السلام يتواجد بأراضيها.

وفي عام 2007 م غزت سرية سويسرية عن طريق الخطأ دولة "ليختنشتاين - Liechtenstein"، عندما سار 170 جنديًا سويسريًا نحو العاصمة فادوز ودخلوها وأخذوا يتجولوا بها مشدوهين بروعة الطبيعة في تلك المدينة الهادئة التي لا يعلمون عنها أي شيء، ولم يعلموا أنهم قاموا بغزو عاصمة دولة أخرى حتى نبهتهم الحكومة السويسرية بذلك وطلبت منهم العودة سريعا.
 

أسرار عن دولة ليختنشتاين

وتعتبر دولة ليختنشتاين واحدة من دولتين فقط غير ساحليتين في العالم، إلى جانب أوزبكستان ، وتصنف من بين أصغر ست دول أوروبية - أندورا، مالطا، موناكو، سان مارينو، ومدينة الفاتيكان، وتحتل المرتبة الثالثة من المساحة الإجمالية، حيث تبلغ 160 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل مساحة مدينة واشنطن العاصمة.

 

وتقع ليختنشتاين بين النمسا وسويسرا في جبال الألب، وهي وجهة شهيرة للرياضات الشتوية. يقطنها حوالي 40 ألف نسمة، أي نصف سكان أندورا، على الرغم من أن فادوز، عاصمة ليختنشتاين، هي أشهر مدينة في الإمارة، إلا أنها ليست الأكبر؛ فمدينة شان المجاورة لها ذات عدد سكان أكبر.
 

ليختنشتاين هي إمارة دستورية برلمانية ذات خدمة مدنية صغيرة

يجمع دستور عام 1921م بين مبادئ الملكية والديمقراطية، ويُعرّف الإمارة بأنها “ملكية دستورية وراثية على أساس ديمقراطي وبرلماني”، وتتألف الحكومة بها من خمسة أعضاء يُرشّحهم البرلمان ويُعيّنهم الأمير لولاية مدتها أربع سنوات، يبلغ عدد موظفي ليختنشتاين 1500 موظف حكومي، أي أقل من 4% من السكان، وهي نسبة أقل بكثير من متوسط ​​الاتحاد الأوروبي البالغ حوالي 17%، ويشغل 25 عضوًا في البرلمان مناصبهم لمدة 4 سنوات.

يتمتع أفراد ليختنشتاين ثاني أعلى دخل للشخص في أوروبا بعد موناكو

ويبلغ دخل الفرد في ليختنشتاين 197 ألف دولار أمريكي سنويًا، وهو أعلى بكثير من دخل معظم الدول الصغيرة الأخرى والدول الأوروبية الأخرى، ويدعم الاستثمار المرتفع في البحث والتطوير “6.2% من الناتج المحلي الإجمالي”، قطاعًا صناعيًا تنافسيًا عالميًا وموجهًا نحو التصدير، يشمل “هندسة الآلات والأدوات، وبناء المصانع، والأجهزة الدقيقة وطب الأسنان”، مما يساهم في ارتفاع الدخل.
 

وتبلغ حصة الصناعة 42% من إجمالي القيمة المضافة، وهي نسبة أعلى بكثير من متوسط ​​الاتحاد الأوروبي "حوالي 15%"، ويمثل القطاع المالي، الذي يعتمد في معظمه على الخدمات المصرفية الخاصة، وإدارة الثروات، والتأمين، وخدمات الاستئمان، حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي.

الأشخاص العاملين في ليختنشتاين أكثر من سكانها 

من السمات المميزة لاقتصاد ليختنشتاين العدد الكبير من الوافدين عبر الحدود، من النمسا وألمانيا وسويسرا. فمقارنةً بعدد سكان يبلغ حوالي 40,000 نسمة، بلغ عدد القوى العاملة 42,500 عام 2022. ويتنقل حوالي نصف القوى العاملة يوميًا من سويسرا (59% من الوافدين) أو النمسا (37%). وتتمتع ليختنشتاين بمعدلات مشاركة عالية في القوى العاملة (76.1%، مقارنةً بـ 74.9% في الاتحاد الأوروبي)، ومعدل البطالة أقل من 2%.
 

ليختنشتاين متكاملة عالميًا على الرغم من صغر حجمها

تُعدّ الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وسويسرا من أهم وجهات صادراتهاوبصفتها جزءًا من المنطقة الاقتصادية الأوروبية، تتمتع ليختنشتاين بوصول كامل إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الأسواق المالية، بموجب قواعد حرية حركة الخدمات ورؤوس الأموال.
 

وبفضل وصولها إلى السوق المالية للاتحاد الأوروبي وإشراف الهيئة المصرفية الأوروبية وصندوق النقد الدولي، وسّعت المؤسسات المالية في ليختنشتاين شبكات إدارة الثروات الخاصة خارج الاتحاد الأوروبي لتشمل آسيا والشرق الأوسط. كما عززت الروابط الاقتصادية القوية مع سويسرا، بما في ذلك استخدام الفرنك السويسري، التكامل التجاري وسوق العمل.