صحة بل دخان: السويد تلهم العالم بسياسة الحد من مخاطر التدخين

الإثنين، 26 مايو 2025 07:18 م

مكافحة التدخين

تعد السويد نموذجًا رائدًا عالميًا في مكافحة التدخين، لذا حققت إنجازًا تاريخيًا في أواخر عام 2024م، عندما أصبحت أول دولة أوروبية خالية من التدخين تمامًا، بعد أن انخفضت نسبة المدخنين البالغين فيها إلى 4.5% فقط.

وهذا الإنجاز اللافت، تحقق قبل 16 عامًا من الموعد المستهدف الذي حدده الاتحاد الأوروبي، ما يثير تساؤلات كثير حول مدى إمكانية تكرار هذا النموذج الناجح في دول أخرى مثل نيجيريا، بل وربما على مستوى العالم.

السويد خالية تمامًا من التدخين

وفي سياق متصل، يرى الدكتور أكينواندي بوديكومب، الخبير النيجيري في الصحة العامة، أن التجربة السويدية تمثل دليلًا واضحًا على فعالية سياسات الحد من المخاطر في مواجهة أضرار التبغ، ومنتجات النيكوتين في العالم.

انخفاض معدل التدخين

وانخفضت معدلات التدخين في السويد بشكل ملحوظ، بعد أن كانت النسبة تقترب من نصف الرجال، وذلك بفضل استراتيجية وفرت بدائل أقل ضررًا مثل السنوس، وأكياس النيكوتين الفموية، والسجائر الإلكترونية بأسعار مناسبة للمواطنين، ما شجع الكثيرين على الإقلاع عن التدخين التقليدي.

سياسة علمية لا حظر شامل

وأوضح الدكتور بوديكومب، أن الحكومة السويدية لم تلجأ إلى الحظر الكامل، بل اعتمدت نهجًا علميًا يعزز الصحة العامة، فقد تم دعم حملات توعية واسعة حول المنتجات البديلة، التي رغم احتوائها على مادة النيكوتين، والتي تعد أقل ضررًا من السجائر التقليدية.

كما طبق نظام ضرائب ذكي، جعل هذه البدائل أقل تكلفة، مشجعًا الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة، بشأن التحول إليها، لينتج عن ذلك أن أصبحت السويد في طليعة الدول الأوروبية، من حيث انخفاض معدلات الأمراض المرتبطة بالتبغ والسرطان الرئوي.

نيجيريا: التحديات والإمكانات

في المقابل، تواجه نيجيريا تحديات صحية كبيرة تتعلق بالتدخين، إذ تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن 8% من السكان يستخدمون التبغ، ما يؤدي إلى انتشار أمراض يمكن الوقاية منها، مثل السرطان وأمراض القلب والجهاز التنفسي.

وعلى الرغم من الجهود التوعوية القائمة، إلا أن اعتماد السياسات الصارمة القائمة على الحظر، جعل التقدم في خفض هذه المعدلات بطيئًا.

فرصة واقعية لمساعدة المدخنين

ويؤكد الدكتور بوديكومب، أن نموذج السويد يقدم فرصة واقعية لمساعدة المدخنين في نيجيريا على التحول إلى خيارات أقل ضررًا، فبينما يظل الإقلاع الكامل هو الخيار الأمثل، فإن إتاحة بدائل مثل السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين، يمكن أن يشكل خطوة فعالة للحد من الأضرار.

أهم التوصيات لتحقيق نتائج مماثلة للنموذج السويدي، من أبرزها:-

رفع الوعي:- تعزيز التثقيف حول المخاطر النسبية لمنتجات النيكوتين المختلفة، لمساعدة المدخنين على اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة.
التقنين والتنظيم:- إتاحة المنتجات البديلة بشكل قانوني، مع وضع معايير صارمة، لضمان الجودة والسلامة.
التعاون الموسع:- بناء شراكات مع المصنعين والخبراء الصحيين، لتوسيع الوصول إلى هذه المنتجات في مختلف أنحاء البلاد.
نظام ضريبي:- فرض ضرائب متناسبة تجعل المنتجات البديلة أكثر توفيرًا من السجائر التقليدية، لتشجيع التحول إليها.