بعد التخلف عن السداد، انخفاض حاد في الدرجات الإئتمانية لملايين الأمريكيين

شهد ملايين الأمريكيين انخفاضًا حادًا في درجاتهم الائتمانية بعد تخلفهم عن سداد أقساط قروضهم الطلابية، مما حدّ بشدة من قدرتهم على استئجار الشقق والحصول على القروض والعثور على عمل، مما فاقم الضغوط الاقتصادية على مستوى البلاد، وفقًا لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست”.

ووفقًا لتحليل حديث أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، يعاني ملايين الأمريكيين من انخفاض ملحوظ في درجاتهم الائتمانية بسبب تأخر سداد قروض الطلاب، مما يُعقد حياتهم المالية في وقت لا تزال فيه تكاليف الاقتراض مرتفعة تاريخيًا.

انخفاض حاد في الدرجات الائتمانية 

ووجدت الدراسة أنه في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، شهد حوالي 2.2 مليون مقترض انخفاضًا في درجاتهم الائتمانية بأكثر من 100 نقطة، بينما انخفضت درجات أكثر من مليون مقترض بما لا يقل عن 150 نقطة - وهو انخفاض يُضاهي تأثير طلبات إشهار الإفلاس الشخصي.

وكان حوالي 2.4 مليون مقترض يتمتعون سابقًا بتصنيفات ائتمانية إيجابية، مما أتاح لهم الحصول على قروض أو رهون عقارية بأسعار معقولة قبل الإبلاغ عن حالات التخلف عن السداد هذه.

استأنفت الإدارة سداد قروض الطلاب الإلزامية في أواخر عام 2023بعد توقف مؤقت بسبب الجائحة بدأ في مارس 2020.

ورغم انتهاء فترة سماح مدتها عام واحد في 30سبتمبر، ظل العديد من المقترضين يجهلون استئناف السداد.

مع تزايد صعوبة الاقتراض، ترتفع معدلات رفض قروض السيارات وبطاقات الائتمان وإعادة تمويل الرهن العقاري بشكل حاد.

رفض قروض السيارات ترتفع إلى 2% 

تشير بيانات الاحتياطي الفيدرالي إلى أن حالات رفض قروض السيارات ارتفعت من 2% إلى 14% مقارنة بالعام السابق، بينما قفزت حالات رفض بطاقات الائتمان خمس نقاط مئوية إلى 22%. 

وارتفعت حالات رفض طلبات إعادة تمويل الرهن العقاري إلى 42% في فبراير، مقارنة بـ 27% في العام السابق.
ويحذر الاقتصاديون من أن هذه الانخفاضات الواسعة في درجة الائتمان قد تزيد من ضغوط الإنفاق الاستهلاكي وتحد من النمو الاقتصادي. 

وتقدر موديز أناليتيكس أن التأخر في سداد قروض الطلاب قد يؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي الإجمالي بنسبة 0.13% تقريبًا في عام 2025، مما يزيد من المخاوف من تباطؤ اقتصادي أوسع.

تأثر المقترضون الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا فأكثر بشكل خاص، مما يشير إلى أن التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة جعلا سداد القروض أمرًا بالغ الصعوبة.

حذّر دومينيك مجارتان، الرئيس التنفيذي لبنك أمريكان برايد في جورجيا، من التداعيات الواسعة النطاق قائلاً: "إن انخفاض درجة الائتمان في أمريكا له تكلفة باهظة للغاية. 

وترتفع تكاليف المعيشة - فاتورة الهاتف المحمول، والمرافق، ومدفوعات التأمين، وكل شيء. وينعكس ذلك سلبًا على الاقتصاد ككل".

بحلول نهاية مارس، تأخر ما يقرب من ربع المقترضين عن سداد أقساطهم لأكثر من 90 يومًا، مما يؤكد تزايد إلحاح أزمة قروض الطلاب.