من الميناء إلى ميامي، علاقة مستقرة في زمن التوترات العالمية بين مصر وأمريكا

الخميس، 05 يونيو 2025 10:55 ص

مصر وأمريكا

تحليل/ ميرنا البكري

رغم إن العلاقات التجارية بين مصر وأميركا تعتبر من العلاقات المستقرة والمهمة لمصر، إلا إن الوضع العالمي، خاصة مع السياسات الأميركية الجديدة بزيادة الرسوم الجمركية، يجعل كل خطوة محسوبة.

ومصر الآن تحاول تحافظ على نمو صادراتها وتستفيد من الشراكة، دون دفع ثمن التوترات التجارية العالمية.

7.7 مليار دولار قيمة التبادل التجاري المتوقع بين مصر وأمريكا بنهاية 2024 - بوابة الشروق - نسخة الموبايل — **التبادل التجاري بين مصر وأمريكا**

نمو محدود وسط أجواء مشدودة

تستهدف الحكومة المصرية رفع صادراتها لأمريكا بـ 10%هذا العام، لكي تصل لـ 2.47 مليار دولار. لكن رغم هذا الطموح، المسؤولين يروا إن هذا الحد الأقصى الممكن، بسبب التوجهات الأمريكية الأخيرة التي ترفع الرسوم على وارداتها، وهو معناه إن الطريق ليس سالكًا.

كما إن المنتدى المصري الأمريكي في القاهرة، جاء في وقت حساس للغاية وهو محاولة لفتح الباب للاستثمارات الأمريكية الضخمة، لكن النجاح يعتمد على قدرة مصر في إقناع الشركات بفرص حقيقية مربحة رغم المخاطر.

أرقام التبادل، نمو في الميزان لكن عجز يكبر

في 2024، السوق الأميركية أخذت 5% من إجمالي الصادرات المصرية، بقيمة 2.2 مليار دولار، كما إن التبادل التجاري بين البلدين زاد بنسبة 37.4% ووصل لـ 9.81 مليار دولار، لكن هنا في نقطة خطيرة، العجز التجاري لصالح أمرdكا ارتفع بـ 68.5% ووصل لـ 5.3 مليار دولار.

أي ببساطة، نحن نشتري أكثر من البيع، وهو ما يضغط على ميزان المدفوعات المصري، خاصة في ظل أزمة الدولار والتحديات التمويلية التي تواجهها مصر.

من واشنطن للقاهرة، تعاون بين مصر وأمريكا لتعزيز قطاع الطاقة

وزير الاستثمار: صادرات مصر لأمريكا 2.5 مليار دولار والميزان التجاري لصالح واشنطن

المنتجات المتبادلة، من ملابس لطائرات

جاءت أبرز الصادرات المصرية لأمريكا، في الملابس الجاهزة (وهو ما يرتبط باتفاقية الكويز)، الحديد والصلب، السجاد، الخضار والفاكهة، والأسمنت.، أما أميركا فتصدر لنا الوقود والزيوت،الحبوب والعلف والنباتات الطبية، معدات الطيران، والآلات والأجهزة.

هذه التركيبة توضح اعتماد مصر على تصدير منتجات تصنيع متوسط، مقابل استيراد تكنولوجيا ومواد خام استراتيجية.

What is vintage clothing? - Hemswell Antique Centres — **الملابس الجاهزة**

تراجع في بداية العام، إشارة إنذار

في أول 3 شهور من 2025، صادرات مصر لأمريكا تراجعت بـ 1.5% ووصلت لـ 568 مليون دولار، في حين إن الواردات زادت بـ 7.5% ووصلت لـ 984 مليون دولار، هذا الفرق يؤكد إن العجز التجاري يزيد، وإن نمو الصادرات محتاج دفعة قوية، سواء من خلال تحفيز الإنتاج أو تحسين جودة المنتجات وتنوعها.

الكويز، فرصة أم فخ؟

اتفاقية "الكويز" التي كانت في 2004، تسمح للمنتجات المصرية دخول السوق الأميركي دون جمارك، بشرط مشاركة مكون إسرائيلي بـ 10.5%. رغم إنها فتحت باب التصدير، إلا إنها دائمًا تقع في جدل سياسي، خصوصًا عند زيادة التوتر في المنطقة.

والسؤال: هل مصر تستطيع أن توسع صادراتها لأمريكا دون الاعتماد على الكويز؟ وهل من الممكن أن تتحول هذه الاتفاقية لنقطة ضعف إذا تغيرت السياسة الأميركية؟

مسؤول: أميركا ترهن إلغاء الرسوم الجمركية مقابل فتح السوق المصرية لصادراتها

توقعات، هل الصادرات تستطيع تصمد؟

إذا استمرت الرسوم الجمركية الأمريكية على حالها، سيكون من الصعب جدًا إن مصر تصل لهدفها في زيادة الصادرات بـ 10%، فقد نواجه نسبة نمو ما بين 5-7% فقط، خصوصًا مع تباطؤ الصادرات في بداية العام.

لكن لو المنتدى فعلاً استطاع أن يجذب استثمارات أمريكية مباشرة في الصناعة أو التكنولوجيا، قد يفتح باب جديد لصادرات مختلفة وقيمة مضافة أعلى.

الغرف التجارية: 9.7 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر وأمريكا

النتائج

1. العلاقات التجارية قوية لكن غير متوازنة، أميركا تكسب أكثر من التجارة مع مصر.

2. صادرات مصر تحتاج تنويع وتحفيز، والتركيز على الملابس غير كافي.

3. الكويز سلاح ذو حدين، مفيد اقتصاديًا لكنه حساس سياسيًا.

4. المنتدى فرصة مهمة جدًا لجذب شركات أميركية وزيادة الاستثمار، لكن لابد أن يُترجم لمشروعات فعلية.

5. مخاوف الرسوم الجمركية حقيقية، ولابد أن تتحرك مصر دبلوماسيًا وتجارياً لحماية صادراتها.

ختامًا، مصر أمامها طريق ليس سهل بالمرة، وللحفاظ على صادراتها لأمريكا في ظل مناخ عالمي متوتر، وسياسات تجارية أمريكية حمائية. لكن بالتحرك الذكي، وتنويع المنتجات، وجذب استثمارات نوعية، قد نحول التحديات لفرص. والمنتدى الحالي هو اختبار لقدرة الحكومة على فتح أبواب جديدة في وقت كله ضباب اقتصادي. والسؤال الذي لابد أن نجاوب عليه، هل نكتفي بالمحافظة على الموجود؟ أم نغامر ونجرب نكسب أكتر؟

Short Url

أخبار متعلقة