الأحد، 08 يونيو 2025

02:40 م

ألمانيا تهيمن على صناعة السفن بـ «جوهرة» الأسطول البحري المتطورة

الأحد، 08 يونيو 2025 08:50 ص

الاقتصاد البحري في دولة المانيا

الاقتصاد البحري في دولة المانيا

أمة الله عمرو

يعد الاقتصاد البحري في دولة ألمانيا، واحدًا من أهم القطاعات الاقتصادية، لأنه يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز التجارة الخارجية والنقل البحري والصناعات البحرية.


الاقتصاد البحري في دولة المانيا يقدم خدمات لوجستية واسعة المجال

ويشمل الاقتصاد البحري في ألمانيا مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية، منها بناء السفن وصيانة الأساطيل البحرية وإدارة الموانئ، الشحن والخدمات اللوجستية البحرية، صيد الأسماك بالإضافة الى مزارع الرياح البحرية لإنتاج الكهرباء.

وتُعد ألمانيا من الدول الرائدة في تطوير التكنولوجيا البحرية المبتكرة، مثل بناء السفن المتقدمة والمحركات البحرية الصديقة للبيئة، ويلعب هذا القطاع دورًا أساسيًا في توفير فرص العمل وتنمية المناطق الساحلية، مما يعزز من أهمية الاقتصاد البحري، وتتركز أهمية الاقتصاد البحري في ألمانيا في قطاعين اساسيين هما صناعة بناء السفن والشحن البحري.
 

الاقتصاد البحري في ألمانيا يوفر 450 ألف فرصة عمل متنوعة

ويوفر الاقتصاد البحري بشكل عام حوالي 450,000 فرصة عمل ويحقق إيرادات تبلغ حوالي 86 مليار يورو سنويا. وتعمل في هذا القطاع شركات أحواض بناء السفن، حيثُ يشمل السفن البحرية والنهرية، بالإضافة إلى منشآت الإنتاج والتطوير للاستخدام في البحر، وأيضًا القوارب الشراعية والقوارب ذات المحركات التي تشهد طلبًا كبيرًا. علاوة على ذلك، تقدم الصناعة مجموعة واسعة من الخدمات والمنتجات في مجالات الإصلاح، الصيانة، التعديل، الصيانة الوقائية، معدات السلامة وكذلك حماية البيئة والمناخ.
 

تعمل في قطاع بناء السفن في ألمانيا حوالي 2800 شركة مع نحو 200 ألف موظف. وتمتلك ألمانيا 130 حوض لبناء السفن واصلاحها وصيانتها. ويتم تحقيق أكثر من ثلث إجمالي عائدات صناعة بناء السفن الألمانية من خلال مشاريع بناء السفن البحرية والتي تستغرق عدة سنوات في المتوسط. وبهذا يتم تأمين عملية الإنتاج في الصناعة وضمان تطوير مجموعة كبيرة من الوظائف المؤهلة تأهيلاً عالياً، ومع توفر حجم طلبات مستقر، تحتفظ الصناعة بقدرات استراتيجية مهمة وبنية تحتية وموارد بشرية بشكل موثوق.


 


صناعة السفن بألمانيا مزود رئيسي لاقتصاد البحرية الألمانية 

وتتميز صناعة بناء السفن في ألمانيا بإنتاجها المتميز للقطع البحرية العسكرية، من سفن متخصصة وغواصات وزوارق قتالية وسفن مكافحة الألغام وجميع مركبات الامداد والدعم، وهو مما جعلها المزود الرئيسي للبحرية الألمانية، التي تُظهر نسبة الصادرات العالية إلى الدول الأجنبية التقدير الدولي للمنتجات التي تقدمها صناعة بناء السفن البحرية الألمانية في هذا الجانب.

وحققت أحواض بناء السفن الألمانية في عام 2023م، إيرادات بلغت حوالي 6.7 مليار يورو، مما يمثل زيادة بمقدار 1.1 مليار يورو 19.6 بالمئة مقارنة بعام 2022م، وبشكل عام جاءت ألمانيا في المركز السابع على مستوى العالم في حجم انتاج السفن مختلفة الاستخدام وفي حجم الطلبات المتراكمة في عام 2022م، وبلغ إجمالي الطلبات حوالي 1.03 مليون طن (CGT).
 

وتم تطوير وحدة القياس هذه «طن إجمالي معوض»، من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD لمقارنة إنتاج السفن على مستوى العالم، وتأخذ في الاعتبار حجم البناء بالإضافة إلى الجهد المبذول في العمل، وكانت جمهورية الصين الشعبية أكبر دولة في صناعة بناء السفن من حيث حجم الطلبات المتراكمة، حيث بلغ حجم الطلبات نحو 44.6 مليون طن أجمالي معوض (CGT)، تلي الصين في قائمة أكبر مصنعي السفن في العالم كل من كوريا الجنوبية واليابان.


 

أهمية صناعة السفن الألمانية في الاقتصاد البحري

الا ان أهمية صناعة السفن الألمانية تكمن في تركيزها بشكل رئيسي على بناء السفن المتخصصة مثل العبّارات واليخوت الفاخرة وسفن الرحلات البحرية، وهذا مكن صناعة السفن الألمانية من تجاوز اثار جائحة كورونا بطريقة أفضل من بقية الدول المصنعة للسفن. 

ويتمتع قطاع صناعة السفن بأهمية خاصة في الاقتصاد الألماني ليس فقط انطلاقًا من حجم ايراداته وحجم العمالة التي يوظفها، بل نتيجة أن القطاع يعد أحد الصناعات القيادية في مجال التقنيات واحد أبرز الصناعات ذات القدرات التنافسية العالية في الأسواق العالمية.


 

ولذلك دعمت الحكومة الألمانية شركة Meyer Werft لصناعة السفن في مدينة Papenburg في ولاية ساكسونيا السفلى على ضوء التحديات التي واجهتها الشركة وحمايتها من خطر الإفلاس او الاستحواذ من قبل مستثمرين أجانب، واعتبرت المانيا ان الشركة المتخصصة في بناء سفن الرحلات الكبيرة، ليست مجرد شركة عادية بل هي «جوهرة تاج صناعة السفن»، وان لها أهمية أساسية لمجمل الاقتصاد البحري في ألمانيا.

Short Url

search